أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدية العبود - في كوثاريا نعيم ال مسافر (هل نحن بحاجة الى ابراهيم )














المزيد.....

في كوثاريا نعيم ال مسافر (هل نحن بحاجة الى ابراهيم )


سعدية العبود

الحوار المتمدن-العدد: 4696 - 2015 / 1 / 21 - 00:19
المحور: الادب والفن
    


في كوثاريا نعيم ال مسافر (هل نحن بحاجة الى ابراهيم )
لا اعرف ما الذي دعاني اربط بين كوثاريا نعيم ال مسافر وبين رواية ال هؤلاء لمجيد طوبيا عندما كان الناقد اسعد اللامي يقدم الكاتب اثناء حفل التوقيع في نادي السرد العراقي .ربما لان الاول استعمل رمز مدينة كوثاريا والتي هي مدينة النبي ابراهيم (الناصرية )او بابل حيث حرق (سمي قضاء كوثا في بابل ) لأنه استخدم اسم قديم كي يبعد السرد في روايته عن تحديد مكان الاحداث ويستخدم في كتاباته ازمنة بعيدة ,وبين مجيد طوبيا الذي اطلق العنان وهو يصف رجال الامن وتعذيبهم واساليب التحقيق لديهم ,حيث استخدم اسمه للدلالة على الحاكم والمكان فقد سمى المدينة ايبوط وسمى الحاكم الديجم وهما عكس اسمه . وكذلك نعيم ال مسافر استخدم كوثاريا حيث مسقط راسه .
ما كانت هذه هي الرواية الاولى للكاتب فقد بدا النشر منذ بلوغه الثامنة عشر ولديه دواوين شعرية وروايات .حاول تقليد الشاعر عريان السيد خلف ولكنه لم يجد نفسه الا بأسلوبه الذي يكتب به .
حصل على مجموعة جوائز وشهادات تقديرية .وقد حازت هذه الرواية على الجائزة الثالثة في مسابقة محمد الحمراني للرواية عام 2012

في اعقاب عام 2002 تم اطلاق جميع السجناء في عملية سميت بتبيض السجون وكانت العوائل تنتظر المفقودين السياسيين المغيبين ,الا ان الذين اطلق سراحهم كانوا في الاغلب محكومين بجرائم مختلفة. كان الهدف من اطلاقهم مدروس وموجه لإشاعة الجريمة والفوضى خاصة وان المؤشرات كانت تشير الى خسارة الحرب المتوقعة عام 2003 وقد كانت توجيهات القائد في حينها (اذا خسرنا الحرب لا سمح الله عليكم بالتنظيمات الدينية ).تبدأ احداث الرواية بعد الهرج والفوضى الذي اعقب الاحتلال الامريكي للعراق . ويختار من المفرج عنهم شخصيات لروايته في ادوار ما كانت غريبة عن الواقع في تلك السنوات ويختار المكان بغداد ولكنه لا يشير الى الاسم بل الى المدينة المدورة حيث يقول (هذه المدينة التي بناها ضرورة سابق وضلت تنتقل كغانية بين يدي دكتاتور واخر منذ ذلك الحين )
ينتقي الكاتب ابطال روايته من مجموعة محكومين حكموا بسن مبكر. بجرائم مختلفة ,وضاعت سنوات عمرهم في الاصلاحيات ,وقد جعل بطل القصة شخصية مستلبة تنفذ ما يطلب منها حتى وان كانت ترفض ذلك في داخلها لأنها منقادة كليا الى المجرم .وهذه المجموعة يبدو انها وجدت من تقمص دور رجال الدين ونسب تاريخ لكل منهم يغطي فيه حقيقتهم ويطلق الاحكام بالقتل والتعذيب كيفما اتفق وحسب اهوائهم واحقاده ,يقودهم شخص حاول اغتصاب امرأة كانت تحنو عليه وتربيه كأبنها ادت به هذه الحادثة الى السجن. وفي العراق الجديد اخذ دور قيادي اما جماعته في السجن فقد تقمصوا شخصيات عديدة ,فهذا المفتي وذاك قاري القرآن وهذا القاضي .ومن هؤلاء من ارتقى بصورة سريعة مناصب عديدة ليصبح اليوم مسؤولا بشهادات مزورة وتاريخ مبهم رتبت سيرتهم الذاتية كما زينت لهم اهواءهم .وقد كتب الكثيرون عن هذه الرواية واحداثها فقد كان يقول لهم (هؤلاء لا يحترمونا سيهابوننا ويعتبرونا قدا عليهم تقبله والخضوع له عندما نصبح اقوياء ,ولن نكون اقوياء دون السلطة والمال ) لانه كان يحلم بتأسيس دولته ليعيش فيها اتباعه سعداء لا ينظر اليهم بعين الاحتقار والاستصغار .
ينتهي بطل القصة بمواجهة هذا الاستلاب عندما يعلن العودة الى الوطن بعد مشقة ومجازفة في الوصول الى مبتغاه , ليضع حدا لهذه المهازل بعد ان يرى صورة المجرم قائد المجموعة في التلفزيون وهو يرشح نفسه للانتخابات
اراد الكاتب في روايته ان يربط بين فاس النبي ابراهيم الذي كسر الاصنام وبين ما نحن فيه من تطبيل نصنع منه الطغاة ونضع مقاليد الامور بيد من لا يستحق الثقة عن طريق الانتخابات بوضع الثقة في غير محلها ,وما جرنا ذلك الى ويلات نرزح تحتها ,بدءا من القتل والابادة الجماعية وصنع القرار بما يناسب مقاساتهم وانتهاء بنتيجة اقتصاد منهار وشعب مهجر وبنى تحتية مدمرة .
فهل نحمل فأسنا وننهي الاصنام ونبدأ بالإصلاح ؟ام نبقى نعبد اصناما كأصنام قوم ابراهيم ؟

سعدية العبود
20 كانون الثاني 2015



#سعدية_العبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد المطر (مأساة شعب)
- التعليم حق من الحقوق الاساسية الواجبة للمواطن
- هبوب العاصفة وصور المرشحين
- لها وحدها اكتب في عيدها الذي لم تكن فيه
- في المحطة الاخيرة
- مواقع التواصل الاجتماعي ,هل سببت العزلة داخل الاسرة
- عندما اغتيل الامل (في ذكرى حادثة بشتاشان )


المزيد.....




- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدية العبود - في كوثاريا نعيم ال مسافر (هل نحن بحاجة الى ابراهيم )