أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - كتاب قادسية صدام 3- حنون مجيد














المزيد.....


كتاب قادسية صدام 3- حنون مجيد


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 4695 - 2015 / 1 / 20 - 17:01
المحور: الادب والفن
    


كتاب قادسية صدام

3- حنون مجيد

نعرض هنا لكاتب من نمط أخر فهو غير بعثي. كان شيوعياً أو قريباً من الحزب الشيوعي العراقي. في تلك الفترة (ثمانينات القرن الماضي)التي أضطر فيها اليساري الشريف إلى الهرب خارج العراق أو الالتحاق بالحركة المسلحة في كردستان العراق كما فعل جيل من الكتاب سيتبلور لاحقا ويكتب روايات وقصص تدين الحرب والدكتاتور والخراب كروايات نجم والي، شاكر الأنباري، حميد العقابي، سلام عبود، محمود البياتي، جنان جاسم حلاوي، زهير الجزائري. لم يعتزل -حنون مجيد- الكتابة والصمت كما فعل علي الشباني وغيره. ولم يتوازن كما فعل أستاذنا الكبير محمد خضير وفؤاد التكرلي. بل غيّر جلده وساهم في كتابة نصوص تمجد حرب الدكتاتور التي خربت العراق والتي من نتائجها صار وطننا كعصفٍ مأكول. ليعود عقب الاحتلال الأمريكي الذي نصب سلطة طوائف تخلت عن الشعور الوطني والإنساني لتسلم منصبه الجديد في وزارة الثقافة العراقية منذ عام 2004 كما يصرح في لقاء أجراه معه الصحفي الشيوعي - سعدون هليل- في لقاء طويل نشر في الملحق الثقافي لجريدة طريق الشعب العراقية، وفي موقع الحوار المتمدن بتاريخ 23/1/ 2012 فهو رئيس تحرير الموسوعة الثقافية التي تصدر عن دار الشؤون الثقافية ببغداد، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق .
يستطيع القارئ الإطلاع على هذا الحوار وتقدير مدى اللف والدوران في أجوبة حنون مجيد فحينما يسأله عن الملاحقات التي تعرض لها في زمن الدكتاتور، بدلا من إلقاء الضوء عليها، سيجده القارئ يلف ويدور بجمل إنشائية تثبت بأنه لم يتعرض إطلاقا لأي اضطهاد أو اعتقال أو ملاحقة بل تطوع بنفسه ليكتب قصصاً حربية تمجد قيم القتل والموت وبطريقة وأسلوب لا إنساني ومجرد بالمقارنة بقصتي وارد بدر السالم وعبد الخالق الركابي اللتين حللتهما في الحلقتين الأولى والثانية، فهؤلاء المتلونون يكونون من شدة رعبهم أكثر تطرفا وتوترا وتملقاً من البعثي الرقيب. الملاحظة الأخرى المهمة التي وجدتها بهذا اللقاء جوابه على سؤال - سعدون هليل- الأتي: هل كتبت عملاً وندمت عليه؟. فيجيب بأنه أبدا لم يندم على أي عمل كتبه. وهنا وفي حوار مع صحيفة الحزب الشيوعي العراقي يتناسى تماما القصص التي كتبها احتفاءً بقادسية صدام حسين وكأنه لم يكتبها.
لنلقي نظرة على قصته المنشورة في الجزء الرابع من سلسلة قادسية صدام –قصص تحت لهيب النار- الصادر عن دار الشؤون الثقافية – بغداد 1983. قصته –التمثال – من أربع صفحات بائسة مفتعلة يقدم فيها بعدة أسطر لشخص أسمه -عبد الله- كان حزينا مترهلا منذ فترة، لكنه هذا الصباح تغير كل شيء على أثر الخبر الذي نشر في الصحف والمجلات والسنة الناس والخبر هو إزاحة تمثال الشهيد "محمود أحمد محمود" تعالوا لنقرأ هذا التشبه البليغ ليتعرف القارئ على أسلوبه الرفيع
(تناقلته الصحف وألسنة الناس وشاع في شوارع المدينة كما يشيع السمن في الطحين ص299). فتخيلوا السمن في الطحين.
يقدم كل هذا ليستعيد وبسرد ركيك مفكك ذكرياته مع الشهيد صاحب التمثال لنقرأ هذا السرد المبعثر الذي يبدو كإنشاء مفكك
(غدا ليلا نبدأ بالهجوم، الوقت وكل شيء آخر بجانبنا: غدا سينتشر الرصاص مثل انتشار الهواء.
هذا فكل خطوة لك مرصودة ثمنها يسلم باليد
هكذا الكلام في أعماقه يتصالب مع كلام الرجل القائد ص200).
بهذا السرد المبعثر يكمل تفاصيل تشي بأنه لم يرَ الجبهة أو الحرب ولا يعرف كيف يفكر الإنسان في تلك اللحظات حيث تكون الحياة على حافة الهاوية. أن حنون يصور ما يراد منه البوق الإعلامي الحربي الذي يشوش على مأساة الحرب هنا يحاول تصور الضحية المقهورة بصورة البطل في سردٍ هزيل جدا:
(من بعد خطوات وتحت ضوء باهر مسلط من الأعلى يلمح الأنف الشامخ كسيف يقطع الظلام (( ولا ادري كيف الأنف يوصف بالسيف ولا اعرف كيف يقطع الظلام)) أما من قريب فيتطلع إلى عيني الصقر. فيهما الحدة والبعد ما يكفي لبلبلة الصديق والعدو: لقد اخترت بنفسك ليلة الهجوم، وستكون ليلة مظلمة جدا وحين تنطلق رصاصات من مكان ما سنبعث في الصفوف المعادية ص200).
أكتفي بهذه الشواهد الركيكة، أما بقية القصة فعبد الله يتصاغر تحت قاعدة التمثال ويلمس حذاءه بقدسية وجلال أما الصفحة التالية فشحنها بجمل بائسة مثل
- يندحر الموت أما إرادتنا يتقهقر العدو أما الضربات الأولى نصف الفوز بالمعركة
مالك ساهم يا عبد الله غدا ينفجر البركان ونحتاج منذ الآن إلى جميع حواسنا لا يجب ان نبتعد عن المعركة بأية جارحة من جوارحنا، نحن منذ الآن ملك المعركة القادمة.
سيعود إلينا ما أستلب منا، ص201)
لينهي القصة بتأليه التمثال.
من يكتب هذه الكتابة الركيكة البائسة في تملق لسلطة دكتاتور أشعل حروبا ومارس القتل وضرب شعبه بالأسلحة الكيماوية بعد أن كان يساريا وشيوعيا من المفترض أن يخجل ويعتزل كل شيء فإذا كان العراقي يقبل اعتذار البعثي فأن اعتذار مثل هذه النماذج الانتهازية غير مقبول.
-حنون مجيد- لم يعتزل ولم يعتذر ولم يذكر كتاباته هذه وكأن غيره الذي كتابها وعاد بعد الاحتلال ليتسلم منصبه كرئيس تحرير الموسوعة الثقافية التي تصدر عن دار الشؤون الثقافية ببغداد، ولينتخبه وبدعم من الشيوعيين ليصبح عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق.، حيث قابلته مرة واحدة مع وفد اتحاد الأدباء 2013 في كوبنهاجن إهدائي روايته اللتين رغم شدة صبري لم أستطيع عبور الخمسين صفحة.
فتخيلوا كيف تجري الأمور في الميدان الثقافي في عراق سلطة الطوائف والقوميات والفساد وفقدان الشعور بالمواطنة.



#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب قادسية صدام 2- وارد بدر السالم
- أدباء قادسية صدام -1- عبد الخالق الركابي
- -مثل طفل يقفز من الرحم إلى العالم. قلب أبيض. عالم أبيض وصرخة ...
- من حصاد زيارتي إلى العراق الشهر الماضي 12-2014 1- حمود الخيا ...
- بمناسبة صدور -حياة ثقيلة- في القاهرة الأدهم 2015 سلام إبراهي ...
- في مديح المهبل
- لا تموت من وقت
- عددت مساوئي وهي خير من يعرفها
- صائد العصافير
- الواقع كوحدة حية والنص الروائي
- شوقٌ مستحيل
- ليش.. ليش.. ليش؟!
- حصار وتبعثر
- ملف عن الفنان التشكيلي العراقي العالمي بشير مهدي
- عراقي.. وطني كابوس لا صحوة منه
- عالم بلا كراهية
- التيار الديمقراطي العراقي في الدنمارك - عيب والله عيب -
- مريم الأوكرانية
- «في باطن الجحيم» للروائي العراقي سلام إبراهيم تُترجم إلى الإ ...
- من سلام إبراهيم للعراق في لحظته الراهنة


المزيد.....




- وسط مزاعم بالعنصرية وانتقادها للثقافة الإسلامية.. كارلا صوفي ...
- الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته ...
- شائعات عن طرد كاني ويست وبيانكا سينسوري من حفل غرامي!
- آداب المجالس.. كيف استقبل الخلفاء العباسيون ضيوفهم؟
- هل أجبرها على التعري كما ولدتها أمها أمام الكاميرات؟.. أوامر ...
- شباب كوبا يحتشدون في هافانا للاحتفال بثقافة الغرب المتوحش
- لندن تحتفي برأس السنة القمرية بعروض راقصة وموسيقية حاشدة
- وفاة بطلة مسلسل -لعبة الحبار- Squid Game بعد معاناة مع المرض ...
- الفلسفة في خدمة الدراما.. استلهام أسطورة سيزيف بين كامو والس ...
- رابطة المؤلفين الأميركية تطلق مبادرة لحماية الأصالة الأدبية ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - كتاب قادسية صدام 3- حنون مجيد