أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جمشيد ابراهيم - البيسترو الشرقي الجديد














المزيد.....

البيسترو الشرقي الجديد


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4696 - 2015 / 1 / 21 - 21:44
المحور: كتابات ساخرة
    


البيسترو الشرقي الجديد
طلب مني مرة ان اذهب معه و قال بان هناك بيسترو شرقي جديد يلتقي فيه المثقفات و المثقفين. تعجبت و سألت: كيف حتى المرأة؟ قال نعم حتى المرأة. اردت ان اسأله فيما اذا كانت هناك جميلات و لكني خجلت لكيلا يتهمني باني اختزل المرأة على الجمال و يسألني الا يكفيك زوجتك فسكتت و بما اني احب المقاهي و (الچايخانات) الشايخانات وافقت بشرط ان يكون التدخين على الاقل غير ممنوع. ما طعم القهوة الاثيوبية المرة بالفنجان الفارسي او الشاي الاسود السيلاني المر بالاستكان الروسي بدون البايب (الغليون) الهولندي بالتبغ الايطالي؟ فرحت و تمنيت لربما هناك كليچه و بقلاوه شرقية او اي شيء اخر من هذا القبيل. الحقيقة انا ايطالي الذوق و لكني لست ايطاليا او شرقيا بالثرثرة و لست هولنديا بالبخل ادفع احيانا حساب قهوة الاصدقاء: لا و الله ما يصير - عيب - الحساب عليّ هذه المرة - ارجوك و الا ازعل منك.... تمنيت سرا ان يدفع هو حساب قهوتي..

طلب الصديق العزيز اليوم مني فجأة ان اقييم البيسترو. قلت له يا عزيزي انا لا احب التقييم لانها مسألة شخصية خاصة و نحن دخلنا عصر التقييمات و المقاييس الرأسمالية و اني ازور البيسترو اليوم لوحدي لاني تعودت على الثرثرة الشرقية و الاكل الشرقي و احبها كضجيج التلفزيون في الخلف لا تهمني البرامج و الافلام التي تعرض. نعم المقهى هو تلفزيوني الحي المباشر. اشرب القهوة و انظر الى التلفزيون كنوع من الحياة الاجتماعية الخاصة للاستهلاك المحلي اليومي.

لا اعرف بالضبط عدد رواد البيسترو و لكنه توسع تدريجيا الى ان بلغ اكثر من 100 شخص على الاقل. تذكرت عندها بانه اذا اجتمع مئة شخص في مكان ما سرعان ما تتوزع الناس الى مجموعات صغيرة كالاحزاب و الاديان فمثلا كان هناك بعض المؤمنين المسلمين يرفعون شعار لا اله الا الله - محمد رسول الله لا يختلف كثيرا عن شعار حزب البعث في الوحدة و الحرية و الاشتراكية يرددون (بسم الله) قبل الكلام و تسمع بين حين و آخر (سبحان الله) و (استغفر الله) و عندما لاحظ شخص اخر باني احاول الابتعاد عنهم حاول التقرب مني و عرض عليّ دينه السماوي. قلت: ارجوك يا اخي لا تتعب نفسك كالمسلم انا احب التبغ و القهوة و الموسيقى و المرأة و الكليچه... لا احب الاديان السماوية – احب فقط الاديان الشخصية و الارضية.

لكن المشكلة لم تقتصر على اهل الدين في البيسترو الشعبي بل ما سمي بالمثقفين و المثقفات لم يكن الا مجموعات مختلفة تناقش كل مجموعة موضوع معين فمثلا كانت هناك مجموعة الماركسيين و مجموعة الفلاسفة و الديالكتيك تناقش افكار غربية انتهى زمانها و اكل عليها الدهر و كانت هناك مجموعة انصار علم النفس تعتقد بان الامراض النفسية تعالج فقط بالطرق المعرفية cognitively . لا اريد ان اذكر مجموعة الادب و الشعر لاني لم اعد اطيق سماع القافية العربية لانها تعدت حد التخمة و قصصها لا تصلح حتى للاطفال. كان هناك ايضا افراد يتكلمون عن الزمان و انحناء المكان و الكواكب و النجوم و نظريات النسبية و المادة - يتكلمون عن مواضيع تعيدها التلفزيون و المجلات الغربية بشكل مستمر منذ سنوات في القنوات التي اعلنت افلاسها. و هناك مجموعات اخرى لا حاجة لذكرها و لم يبق لي الا ضجيج التلفزيون في الخلف للاستهلاك اليومي.
www.jamshid-ibrahim.net



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تصلح الا لسلة المهملات
- نادي الجهلة و المنافقين
- مسرحية المنافقين
- العربية في المهر و الزواج
- هل هي الصهيونية ام الصعروبية؟
- لا يخلص الغباء من العقوبة
- الحاجة الى المفتش
- في لحظة يأس
- عن الصغير و الكبير
- أليس الطب النبوي افضل؟
- المافيا الايطالية العربية
- الاسمر في الشيوعية و الاسلام
- المتهم .. المتهم..
- المكتبة المتنقلة على الحمار
- ذهب الى المذهب..
- كيف ترى وجهك؟
- تأريخ واحد للجميع!
- منديل الزمن المجعد
- لا يثبت الوجه
- لماذا هي؟


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جمشيد ابراهيم - البيسترو الشرقي الجديد