الأعمال الشعرية - فضاء الذئب الميت - مرثية ثالثة

كاظم الفياض

الحوار المتمدن-العدد: 4695 - 2015 / 1 / 20 - 22:19
المحور: الادب والفن
    

في البيت متسع لإيواء المدينة وابتكار الحلم
للطرقات إذ تفضي إلى باب وحيد
للمواسم وهي واقفة أمام الباب
للذكرى
لنا جميعا ، خارجَ الذكرى ، وديدان العصور
لنا جميعا ، أينما حملت أغانينا الغيومُ
وأينما وضعت أغانينا الغيومَ
لكل هذا أن يطول به المقام ، وأن يزيد له حضور
داخل البيت المسوّر جيدا
وعليه ذاكرة تدافع عن تفاصيل الحياة
وفي الزوايا
ضدّ طغيان الضرورة
لا جديد سوف يطرأ
لا جديد فيه كيما تدخل الفوضى ويؤلمه التأسي
ربما انشقّ الكمال ، وباضت الجدران لقلقه الرمادي الحزين
وربما عرف الطريق إليه بعض من شحوب جائع
لكنّ هذا لن يزيد عليه شيئا ، أو يضرّ به
هو اختلفت عصاه ، وما أتاه سوى الذباب ، وهشّ أجيالا
بها إذ ضلَّ اسمي في الطريق إلى صميم البيت .
تأخذنا الشقائق للجبال على الجدار
كما البحار إلى مصبات نراها في الزوايا .
هو انكسرت عصاه ، وشبّت النيران ، إذ روما " تماثيل
الحكاية " حاضر رطب لمرثية اليباس
هنا صبا حتى تشكّل حلمه دارا لدور
لا تُؤلَّف ، أو تُفَّرق
ذاهبا في ما يراه إلى أواخرنا ، ويجهل كيف !
كيف إذن إذا صنم الحقيقة في الجدار ثياب مُلْكٍ كان يخلعها
ويلبسها ليجتزئ الكمال يشاد ملكي .
كانت الفوضى سريري
إذ تجلت في ثياب الحلم مقبرة الخلاص من الزوائد
هذه فوضاي
من حطبي أقامت نارها
وقلاعها أثر على حجراته
وهواي نافذة تطلّ على حريق أو على طرق
تسير من النهاية
من بداية مبصر
ثابت إليه العيس
واصطدمت به فلك بأضراس الرمال
فكانت الرؤيا سلالم نحو مجد نافذ يلهو به رزق الغمامة .
أيها الموتى : " أفيقوا .. هذه أنعامنا ترعى على تلٍّ قريب من
ثآليل الجذور وباطن النعمى "
هناك
أنا هناك
ولي خراج الفتح
تحمله المطايا والعبيد من الأقاصي كلها
سترون ، يا أحبابنا ، كيف استطالت روحكم ، سترون هذا
انهضوا أحبابنا ، سترون مجدي وهو يدفع بالجهات
إلى المنابر وهي عالقة بذاكرة المخاوف
كالمعارك وهي عالقة بذاكرة الجنود
أنا هناك
أنا هناك
وهذه فوضاي مقترح
لتمضية السنين كما يجب .

بغداد
1985

#كاظم_الفياض (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات