متى نتعلم من جوهر الاسلام؟

خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 17 - 15:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نقل عن النبي (ص) قوله: (اللهمَّ اهد قومي فإنهم لا يعلمون) حيث تذكر المصادر أنه قد قيل في مناسبات مختلفة:
منها أنه (صلى الله عليه وسلم) في يوم عرضه للدعوة على أهل ثقيف¸فتعرضوا له بالإساءة, رفض أن يدعو عليهم بالفناء و إنما قال: (اللهم أهد قومي فإنهم لا يعلمون). (أضواء البيان للشنقيطي 8: 255، حلية الأبرار).
و منها أنه (ص) قاله يوم معركة أحد عندما شج وجهه, فقيل له: ألا تدعو عليهم؟ قال (اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون). (الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) 3: 250
ومنها: أن هذا القول قاله النبي (ص) في يوم فتح مكة, يوم عفى عن أعدائه و قال (إذهبوا فأنتم الطلقاء). (بحار الأنوار 21: 119).
النبي الكريم لا يحتاج لمن يدافع عنه و يصدر فتاوى هدر دماء البعض من الحثالات و المغمورين كما فعل الامام الخميني و ورط المسلمين بفتواه و ساهم بنشر كتاب رخيص لكاتب موتور. النبي الكريم لم يهدر دم من اساء إليه بل دعى له بالهداية و ليس من يقتل و يغضب و يستثير العصبيات و الكراهية بأكرم من النبي (ص).
عندما ذهب عبد المطلب جد رسول الله إلى أبرهة الحبشي القادم بفيله العظيمة لهدم الكعبة, سأله عن نوقه فقاله أبرهة لماذا لا تدافعون على الكعبة, فرد عليه عبد المطلب: (أما النوق فأنا ربها, و أما الكعبة فلها رب يحميها), الرسول محمد (ص) هو رسول الله و لا يحتاجنا للدفاع عنه بهذه الطرق, بل بالجدل و العقل و المحاججة و الأهم بالمعاملة لأن الدين, معاملة.
أعتقد, أن من تهزه رسومات كرتونية تافهة تنشر على صفحات صفراء لصحف مغمورة عن أكرم الخلق أو كتاب مدسوس كالكثير من الكتب التي أقحمت و شوهت الدبن الاسلامي العظيم, و لا تهزه صور أطفال سوريين يقتلون ببراميل الأسد و بأسلحته الكيماوية أو يموتون جوعاً و برداً بسبب حصار الأسد لمدنهم أو في مخيمات العار في دول الجوار, فعليه أن يعيد النظر في كثير من ايمانه بدين الرحمة و الانسانية و نصرة المظلوم, دين الاسلام الحنيف.
متى نتعلم العقل و التعقل و حنكة الرد على من يعادينا و ينصب فخاخه لنا و يلهينا عن إسقاط المجرمين الحقيقيين بحقنا و بحق حاضرنا و مستقبلنا, من تاريخنا المشرق و أخلاق الرسول الكريم و جوهر الاسلام و ثقافته؟

#خالد_قنوت (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات