حرية عبد السلام
الحوار المتمدن-العدد: 4698 - 2015 / 1 / 23 - 23:35
المحور:
الادب والفن
غفوة الحبر
لم يبق مني سوى صمت يسكنني... والماء
يشكلني عجينة من قصيد
ومن غفوة الحبر يرسمني حين لقاء
مددت أناملي لأتسلق منابر الشهوة
تهشم ليلي
طواني نبيذ الظلام
ورتق أصابعي
فتُهت بحواسي أبحث عن رغوة
تغسل سفري
كي تلبسني من جنون فاكهة الصيف
لونها القرمزي
كي تُشطب ملح الغواية من حنجرتي المتعثرة
كراهبة منسية
أبعدت عني شهوة البداية
مسحت اِخضرار الرمل
ألقت بفاكهة الموت تحت قدمي
جندتني لمعركة مسمومة
زرعت ألغام الوحدة في خياشيم الآه
فرشت العقم في بؤبؤ عيني
مسكت بأجفان الريح بين قبضتها
ورمتني بلا شفقة عند مدخل القرماص
أغيب بين جفنيها
أهيم في تفاصيل الماء
وهي تمدد دموعها على خاصرتي
تصمت في رحلة السماوات
تدغدغ تكوير الشفاه
تفصلني من جفني وتحملني بين دربها البارد
تحرقني بلهيب الإشتهاء
وتطبطب على كفي المشلول
قبل أن يغيب تحت جفنها الحارق
كلما اِقتربت تفاصيلي من كأس الموج
تفرى نبيذ عينيها أمام صمتي
وقالت ..دعيني أتجول في صمت الماء
أشرب قهوتي قبل أن يسكرني مرها
ويشعلني ناراً تتلوى في معصميك
دعيني أتبرعم فيك
أختلي بنوارسك وأختفي داخل غفوتك
أرسم القدر بلون الرمل
وأطوي فراغ الأرض
وبين شفتيك أخبيء لؤلؤة السماء
وأضع عليها قبلة الليل ومسحة من ضياء
دعيني ألون الحزن
أشكله لوحة سريالية
أرسمه سهماً بجنون الخيال
يعكس ضوءه القاتم
على مرآة حضنك
أزخرف وجه الحلم
بشهوة النهاية وشهقة القلب المتعطش للقاء
فالصمت لا زال يغطيه الموج الشاحب
ولا زلت أنا أشحت من جنونه
بدايتي
وأكتب داخل غفوة الحبر
عجينة من صمت وماء
حرية عبد السلام
26/6/2013
#حرية_عبد_السلام (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟