محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4696 - 2015 / 1 / 21 - 10:54
المحور:
الادب والفن
تجلس في ركن الغرفة والصمت الكثيف يثير في قلبها الأحزان، تتفقد كالعادة كل شيء من حولها، ترنو إلى الحائط حيث صور الأبناء الذين مضوا وفي أحضانهم صبايا ضاحكات في ثياب الزفاف. لا تطيل التحديق في الصور لأن الصبايا ماكرات.
تتأمل نباتات الزينة في زوايا الغرفة وعند أعلى الجدار، تعتريها رغبة في البكاء لأن نباتات الزينة في غرفتها لا تبادلها الكلام.
تحدق في الكرسي ذي القوائم النحيلة العارية، فلا يروق لها منظره، إذ يبدو كما لو أنه يغافلها كي ينطلق خارج البيت متسكعاً في الطرقات، تتحرك في حذر نحو الباب، تتأكد من إغلاقه جيداً، ثم تقترب من الكرسي الذي بدا الآن مثل طفل خبيث، يكبت ضحكة لن تلبث أن تنفجر.
تدير له ظهرها وتبتعد، تسمع فجأة صوت ارتطام جسم ما بالأرض، تنتفض مجفلة، ثم تدرك بعد وقت أن ورقة من نبتة المدّاد في أعلى الجدار ألقت بنفسها من حالق لأنها كما يبدو لم تطق كل هذا الصمت، كل هذا الوقت في أعلى الجدار.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟