|
الناظر و اشكالية الاحتفاء بسينما التخلف العقلي (نموذج 1) للسينما النظيفة
محمود الغيطاني
الحوار المتمدن-العدد: 1314 - 2005 / 9 / 11 - 05:30
المحور:
الادب والفن
ربما كان من الواجب علينا بداية إبداء الاعتذار لأستاذنا الراحل "سامي السلاموني" الذي استعرنا منه اصطلاح "سينما التخلف العقلي"، ذلك الاصطلاح الذي كان له السبق في إطلاقه قاصدا منه أفلام "إسماعيل ياسين" و الشكل البلاهي الساذج الذي كان يقدمه لنا تحت دعوى سينما الكوميديا المقصود منها إضحاك الجماهير بأية وسيلة كانت حتى لو تطلب الأمر تحويل الممثلين إلى مجموعة من البهلوانات بغية الوصول إلى هدفهم المنشود. إلا أننا اضطررنا مرغمين لاقتباس اصطلاحه لأنه الوحيد الذي من الممكن أن يوصف به فيلم "الناظر" الذي قدمه لنا المخرج الذي كان موهوبا "شريف عرفة" مع كاتب السيناريو "أحمد عبد الله"، ذلك الفيلم الذي كانت الحسنة الوحيدة فيه هي استفزازنا و إصابتنا بحالة شديدة من الغيظ المصحوبة بالتشنج أثناء مشاهدتنا له حتى كدنا أن ننفجر غيظا، بل ووصل الأمر إلى أنني كدت أمسك بعنق من يجاورني كي أخنقه غيظا لأننا انسقنا لمشاهدة مثل هذا الفيلم و من ثم ضاعت علينا نقودنا ووقتنا هباءا؛ و ربما كان السبب الأساسي لتلك الحالة التي أصابنا بها الفيلم هو الغيرة الشديدة و الإحباط علي مستقبل صناعة السينما في مصر إذا كانت هذه هي نوعية الأفلام التي سوف يقبل عليها المخرجون و صناع السينما المصرية و من ثم ينساق خلفهم الجمهور الذي تحاك حوله مؤامرة دنيئة لمحاولة إفساد ذوقه الفني من أجل مصلحة قلة صاروا يسيطرون علي مقدرات صناعة السينما في مصر. بل إن مثل هذا الفيلم قد دفعني للعديد من التساؤلات التي لم أستطع منع فيضانها؛ فجلست أحدث نفسي كمن أصابه الخبل، و لكي نكون أكثر تنظيما دعنا نحاول طرح مثل هذه التساؤلات و من ثم الإجابة عليها علّنا نستطيع الوصول إلى حل مثل هذه الإشكالية العقيمة. نعرف بداهة أن البداية الضعيفة لمخرج ما قد لا يؤاخذ عليها كثيرا؛ لأنه لا بد سوف يحاول الاستفادة من تجربته الأولي إما من خلال مناقشة النقاد معه مرورا بشكل التلقي الذي سيقابل الجمهور به مثل هذا العمل، وصولا إلى اكتساب الخبرة الفنية و امتلاك الحس الإخراجي الخاص به في تكنيكه السينمائي فيما بعد، فإذا لم يسر الأمر علي مثل هذا المنوال فالتوقع الوحيد لمثل هذا المخرج هو التلاشي من قلب الواقع السينمائي و من ثم التوقف عن الإبداع، و نعرف كذلك أن البداية المتوسطة لمخرج ما سوف تبشر فيما بعد بمخرج قد يستمر إما علي مستواه الفني المتواضع الذي يستطيع من خلاله أن يقدم لنا الجيد تارة و الرديء تارة أخري، أو يستطيع فيما بعد اكتساب الخبرات الفنية اللازمة و من ثم يصبح مخرجا جيدا، أما أن يبدأ مخرج ما بداية قوية كانفجار نجم في سماء الفن و من ثم يبهرنا بأسلوبه فهذا هو ما نترقبه جميعا و نرغب فيه و بالتالي نبارك عمله و ندعو له بالاستمرار و التوفيق في مسيرته الفنية الجيدة، و هنا نستطيع أن نتوقف هنيهة لنتنفس الصعداء بعمق و راحة قائلين أن السينما المصرية قد اكتسبت فنانا جميلا جديدا يستطيع الحفاظ علي خطواتها الجادة و مضمونها الرفيع. و لكن ما يدفعنا إلى الغيظ الشديد هو انحراف مثل هذه الحالة الثالثة- التي تحدثنا عنها سابقا- عن مسارها الفني و من ثم تبدأ في العد التنازلي نحو السقوط الذريع. و لعل هذا ما ينطبق تماما علي مخرجنا الجميل "شريف عرفة"، ذلك المخرج الذي تخرج في معهد السينما عام 1983 بمعني أنه درس أصول الفن جيدا، فضلا عن كونه من عائلة فنية أصيلة؛ فوالده المخرج الراحل "سعد عرفة" صاحب أفلام "بيت من رمال" 1972 ، "الملائكة لا تسكن الأرض" 1995 *، "الحب قبل الخبز أحيانا" 1977 ، بالإضافة إلى أنه –شريف عرفة- لم يمر كما مر غيره من المخرجين بمرحلة السينما التسجيلية قبل اتجاهه إلى السينما الروائية الطويلة- و إن دل ذلك فإنما يدل علي عبقريته الفنية و امتلاكه لحس سينمائي خاص؛ حيث أن السينما التسجيلية تصقل إلى حد ما من مواهب مخرجها- و بالرغم من عدم اجتيازه لمثل هذه التجربة- السينما التسجيلية- إلا أن بدايته كانت قوية إلى حد كبير في فيلمه الأول الذي أخرجه عام 1986 بالتعاون مع السيناريست الموهوب و المميز و الجاد "ماهر عواد" و هو فيلم "الأقزام قادمون"، ذلك الفيلم الذي كان من أقوي البدايات لمخرج جديد ما زال يخطو هو و زميله السيناريست خطواتهما الأولي في عالم السينما فصار عملهما معا علامة فارقة في تاريخهما السينمائي، و لم يلبث أن يحول الحول حتى قد لنا "شريف عرفة" في العام التالي مباشرة فيلمه الثاني "الدرجة الثالثة" 1987 بالتعاون مع نفس السيناريست الموهوب ليشكلا فيما بعد ثنائيا ناجحا بأفلامهما المميزة، فيقدما عام 1988 فيلمهما ذا العالم الخاص "سمع هس" الذي قام-شريف عرفة- بمغامرة إنتاجه مع "ماهر عواد" و "ممدوح عبد العليم" ثم لا يلبث "شريف عرفة" أن يكتسب جرأة فنية أكبر ليغامر بإخراج فيلمه "يا مهلبية يا" 1991* الذي كان أكثر فانتازية مع توأمه أيضا "ماهر عواد". و المتتبع لتاريخ "شريف عرفة" السينمائي سيجد أن أفلامه التي بلغت في مجموعها- حتى الآن- أربعة عشر فيلما، دائما ما كانت تقدم لنا فنا جميلا راقيا يحاول من خلاله معالجة قضايا جادة فقدم "اللعب مع الكبار" 1990 ، "الإرهاب و الكباب" 1992 ، "المنسي" 1993 ، "طيور الظلام" 1995 ، "النوم في العسل" 1996 ، ثم الفيلم الجميل ذو الطابع الهادئ الرومانسي "اضحك الصورة تطلع حلوة" 1998 ليكون ذلك الفيلم آخر أفلام "شريف عرفة" الجادة و القوية التي كان يحاول تقديمها، و من ثم يصاب بانتكاسة مقلقة بادئا العد التنازلي نحو السقوط- لست أدري لماذا- فقدم "عبود علي الحدود" 1999 ثم " الناظر" 2000 ، و من بعدهم الفيلم الذي فشل فنيا و جماهيريا "ابن عز" 2001 ، لينتهي بفيلمه "مافيا" 2002 و الذي حاول من خلاله إعادة الاتزان إلى فنه الذي أهدره في أفلامه الأخيرة. و لعل الموهبة الفنية الأصيلة و امتلاك الأسلوب الإخراجي المميز لدي "شريف عرفة" متضافرا بتعاونه مع سيناريست موهوب هو الآخر "ماهر عواد" ثم "وحيد حامد" فيما بعد كانا من أهم سمات و مبررات نجاحه سابقا؛ إلا أنه حينما اتجه للتعاون مع غيرهما بدأ العد التنازلي نحو الفشل الفني و نقصد بذلك تعاونه مع السيناريست "أحمد عبد الله" الذي يميل إلى الاستسهال و سلق الأفلام و من ثم أصابت العدوى "شريف عرفة" مما عاد عليه بأثر سلبي فاتجه اتجاهه تحت دعوى أنهما يقدمان أفلاما كوميدية. نقول أن ما أصابنا بالدهشة الشديدة هو اتجاه مخرج متميز مثله إلى مثل هذا التهريج علي الرغم من بداياته القوية السابقة، و لعلنا تساءلنا كثيرا عن ماهية الدافع الذي يجعل مخرجا بمثل هذا التميز إلى النحو مثل هذا المنحي؟ هل هو يمر بفترة كساد و عدم تواجد أي فرص إخراجية؛ فقبل إخراج مثل هذه الأفلام تحت دعوى أن "اليد البطالة.." ؟ أم أنه فعل ذلك كي يستطيع التكسب و أكل العيش و من ثم إطعام أطفاله و إلا ستصيبه حالة شديدة من الإفلاس المادي؟ أم أن المشكلة هي عدم وجود نص مكتوب بشكل جيد مما يدل علي أننا نمر بأزمة خطيرة لا فكاك منها إلا بالاقتباس من الأعمال الأجنبية أو السعي وراء التهريج؟. و إذا كان هذا هو الحال و الدافع بالنسبة "لشريف عرفة" فما الذي دفع بقية صناع الفيلم إلى الاشتراك في مثل هذه الجريمة التي لا بد أن يندموا عليها جميعا لإخراجهم مثل هذا العمل إلى النور بداية بالمنتج "مجدي الهواري" الذي نعرف عنه الرغبة الدائمة في التكسب من صناعة السينما لا غير، مرورا بمدير التصوير "أيمن أبو المكارم" الذي كان هو الحسنة الوحيدة في الفيلم بتصويره الجميل و إضاءاته المتناسبة، حتى نصل إلى الممثلين "سامي سرحان" بتاريخه الفني الطويل الذي يحاول دائما طمسه و إضاعته هباءا باشتراكه في مثل هذه الأفلام، "حسن حسني" الذي ينحو نحوه، ثم "هشام سليم" ذلك الفنان المتميز الذي لا يكاد يذكر اسمه حتى نقول جميعا أنه يمثل جيلا جميلا ظلمته السينما كان من الممكن أن يأخذ فرصته هو و "ممدوح عبد العليم"، "شريف منير"، "محسن محي الدين" فكانوا جميعا بمثابة موهبة أخاذة لم تستغل الاستغلال الأمثل و من ثم اندفع بعضهم- للأسف- للاشتراك في مثل هذه الأعمال و إلا ماتوا نتيجة عدم قدرتهم علي ممارسة الفن الذي يؤمنون به، و بالتالي قبل واحد مثل "هشام سليم" أن يكون ممثل درجة ثانية أو سنيدا- رغم موهبته العملاقة- " لعلاء ولي الدين" المتوسط الموهبة. و لعل اللوم يقع كذلك علي الممثلة الصاعدة "بسمة أحمد" التي كانت بدايتها كذلك قوية إلى حد بعيد باشتراكها في فيلم "المدينة" للمخرج "يسري نصر الله" و من ثم انتظرنا منها المزيد من الأعمال الجادة إلا أنها فاجأتنا باشتراكها في مثل هذا الفيلم كسنيدة أيضا "لعلاء ولي الدين". أقول أن مثل هذه التساؤلات التي كادت أن تصيبنا بصداع مزمن، كذلك انقلاب الهرم الفني بمثل هذا الشكل جعلنا بالتالي نحاول تأمل تجربة "علاء ولي الدين" الذي صار- هكذا بين يوم و ليلة- نجما يتكالب عليه المخرجون المميزون و الممثلون الموهوبون ليحرقوا أنفسهم تحت أقدامه صانعون منه "النجم الأسطورة" –تلك النظرية التي تناولناها من قبل- و التي تؤكد أن النجم قد يكون جيد الموهبة أو متوسطها إلا أن نسج مجموعة من الخيوط العنكبوتية حوله و التي تحمل في مضمونها الإطراء الزائد عن الحد لا غير قد تؤدي إلى تجمد موهبة مثل هذا النجم و من ثم إصابته بالشلل الفني فلا يستطيع الفكاك من مثل هذا الشرك المنسوج حوله بمهارة و الذي قد يكون المقصود النهائي منه تدمير ذلك النجم و ليس تلميعه و الصعود به إلى مدا رج الفن كما يظن؛ فتظل ذاته تتضخم و يتعالى حتى يكون السقوط الذريع له بدلا من محاولة تجويد أدواته الفنية. و هذا ما حدث تماما "لعلاء ولي الدين" الذي بدأ كمساعد مخرج عام 1986 مع المخرج الراحل "نور الدمرداش" في فيلمه "دخان بلا نار" ثم لم يلبث أن شاهده المونتير "طلعت فيظي" الذي كان مشتركا في فيلم "ابتسامة في عيون حزينة" 1986 للمخرج "ناصر حسين" فعرض عليه العمل معهم في ذلك الفيلم ليكون أول ظهور "لعلاء ولي الدين" علي شاشة السينما أمام الفنان "محمد الحلو"، و تتالت أعماله فيما بعد من خلال مشاهد قصيرة في أفلام أخري فظهر أمام "نجلاء فتحي" في مشهد واحد فقط في فيلم "لعدم كفاية الأدلة" 1987 للمخرج الراحل "أشرف فهمي"، ثم أمام "نبيلة عبيد"، "هشام سليم" في فيلم "اغتيال مدرسة" 1988 للمخرج "أشرف فهمي" أيضا، و أمام "نور الشريف" في فيلم "أيام الغضب"1989 للمخرج "منير راضي"، و مع "ليلي علوي" في "يا مهلبية يا" 1991 للمخرج "شريف عرفة"، و أمام القدير "يحيي الفخراني" في الفيلم الجميل "الحب في الثلاجة" 1993 للمخرج "سعيد حامد"، أمام "عمرو دياب" في "آيس كريم في جليم" 1992 للمخرج "خيري بشارة"، و في نفس العام يقدمه "شريف عرفة" أمام "عادل إمام" في "الإرهاب و الكباب" 1992 ، كذلك يقدمه "خيري بشارة" مرة أخري و لكن أمام "حميد الشاعري" في فيلم "قشر البندق" 1995 . و إذا كنا قد حرصنا علي تتبع مسار "علاء ولي الدين" منذ إرهاصات بداياته الأولي؛ فلكي نبرهن علي أن تلك البدايات كانت مع مجموعة من المخرجين المتميزين علي الرغم من تواضع موهبته الفنية، إلا أن هؤلاء المخرجين علي الرغم من ذلك يستطيعون خلق فنان مقبول إلى حد بعيد- و ربما يكون جيدا- من مثل هذه الموهبة المتوسطة و لكن بشرط طواعية مثل هذا الفنان- الذي يمثل المادة الخام في أيديهم- و محاولته الاستفادة من خبرات هؤلاء الأساتذة الكبار، إلا أنه حينما يصاب مثل هذا الفنان بحالة من حالات "البارانويا" و تضخم الذات فالمصير الحتمي في مثل هذه الحالة هو انفلات خيوطه و من ثم عدم القدرة علي التحكم في موهبته؛ فلا يمتلك المخرج إزاءه إلا أن يتركه يفعل ما يحلو له من تهريج دون القدرة علي توجيهه الوجهة الفنية السليمة، و لعل هذا تماما ما أصاب "علاء ولي الدين" مع المخرج "شريف عرفة" حينما ظن في نفسه أنه "سوبر ستار" رغم أنف الجميع- علي حد قوله في إحدى حواراته*- مما أدي إلى عدم قدرة "شريف عرفة" السيطرة علي نزوات ممثله فتركه يؤدي كيفما اتفق له ليهبط بنفسه و بالمخرج و بالفيلم أيضا إلى الحضيض. و إذا كان "علاء ولي الدين" و من ثم غيره من المخرجين يحاولون الاستفادة من إمكاناته الجسدية الضخمة لإحداث نوع من المفارقة الكوميدية في أعمالهم فهذا هو الخطأ الأكبر الذي وقع فيه الجميع ظنا منهم أن مثل هذا الجسد قد يثير عاصفة من الضحك نتيجة لأن صاحبه علي الرغم من ضخامته يتميز بالبلاهة و تفكيره يكاد يقرب من تفكير الأطفال. و لعل مثل هذا المثال نجده في ذاكرتنا السينمائية سابقا ممثلا في الفنان "رياض القصبجي" أو "الشاويش عطية" الذي كان يعتمد عليه المخرج الراحل "فطين عبد الوهاب" في جميع أفلامه مع "إسماعيل ياسين" ليقدم لنا نموذجا لذلك الرجل الضخم الجثة ذو الملامح الغليظة، و علي الرغم من ذلك فهو طيب القلب إلى أقصي حد حتى أنك تستطيع أن تخدعه بأية خدعة صغيرة حتى يبكي كالأطفال علي الرغم من هيئته المخيفة. أقول أن مثل هذه الشخصية "لرياض القصبجي" قد نجحت نجاحا كبيرا بل و ظلت عالقة في أذهان الناس حتى الآن نتيجة قدرة المخرج "فطين عبد الوهاب" علي استغلالها الاستغلال الأمثل، أما في حالتنا هذه- علاء ولي الدين- فالبون شاسع إلى درجة عظيمة، و إذا كان هو نفسه يظن في قرارة ذاته أو يحاول أن يجعل من شخصيته مرادفا آخر موازي لتلك الشخصية فالمحصلة النهائية لمثل هذه المحاولة هي الفشل الذريع له و لكل من يحاول التعاون معه في مثل هذه الحالة. إلا أننا هنا لا نستطيع إغفال الأداء التمثيلي الذي ينتهجه الفنان "علاء ولي الدين" و الذي يعتمد فيه إلى حد بعيد علي أسلوب المبالغة و الافتعال و الحركات الجسدية المتشنجة إلى حد إلقاء جميع أطراف جسده في كل الأنحاء مما حدا به إلى العصبية الشديدة في استخدام الجسد بهدف الإضحاك، و لعل مثل هذا الأداء لا بد و أن يذكرنا مباشرة بالفنان العملاق "فؤاد المهندس" في طريقة أدائه التي تعتمد بدورها علي المبالغة في الصوت و الحركة و استخدام الجسد إلا أن تلك الطريقة المقبولة إلى حد ما من "فؤاد المهندس" كممثل مسرحي في الأساس لا يمكن قبولها هنا بالمقابل من "علاء ولي الدين" في السينما؛ حتى أننا جميعا كنا نؤاخذ "فؤاد المهندس" عندما يعتمد علي مثل هذه الطريقة في السينما، فكيف لنا أن نقبلها من "علاء ولي الدين" المتوسط الموهبة؟ و لعل تواضع الموهبة عند "علاء" بالإضافة لتكوينه الجسدي الكاريكاتوري فضلا عن استقرار صورة الفنان العملاق- فؤاد المهندس- في لاوعيه أو عقله الباطن كل ذلك أدي به إلى انتهاج مثل هذا الطابع الأدائي في تمثيله، و أقصي ما نرجوه أن يتخلي "علاء" عن هذا الأداء المفتعل الذي يناسب المسرح أكثر من مناسبته للسينما. و إذا كنا قد أطلنا الحديث عن المخرج و الممثل هنا فلأننا نكاد أن نشعر بالخجل من مجرد الحديث عن موضوع الفيلم، ذلك الفيلم الذي تقول تيتراته أنه قصة "شريف عرفة" و لست أدري كيف يفكر مخرجا مثل "شريف عرفة" في مثل هذه القصة، إلا أننا قد نلتمس له العذر لأن الخيط الأساسي للفيلم قد يصلح أن يكون قصة جيدة و مقبولة بل و عميقة سينمائيا، إلا أن المعالجة السينمائية التي قام بها السيناريست "أحمد عبد الله" قد تكون هي التي أفسدتها و حولتها إلى مثل هذه الترهات التي رأيناها علي الشاشة؛ فالخيط الأساسي للقصة هنا أن هناك خطأ ما يتم اتباعه في سياساتنا التربوية و التعليمية يتمثل في ضرب التلاميذ و استعمال القسوة و الشدة معهم و من ثم يؤدي ذلك إلى عدم القدرة علي التواصل أو التفاهم مع أولادنا مما يؤدي بالتالي إلى التسرب الطلابي من مراحل التعليم المختلفة بل و رفضهم للعلم و محاولة تعويض عدم التواصل مع آبائهم و أساتذتهم بالثورة عليهم و استخدام العنف المضاد سواء معهم أو مع أقرانهم في حين أننا لو توقفنا عن ضربهم و محاولة التقرب منهم و تحبيبهم في العلم فسوف نجني من جراء ذلك إقبال هؤلاء الأولاد علي التعليم و من ثم احترامهم لنا. مثل هذه الفكرة الجميلة قد تصلح فيلما سينمائيا جيدا و لعل هذا ما قصده "شريف عرفة" حينما كتب قصة الفيلم إلا أن المعالجة السينمائية الفاشلة للسيناريست "أحمد عبد الله" هي التي أدت بها إلى مثل هذا السقوط الذريع و من ثم أسقطت معها المخرج الجميل، و لعل في هذا أيضا إعادة تأكيد علي أن المخرج الجيد أيا كان مستواه و تملكه لأدواته الفنية لا يستطيع تقديم عمل جيد بدون كلمة جيدة مكتوبة بشكل محترم. إلا أننا نري السيناريست "أحمد عبد الله" هنا يحاول إيهامنا أن هناك شخص ما اسمه "عاشور" يضرب بتاريخه في عمق التاريخ فيقول لنا منذ بداية الفيلم أن مدارس "عاشور" كانت منذ فجر التاريخ- و يقصد به هنا الحضارة الفرعونية- كي يقدم لنا صورا مختلفة من هذه المدارس في بعض مراحلها التاريخية بشكل سريع، ففي العصر الفرعوني كان المدرس الضخم الذي يؤدي دوره "علاء ولي الدين" يقف أمام الطلبة ليأتي أحدهم له ببطيخة فيشير إليها "علاء ولي الدين" ملقنا تلاميذه بشكل سمج- لست أدري كيف يثير الضحك المرجو من المخرج و من معه- (طي-خا) قاصدا بها البطيخة- و كأن هذه هي لغة الفراعنة القدامى و لكن في شكلها العصري- ثم لا يلبث أن يشير إلى خروف ليقول لهم (رو-فا) كي يزيد المخرج الطين بله حينما يكتب لنا علي الشاشة ترجمة ما يقوله "علاء ولي الدين" كي نفهم أنه يقصد بذلك (الخروف) ثم يأتي بآخر و يجرحه حتى يقدم لهم مثالا حيا علي ما يريد قائلا (واوا) لتظهر علي الشاشة كلمة (تعويرة) و كأنهم يقومون بترجمة لغة غير معروفة، بل إن أسوأ ما قدمه "شريف عرفة" في هذا المشهد تلك اللقطة التي أشار فيها "علاء" إلى امرأة جميلة ليقول كلاما غير مفهوم و تكون ترجمته علي الشاشة (مزة حلوة قوي) فكيف بالله عليكم تقدمون مثل هذه الهراءات لنا علي أنها سياسات تعليمية يحاول المدرس من خلالها تعليم أولاده فيلقنهم "مزة حلوة" و ما إلى ذلك من الكلام الممجوج الذي نخجل نحن أنفسنا من التلفظ به في أي جمع عام؟ إلا إذا كان صناع الفيلم يهدفون من ذلك تعليم أولادنا "الصياعة". بل كيف يعتقد "شريف عرفة" أن مثل هذا الإسفاف الذي يقدمه من الممكن أن ينتمي إلى الكوميديا أو يرتبط بها بأية صلة- إلا إذا كانت الكوميديا مجرد إسفاف و خروج عن الذوق- بل و كيف يحاول مخادعتنا أيضا ليقول لنا أنه يقدم فيلم كوميدي؟ أعتقد أنه كان من الواجب عليه أن يطرح علينا هذا التساؤل قبل عرض الفيلم فيقول (إيه رأيكم تيجوا نهرج؟) و في هذه الحالة الأمر متروك لنا، فإما قبلنا التهريج معه أو رفضناه، و لكن أن يحاول خداعنا فهذا ما نرفضه. ثم لا نلبث أن نشاهد علي الشاشة عبارة "و مرت سنين كتير قوي" مع التعليق الصوتي كي نشاهد "علاء ولي الدين" في العصر المملوكي مع طلبته محاولا إسالة لعابهم و اللعب علي أوتار غريزتهم الجنسية حينما يؤكد لهم أن من يجيب علي أسئلته المعجزة و التافهة و التي لا يمكن الإجابة عليها- مثل ما لون السيراميك الذي بنيت به مدينة الإسكندرية القديمة و ما إلى ذلك من التهريج- فان نصيبه فتاة من الفتيات الأربع اللاتي يجلسن أمامهم، و لعله إذا كان التعليم هكذا لاندفع الجميع إليه حتى يوم وفاته. و في مشهد تال يقدم لنا مدارس "عاشور" في مرحلة ثورة 1919 لنري "علاء ولي الدين" علي أكتاف زملائه في ثورة ما ضد الإنجليز هاتفا بمجموعة من الهتافات الفارغة الحمقاء ظنا منه أن ذلك سوف يضحكنا نحن الجمهور المسكين الذي فقد نقوده هباءا ليري مشاهد كاريكاتورية ساذجة و مثيرة للقرف فنراه يهتف (إيه اللي أنا شايفه ده) كي يردد الجميع من خلفه هتافه و حينما يهجم عليهم الإنجليز يهتف (لف و ارجع تاني) ليردد الآخرون ما يقوله بغباء كالببغاوات. و هكذا يسير بنا المخرج من مرحلة لأخرى حتى يقدم لنا مدارس "عاشور" في وقتنا الحالي فنراها أشبه بالمعتقل تحيط بها الأسلاك الشائكة المنثور عليها ملابس الطلبة الذين يحاولون الهروب من جحيم ناظر المدرسة الفظ "علاء ولي الدين" صاحب الصوت الجهوري المخيف و الذي يطلب منهم دفع المصاريف قائلا (اللي معاهوش يروّح) و الذي يخافه المدرسون إلى حد البلل قبل الطلبة أنفسهم. و لعلّي هنا أود أن أطرح سؤالا علي صناع الفيلم؛ أين بالله عليكم مثل هذه الأساليب الوقحة في تربية أبنائنا سوي في خيالكم المريض؟ نحن لا ننكر بالطبع وجود أخطاء تربوية في مدارسنا، إلا أنها لا يمكن أن تكون بمثل ما أتحفتمونا به في فيلمكم؛ فنحن لم نر في حياتنا ناظرا يقول أن (الضرب شرط أساسي في تعليم الطالب) كما قالها (علاء ولي الدين) لهشام سليم المدرس لديه-اللهم إلا إذا كان ذلك المدرس في حاجة ماسة إلى تأهيل نفسي-. إلا أنه بالرغم من كونه ناظرا و صاحب مدرسة نري زوجته "جواهر" التي يؤديها "علاء ولي الدين" أيضا- فالفيلم علي مقاسه و له وحده فقط حتى أنه يقوم بأداء دور الأب و الابن و الزوجة- جاهلة لا تعرف القراءة و الكتابة بل و تنتظر ابنها راسب الثانوية العامة كي يقرأ لها ترجمة المسلسل الأجنبي، و ها هو الناظر "عاشور صلاح الدين" علي فراش موته حينما يذهب إليه ابنه و زوجته لزيارته فيقابل ابنه بتجهم شديد قائلا موبخا (جايب لي ورد و انا ما فطرتش من الصبح يا ابن الجزمة؟)!! و أرجو ألا يستنكر القارئ مثل هذه الألفاظ الخارجة عن أصول اللياقة لأنها- و نقسم علي ذلك بأغلظ الأيمان- وردت هكذا في سياق الفيلم و لست أدري كيف فكر صانعوه في أن مثل هذه البذاءات قد تضحكنا إلا إذا كانوا يخاطبون أولاد الشوارع في المقام الأول بفيلمهم هذا. بل انه يخاطب زوجته بأسلوب أكثر وقاحة أمام ولده فيقول لها (حتى و أنا باموت لسانك طويل.. قادر ربنا ياخدك في ثانية) و لا يكتفي بذلك بل و يبصق علي وجهها ليثير اشمئزازنا منه و من صناع الفيلم بدلا من إثارة ضحكنا. و المثير للدهشة أنه حينما يلفظ أنفاسه الأخيرة علي فراش مرضه يصرخ صراخا عاليا لست أدري لماذا إلا أن الظن الوحيد الذي تبادر لأذهاننا القاصرة أن حائطا ما قد سقط علي صدره فأرداه قتيلا؛ و لأننا مصابون بالعمى لم نستطع أن نراه، و لعل مثل هذا الأسلوب المغرق في المبالغة أكثر مناسبة للمسرح منه إلى السينما، ذلك الأسلوب الذي أصابت عدواه الجميع بدءا من "حسن حسني" حتى "سامي سرحان" و لعل الوحيد الذي استطاع الحفاظ علي أسلوبه الهادئ الرصين في أدائه هو الموهوب حقا "هشام سليم" و الممثلة الجميلة "بسمة أحمد" . إلا أن الفيلم يصر علي تقديم مجموعة أخري من النماذج المترهلة التي لا توصف إلا "بالهطل" و التخلف العقلي و كأنه لا يكفينا "علاء ولي الدين"؛ فنري "عاطف" (أحمد حلمي) ذلك العبيط المبتسم دائما حتى في حالات إهاناته و الذي لست أدري حتى الآن ما فائدته في الفيلم أو ما هو دوره سوي أن يكون خيال ظل "لعلاء ولي الدين"؛ فالفيلم بدونه لم يكن يخسر شيئا علي الإطلاق- و لكن نظرا لأنه ليس بفيلم أساسا كما نعرف جميعا مفهوم الفيلم فلقد حرص صناعه علي حشد كل ما هو رديء و بلا معني فيه-. كذلك شخصية مقززة تثير القرف في نفوسنا لا الضحك و هي شخصية "اللمبي" (محمد سعد) ذلك المسطول دائما و الذي نراه طوال الوقت متشنجا إلى أقصي حد ربما أكثر من "علاء ولي الدين" نفسه، ذلك "اللمبي" الذي يحاول التنظير لسمات الشاب "الصايع" فيقول أن المنحرف لا بد أن (يشرب خمرة و يبلبع برشام و يضرب حقن ماكس و يمشي مع مزز في سن الضياع و يقلّبها) و ما إلى ذلك من العبارات الغامضة مثل (ها تقول هم لي نيللي نيللي هقول هم لك شريهان شريهان)، (الرجولة أدب مش هز أكتاف) و لعل في تقديم "شريف عرفة" لعلاء ولي الدين كراسب ثانوية عامة يرغب رغبة عارمة في الانحراف و من ثم يبحث عمن يساعده في تحقيق مثل هذه الرغبة تكريس قوي لمثل هذا الأسلوب في حياة الشباب و من ثم دعوتهم الصريحة للانحراف، عندما يقدم لهم شابا منحرفا مثل "اللمبي" في شكل ظريف و مقبول إلى حد كبير منا نحن الآباء قبل أبنائنا ربما لخفة دمه بل و يكون هذا الشاب الظريف- الذي سيتخذه أبناؤنا المراهقون كمثال يحتذي به في حياتهم- مسطولا دائما و يعاشر العديد من "المزز" و يحمل المطواة في يده طول الوقت؛ فيكون "شريف عرفة" هنا كمن قدم لنا السم في العسل، بل لعله سوف يتحمل فيما بعد مسئولية جيل كامل أفسده من خلال ما قدم لهم. نقول أن مثل هذا الشاب راسب الثانوية العامة "علاء ولي الدين" حينما يموت أبوه يطلب منه وكيل المدرسة "حسن حسني" أن يحل ناظرا لمدراس عاشور مكان والده أما أمر الشهادة فهو أمر مفروغ منه و لا خلاف عليه لأنه سيقدم شهادة مزورة تفيد حصوله علي الثانوية العامة. و هكذا يحاول الفيلم إقناعنا بأن كل شئ سهل و ممتع و ممكن فلماذا نعقد الحياة و نحصل علي الشهادات ما دمنا نستطيع أن نوهم الجميع بأننا من ذوي الشهادات؟ و سرعان ما يصبح "صلاح الدين" (علاء ولي الدين) ناظرا خلفا عن أبيه فيقف ببلاهة طالبا من المدرسين الوقوف خمسين دقيقة حدادا علي والده بل و يقدم لنا الفيلم نماذجا مشوهة من المدرسين كمدرس الرياضيات و اللغة الفرنسية و التاريخ، كل هذه المواد يقوم مدرس واحد بتدريسها بل و الطامة الكبرى أنه في مدرسة خاصة، بل إن تخلف "علاء ولي الدين" العقلي و بلاهته تصل إلى أنه حينما يقدم له "حسن حسني" و كيل المدرسة ميزانية العام المالية- المزورة بالطبع- و يطلب منه أن يرسم إمضاؤه علي 27 ألف جنيه طباشير ألوان في السنة يزايد عليه "علاء ولي الدين" في سذاجة طالبا منه أن تكون الميزانية مائة ألف جنية لأنه يحب الطباشير الألوان فيوافقه علي الفور "حسن حسني"- بالله عليكم هل في هذا ما يضحك إلا إذا كنا مصابين بالبلاهة و التخلف العقلي مثل صناع الفيلم؟- . و هكذا يحاول الفيلم طوال ساعتين كاملتين من الملل و الضجر الشديد تقديم مثل هذه البلاهات و الترهات الشبيهة بمجموعة كبيرة جدا من الاسكتشات التهريجية التي كان يقدمها لنا قديما علي خشبه المسرح ثلاثي أضواء المسرح، إلا أنها كانت مقبولة منهم إلى حد بعيد، أما تقديمها بهذا الشكل الساذج في فيلم سينمائي فهي مرفوضة تماما. إلا أننا نري في النهاية الحل العبقري ذو التأثير السحري عند الناظر "صلاح" (علاء ولي الدين) في إصلاح السياسات التعليمية و من ثم إقبال الطلبة علي التعليم بأن يجعل هناك جائزة لكل من يذاكر و يتفوق بل و يشترك في مسابقة علمية مع مدرسة البنات المجاورة و يكون الفوز في النهاية لصالح مدرسة "عاشور" التي انصلح حال أبناءها من الطلاب و صاروا متفوقين علي يد راسب الثانوية العامة الناظر "صلاح الدين" الذي ألغي أسلوب الضرب و شجعهم علي التعليم، كي نري مشهد النهاية الشديد السماجة حيث يتزوج الناظر من مدرسة الموسيقي "بسمة أحمد" التي تلد له مولودا/عاشور آخر و كأنه استمرار لسلسلة عاشور التعليمية و الذي يمثل أبلها جديدا و كأنه امتداد طبيعي لوالده و جدوده، فيحاول صناع الفيلم إيهامنا أو إضحاكنا بشكل مفتعل من كونه- أي المولود- سيصبح تربويا مثل والده و جدوده فنراه بعد دقائق من ولادته يهتف (تحيا جمهورية مصر العربية) ليرد الهتاف من خلفه مجموعة المواليد الأطفال الذين معه بغرفة المستشفي. فكيف- بالله عليكم- تقدمون سينما مثل هذه تحت دعوى تقديم سينما كوميدية تهدف إلى معالجة مشاكل جادة من خلال الكوميديا؟ فأين هي الكوميديا التي يتشدق بها "شريف عرفة"، "أحمد عبد الله" وسط هذا السيل من التخلف العقلي و البلاهة و أين هو الجمهور الأبله الذي سيصدقهم كي يضحك علي ترهاتهم؟ علّه في أذهانهم فقط.
#محمود_الغيطاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مقدمة سينمائية حول اصطلاحات غير سينمائية
-
مشاهد تتشكل ذاتيا
-
هلاوس ذهنية
-
الخروج من الكابوس
-
حول السينما النظيفة و السينما التي ماتت
-
مملكة الجنة.. الانسان يعلو فوق كل شئ
المزيد.....
-
-أرسيف- تعلن ترتيب الجامعات العربية حسب معامل التأثير والاست
...
-
“قناة ATV والفجر“ مسلسل قيامة عثمان الموسم السادس الحلقة 168
...
-
مستوطنة إسرائيلية: قصف غزة موسيقى تطرب أذني
-
“وأخير بعد غياب أسبوعين” عودة عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة
...
-
من هو الفنان المصري الراحل حسن يوسف؟
-
الليلادي .. المؤسس عثمان ح168 الموسم 3 على قناة atv وعلى الم
...
-
أوليفيا رودريغو تستعيد اللحظة -المرعبة- عندما سقطت في حفرة ع
...
-
الأديب الإيطالي باولو فاليزيو.. عن رواية -مملكة الألم- وأشعا
...
-
سوريا.. من الأحياء القديمة إلى فنون الطب الصيني
-
وفاة الفنان المصري حسن يوسف
المزيد.....
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ أحمد محمود أحمد سعيد
-
إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ
/ منى عارف
-
الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|