رحال لحسيني
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 1313 - 2005 / 9 / 10 - 11:44
المحور:
الادب والفن
!تستيقظ المدينة الصغيرة من سباتها ونومها بعد الظهيرة، على نبإ غريب وعجيب
قال( أحد المارة لسيدة، حين سألته هل كان هناك؟) :
نعم .. إنه حمار.. أكل دجاجة وافترس كلبا...-
- كيف .. كيف ذلك ؟!
- هذا ما حصل، ياأماه.. قال البعض أنه بالجهل، وقال الآخر أنها علامة الساعة " سبحان الله العظيم.. حمار ياكل دجاجة.. ويفترس كلب.. آه.. علامة الساعة هذي !
ويحكى أنه قامت له الساعة فعلا، إذ استدعى اهتمام الأطباء.. و.. " البوليس" وربما الجند أيضا، وصار الساعة...
- وماذا عملوا معه؟
- قتلوه.. ماذا سيعملون، هل كانوا سيأتون له بطبيب نفساني.. أو يسألونه عن السبب.. الحمار ليس إلا حمار، ياسيدتي ...وقتلوه.
***
ومرت الساعات بعد أن سقط الحمار،" شهيدا " لثورته على " طبيعته" النباتية، وعلموا بعدئد أنه لم يكن إلا سكرانا.
سألت السيدة محدثها مستغربة من جديد:
- وهل يسكر الحمار، ياهذا...؟
- ولما لا.. ألم يذق الذل، وقلة التقدير، والضرب والشتم إلى آخر ما يحط من قيمته.. إلى درجة صار معها مثلا يطلق اسمه على المغفلين من بني الإنسان، كذلك.. دون أن ينهى عن تعذيبه أو شتمه...
- إذن تقول سكر الحمار.. ولكن، كيف؟ هل اشترى خمرا وشربه؟ !...
لا..لا الحكاية بسيطة ) وبعد صمت( هل تعرفين " الماحية" ؟!-
تجيبه السيدة منزعجة:
- كيف .. كيف أعرفها يا هذا.. هل تظن أني " شيخة" !
يقاطعها محدثها معتذرا:
- عفوا..عفوا ياسيدي، عفوا ياأماه، لم أقصد ذلك، كما أني لم أقل شيئا يثير غضبك إلى هذا الحد، لكن كل ما قلته هو سؤال:
- هل تعرفين " الماحية"؟
السيدة: وتكرر السؤال؟
- أريد أن أقول ويصمت لبرهة ثم يضيف سأطرح السؤال عليك.. بعبارة أخرى، هل سمعت يوما عن خمرة البسطاء التي تهيأ من " الشريحة ".. كما أن ليست كل: الشيخات" يشربن :"الماحية" لأن " الشيخات" درجات.. يا سيدتي. ترد السيدة:
- آه.. " الماحية" هي إذن.. أعرفها ، ولكن.. كيف.. كيف ذلك؟!
-قالوا إنه )الحمار( وجد كيسا من " البلاستيك" ممتلئا بـ" الشريحة" معدا لتحضير " الماحية" فأكله.. وكان ماكان.
* القصة مستلهمة من حادثة وقعت بمدينة وادي زم صيف 1993
1- " الشيخة": فنانة شعبية مغنية وراقصة.
2- " الشريحة": التين المجفف
#رحال_لحسيني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟