أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلامة كيلة - الحرب ضد الفكر المتطرف














المزيد.....


الحرب ضد الفكر المتطرف


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 4700 - 2015 / 1 / 25 - 19:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مهداة إلى رائف بدوي
الموجة اليوم تقوم على "الحرب ضد الفكر المتطرف"، المتمثّل تحديداً في داعش. جيد الأمر، حيث يجب محاربة الفكر المتطرف أيًّ كانت جذوره، فالتطرف خطر في كل الأحوال. لكن من أين يستمد تنظيم القاعدة، وتستمد داعش، وكل المجموعات السلفية تطرفها؟
بمعنى أنه بدل، أو بالتوازي مع، مواجهة الظاهرة التي تتسيّد الآن، يجب محاربة الجذور التي أنتجتها، وتمدها بالاستمرار والقوة. هل نستطيع أن نحدد هذه الجذور؟ البعض يسارع في رد انتقامي لاتهام الإسلام، هكذا بالعموم، لكني لا أريد التعميم، فهو يعمي، ويضلل، ولا يوصل إلى نتائج، حيث سنبقى ننتقد "مجردات". وأسهل النقد هو الذي يطال "المجردات". فإذا أخذنا خط المرجعية لكل التيارات السلفية، و"الجهادية" خصوصاً، نصل إلى الإمام الغزالي (وربما ابن حنبل)، ثم ابن تيمية وابن قيم الجوزية، وصولاً إلى محمد ابن عبد الوهاب. وإذا كان للسابقين موقع في النقد التاريخي، فإن الأساس الذي يجب أن يطاله النقد هو هذا الأخير، أي محمد بن عبد الوهاب. ليس لأنه الأجدر، فقد أتي لكي يطبّق ما قاله الأولون (أي ابن تيمية وابن قيم الجوزية)، بل لأن أفكاره باتت هي الأيديولوجية التي تحكم الدولة السعودية.
أي أن مجمل الأفكار التي طرحها الأولون باتت بفعل الوهابية هي أيديولوجية سلطوية تطبّق في مجتمع، هو مجتمع الجزيرة العربية (المسماة السعودية). حيث أنه خارج التحكّم بأموال النفط يجري الحكم وفق "المذهب الوهابي"، وعبر "المطاوعة" الذين يفرضون على الناس "التمسك بالدين"، والخاضعون لـ "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، التي تطبّق "الشريعة" وفق المنظور الحرفي، النصي شديد الضيق. وتفرضه على الشعب بالقوة. أليس هذا ما تمارسه "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" التي تقيمها داعش، وتقيمها جبهة النصرة، وكل التسميات الأخرى للظاهرة ذاتها؟ أليست مرجعيتهم المباشرة هي الوهابية بحذافيرها، وبما عززه محمد بن عبد الوهاب من فتاوى طشيخ الإسلام" ابن تيمية، وصنوه ابن القيم الجوزية؟
كل القيم التي تطبق من قبل هؤلاء "المتطرفين" مستمدة من الأيديولوجية الحاكمة في السعودية. ليس ذلك فقط، بل أن المملكة (جزاها الله خيراً!!) تقوم بجهد كبير من أجل تعميم الوهابية، وتمكينها في "العالم الإسلامي"، وخصوصاً في البلدان العربية. ففي ميزانيتها السنوية ما ينوف عن المليار دولار من أجل "نشر الدعوة"، عبر طباعة كتب ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب، وكل التابعين الذين يكررون أفكار هؤلاء، وفي كثير الأحيان بسذاجة مفرطة، وسطحية شديدة. وتنشط من أجل جذب رجال دين وجمعيات دينية وتجمعات إلى الوهابية. بالتالي فهي تقوم بالتمهيد الأيديولوجي لكل تلك المجموعات المتطرفة، دون أن ننسى أنها تدعمها كذلك.
فمنطق العربية السعودية هو أنه لاستمرار حكم العائلة المالكة، ولضمان تحكمها بمصادر النفط، يجب أن تُخضع المنطقة لأيديولوجية تمنعها من التفكير في التقدم، وتغرقها في متاهات صراعات دموية، وحوارات فكرية سطحية جداً، وهامشية جداً، كل ذلك باسم الدين. لقد لوّعها النهوض العربي في الخمسينات والستينات باسم القومية والاشتراكية، فباتت معنية بتدمير القومية والاشتراكية وكل تطلع نحو التحرر والحداثة باسم "الدين"، أي الوهابية. ولكي تفرض الوهابية أيديولوجية عربية عامة تحكم كل البلدان العربية، حيث حينها تصبح هي المركز المتحكم في مجتمعات تغرق في الجهل والتخلف والصراعات الدموية.
بالتالي فإن الحرب ضد التطرف يعني الحرب ضد الأيديولوجية الحاكمة في السعودية، وكشف التطابق بين داعش والنصرة والقاعدة وممارسات السلطة السعودية. حيث أن ما تطبقه هذه المجموعات هو تقليد للحكم السعودي بالضبط. فرائف بدوي يواجه ما يواجهه كثير من الشباب من قبل داعش والنصرة. و"هيئة الأمر بالمعروف" تمارس الدور ذاته. ووضع المرأة مطابق كذلك. والحسبة أيضاً. لهذا فإن الحرب ضد التطرف يعني دعم ثورة ديمقراطية في الجزيرة العربية، هكذا بالضبط. فالصراع يجب أن يتوجه نحو المركز لكي يضمن شمول الفروع، ولا فائدة من حرب ضد الفروع وحدها.



#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفق الثورة وآفاق الحل السياسي في سوريا
- المعارضة السورية في متاهة الحلول
- ما طبيعة الحرب في سوريا؟
- إيران تكسب أم تخسر؟
- نتائج الانتخابات التونسية
- أميركا وداعش والممانعة.. العقل الأحادي في مواجهة واقع معقد
- عن الثورة والثورة المضادة
- روسيا والحرب على غزة
- من تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين إلى داعش تصوّر كورنول ...
- سلامة كيلة - كاتب ومفكر ماركسي - في حوار مفتوح مع القراء وال ...
- -السياسة الشيوعية- لا ماركسية ولا شيوعية
- الثورة واليسار الميكانيكي
- أزمة تحليل اليسار للحدث العراقي
- هل ما يجري في سوريا ثورة؟
- حول ما يجري في العراق
- الثورة السورية ... محاولة لفهم المجزرة
- منظور أخلاقي للثورة السورية
- نقاش خفيف مع -الرفيق- محمد نفاع - الإمبريالية والاستعمار وال ...
- الثورة والاستعصاء الثوري في سورية
- بعد ثلاث سنوات من الثورة في سورية: من أجل إعادة نظر شاملة


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلامة كيلة - الحرب ضد الفكر المتطرف