أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الإنسان وعالم يعيش واقع مخيف














المزيد.....


الإنسان وعالم يعيش واقع مخيف


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 19 - 10:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في أول رحلة الإنسان في هذا الكوكب لم يكن خائفا ولا مترقبا بل كان يبحث عن مجمل قضايا شغلته عن فكرة نزوله هنا سواء كإنسان قادر على التبرير والتعليم أو غير ذلك , كان هم الغربة وسؤال كيف يمكن الأستمرار في هذا العالم الواسع منفردا , السؤال الأهم كان ما هي الحدود التي يمكن تصورها لهذا العالم ؟, وهل هناك فرصة حقيقية للتأقلم والمزاوجة بين واقعه الماضي وحاضره المجهول ؟, لا شيء كان يبشر بالخوف ولا منشأ حقيقي له في عالم يعيش طبيعية الطبيعة وسلامها المذهل حين يعرف الكائن لغتها ويتفحص أسرارها .
في تصور أفتراضي يعين العقل على تلمس الجذور الأولى للخوف حين تصاعد الحس بالفردية في المجموعة الآدمية التي تواجدت مع آدم الأول ونشب الصراع الأول ظهرت أولى ملامح وأسباب صورة الخوف من الإنسان الطامح الإنسان حين يفكر في الذات ويتخذها معبرا لتكون سيفا مسلطا على الأخر ليس لأنه أخر فقط ولكنه لأنه يرفض مبدأ التزاحم أو له مشروع خاص بالمزاحمة , فنكون أمام صراع وجودي بين متماثلين متنافسين على مبدأ واحد هو الطغيان, ليس صراع أضداد بل صراع إرادات متزاحمة تتصارع على الحيز الوجودي وبالتالي فهم في صراع كل طرفيه سلبي وليس فيهم طرف يسعى لتثبيت قانون حقيقي يحمي المجتمع من صراعات قادمة , لذا ولد الخوف من رحم صراع الأنداد .
نرجع للأفتراض العقلي لو أمكن لآدم أن يعيش لليوم على ذات النمطية من العلاقات الأولى بينه وبين الطبيعة دون أن تتدخل إرادات ذاتية ولا حولية لتكشف له وتعري الأنا الذاتية لديه هل يمكن أن نجد أثرا للخوف والمزاحمة والصراع , من المؤكد على أن الجواب سيكون أفتراضيا يمتد من الإيجاب المطلق إلى ألنفي المطلق بأعتبار أن الإنسان هو صانع المشاعر ومنتج للأستشعارات الخاصة بها فهو من الحتم أنه سيصطدم بلحظة خوف حقيقي في عالم مليء بأسباب النزاع وأدواته وأبطاله .
سواء أمنا بهذا الرأي أو بالرأي الأخر يبقى للواقع أحكام وللعالم الذي يجسده الواقع القدرة على تلوين حياة الإنسان بكل أسباب الخوف وأساب الراحة كما هي حقيقة ما يجري لكن ما يحدث وما حدث لم ولن يكون بمعزل عن أثر الإنسان وتأثيره على الطبيعة بشكل عام وعلى وجوده بشكل خاص, وهذه هي الإشكالية الكبرى حينما يجعل من وجوده سببا لفناء الوجود ويجلس مخطئا محبطا ينتظر من يعفو عنه مرة أخرى ولكن السؤال الأهم بعد العفو وتلقي الكلمات أين سيكون مصيره مرة أخرى عندما يقرر العافي أن ينزله مرتبة أدنى .
الواقع ليس مخيفا للدرجة التي تجعل الإنسان يتخبط في خياراته فيلجأ للعنف المضاد والتهور في أستخدام القوة وتضخيم الذات أو الشعور بأثارها الطاغية على سلوكه نحو الأخر النظير أو المختلف أو المعاند , العقل هو سيد التصرف في التدخل بالنزاعات الكونية عندما يمنح الصلاحية اللازمة للتخطيط والقيادة والتنفيذ بمعزل عن تداعيات الطرح الأناني المتضمن القدرة على حسم الأمر من خلال الفعل الذي يجسد مظهرية المزاحمة وإلغاء الأخر أو تحجيم وجوده أو أقصاءه إلى أبعد مدى وهذا لا يتم إلا من خلال فكرة القوة المتعاظمة بوجه التحدي وتفسيراتها الشخصية .
كما أن الواقع ليس من السهل أن تجعل للعقل سلطان حاكم دون جملة من الشرائع والقيم والمحددات الضابطة التي تكافح الميل الفردي قبال المصلحة المشتركة على أن تكون هذه الضوابط مجردة تماما من الشخصنة وتستند في نظرتها للشمولية في مراعاة الأنا حينما تدور في إطار عالمها الحيوي الطبيعي دون تمرد مع أحترام كل ما يدور داخل هذا الإطار على أن لا يشكل هذا الدعم تشجيع لها على التمرد ,بذلك نحمي المجتمع بوسيلة فردية أي يكون مدار الحماية ذاتي متعدد يكسب جمعيته ونموذجه الكلي من هذه النظرة المبسطة .
والشرط الثاني أن تكون هذه القيم المجمعية قادرة على الإستجابة للمتغير الزمني الذي ينوع المدارات ويغير المفاهيم ويلعب دور المحرك الأولي للأنا في عالمها المحدود , الإقرار بذلك يحمي الوجود من خطر التفرد وخطر تسخير العالم لمصالح فردية تنتهك بكل المعايير الأخلاقية والواقعية حرية الإنسان وسلب إرادته في الحياة الطبيعية .
الأديان واحدة من التجارب التي مر بها الإنسان وأجتهد في تطبيقها لمحاولة الوصول بها إلى مجتمع الفضيلة ولكن القراءة الفردية أحبطت الحلم وسارت بالنتيجة عكس المقدمات الأولى حينما ظن المتدين أنه فوق الجميع وبالتالي منح نفسح الحق بالتحرك حارج الإطار المتفق عليه ((كلكم من آدم وآدم من تراب )) هذا الإطار الإنسانوي هو المعيار الأساسي في نجاح أي فكرة أو أي نظرية لإعادة الإنسان للواقع الأول الواقع المتسامح مع نفسه والمسالم مع الطبيعة وبذلك ينجح أولا في أحترام حق الأخر وثانيا إبعاد شبح الخوف نهائيا من عالم قابل وبالقوة لأن يسير بالسلام للنهاية .
ليس العيب أن نؤمن بدين غيبي ولا العيب أن نؤمن بنظرية بشرية طالما أنها تقدم لنا حلول عقلية قادرة على مساعدتنا في تجاوز واحدة أو عدة إشكاليات واقعية خاصة إذا كانت تنادي بالجمع بين الحرية والسلام لأنها بذلك تختصر الحلول في دائرة الواقع دون أن تفرض تكاليف خارج الممكن والمعقول , أما الزوائد الإلزامية تبقى وسائل ومسائل يمكن للإنسان أن يتناولها على أنها من ضمن منهج قهر الأنا وأعادة وجودها للحظيرة الطبيعية التي صنعتها ووصفتها الكينونة الأولى ويبقى هدف أنسنة الوجود هو من الغايات التي لم ولن ينفك الإنسان العاقل والمتدبر من اللحاق بها دون هوادة لشعوره بالخطيئة وحاجته للإصلاح الدائم والمستمر والمتجدد .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على وقع ما جرى في فرنسا
- الحروف التي حللها الرب
- عن الثقافة والمثقفين وأزمة الهوية
- رواية الغريب _ الجزء الرابع , ح1
- رواية الغريب _ الجزء الرابع , ح2
- رواية الغريب _ الجزء الثالث , ح2
- رواية الغريب _ الجزء الثاني , ح2
- رواية الغريب _ الجزء الثالث, ح1
- رواية الغريب _ الجزء الأول , ح3
- رواية الغريب _ الجزء الثاني , ح1
- صلاة في باحة المخمر
- رواية الغريب _ الجزء الأول , ح1
- رواية الغريب _ الجزء الأول , ح2
- بعض آيات من كتاب الغضب
- هم وأنا ..... وهم
- هل يستحق الأمر أن نتفكر بالموت أم نحرص على أحترام الحياة
- البحث الممل _ قصة قصيرة
- ملامح عصر الأزمة
- حديث خاص بصوت عال
- الإبداع في قراءة النص


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: معبر رفح لن يُفتح إذا تكررت -الفوضى- م ...
- أمريكي ينتشل أجزاء من طائرة منكوبة تحطمت في نهر بواشنطن
- كيم جونغ أون غاضب ويحاسِب.. إقالة عشرات المسؤولين تورّطوا في ...
- واتساب يتصدّى لعملية تجسس واسعة استهدفت صحافيين وناشطين
- الجيش الاسرائيلي يعلن تعرض قواته لإطلاق نار داخل سوريا
- ترامب يتعهد بالحديث مع بوتين لإنهاء الصراع في أوكرانيا
- ترامب: الأردن ومصر سيستقبلان سكانا من غزة
- -الشبكة- يرصد أثر مشاهد تسليم أسرى الاحتلال على البريميرليغ ...
- نادى الأسير يكشف عدد الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم السبت
- ترامب يكرر تصريحه عن -تهجير- سكان من غزة إلى مصر والأردن


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الإنسان وعالم يعيش واقع مخيف