عماد حياوي المبارك
(Emad Hayawi)
الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 17 - 11:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هولوكوست* الملجأ رقم ( 25 )>
كان (أياد) أحد الفنيين الأكفاء والأول على دفعته بمعهد الاتصالات، ولكونه متفوق ومتميز، ظنّ البقية أن هذا هو سبب اصطحابي له عندما أقوم بصيانة بدالات أعالي الفرات، لكن السبب كان غير ذلك، ببساطة أن بيته كان يقع على طريقي... في العامرية !
تعودنا وقبل انطلاقنا، أن نقف في باب داره ونشرب شاي تعمله أمه مخصوص كي (يُعدل) المزاج قبل الشروع بمشوار سياقة يمتد لساعات، عندها كان يلفت نظري بناء مميز تشرق الشمس خلفه، قال لي (أياد) عنه...
ـ هذا ملجأ رقم ـ 25، لكننا نُسميه ... ملجأ العامرية.
كان يختلف عن ملاجئ بغداد من حيث بناءهُ وألوانه ونبوت شُجيرات فوقه، ذلك كان يُثير الاستغراب، فليس متعارفاً ببغداد أن نرى مبانٍ ينمو فوقها زرع.
هذا المبنى الأنيق الجميل شهدَ يوماً أحد أسوء جرائم المحارق في التاريخ*.
× × ×
عندما قامت حرب الكويت، عانى العمل الأستخباراتي الأمريكي داخل العراق عجز شبه تام بسبب مسك النظام للأمور بيد من حديد، لذا فقد استقوا غالبية معلوماتهم في قصف أهدافهم عن طريق رصد الأقمار الصناعية وطائرات الاستطلاع...
من بين ما أخبرَتـْهم تلك المصادر، أنّ ثمة تجمّعات مساء كل يوم لسيارات (رئاسية) بجوار ملجأ متميز يقع غرب بغداد، وأن زرعاً نما فوقه، فسّروه للتمويه وقالوا "إذاً لابد وأن يكون أحد أوكار النظام على أرفع مستوياته أو على الأقل مركز قيادة هام، لذا فأن قصفه سيقضي في كل الأحوال على عدد منهم".
صوروه بدقة وثبـّتوا إحداثياته وراحوا يجمعون تفاصيل تتعلق بقصفه، غير مبالين بأية خسائر مُحتملة أخرى، كما قاموا بإقناع الشركة المُنفذة للملجأ بأهميته في (تصفية) رأس النظام، وأطـّلعوا منها على مواصفاته، ومن بينها أنه الوحيد ببغداد مصَمم للتحصين ضد الأسلحة الكتلوية (غير التقليدية) كالكيماوية والجرثومية، وأنه مكوّن من طابقين بمُجمل مساحة ألف متر مربع وبجدران مُسلـّحة بسماكة متر ونصف مُحاطة بألواح معدنية، وله أربعة مداخل بأبواب مزدوجة زنة الواحدة خمسة أطنان.
ورغم تكثيف طيران مُلفت وواطئ فوق الملجأ ليومين متتاليين، كان الناس مُطمئنة بأنها بمنأى عن أي قصف...
× × ×
... إنها الساعات الأولى من يوم الثالث عشر من شباط 1991، كان هناك عمل يجري على طائرتين قاصفة عملاقة نوع (أف 117) في قاعدة (خميس مشيط) الجوية في أقصى جنوب غرب السعودية (قرب حدود اليمن) لتحميل قنبلتين نوع (جي بي يو 27) زنة الواحدة ألفي رطل، صُنعتا خصيصاً لتنفيذ أوامر من واشنطن.
حلـّقت الطائرتان بمرافقة أخرى مقاتلة لتوجيه القنابل لأهدافها بالليزر، وصلتا مثقلتان بالشر عند الفجر في تمام الساعة 4:30، الكل نيام داخل الملجأ كونه يعزل الصوت والارتجاج بكفاءة عالية.
تم تنفيذ ضربتين بسبق إصرار وترصّد، الأولى قامت بفتح ثغرة بنقطة ضعفه الوحيدة (فتحة التهوية) بسقفه لإحداث رد فعل بتحفيز حساسات أمان تقفل الأبواب أوتوماتيكيا تمهيداً لضربة أخرى...
قال بعض الناجون أنه وبرغم الصدمة التي أصابتهم، إلا أن الوضع لم يسوء عدا هلع الأهالي وتراطمهم ببعض، لكن القذيفة الثانية كانت هي الفعـّالة، والتي نُفـّذت على نفس الفتحة، لتنفجر بين الضحايا وتشعل وقود المولدات لترتفع درجة الحرارة بالداخل إلى 1800 فهرنهايت، الأمر الذي زاد في عدد الضحايا حيث قضوا مختنقين لأن النيران استهلكت الأوكسجين بسرعة كبيرة.
كان الملجأ يتسع لألف وخمسمائة شخص، وما وُجد مُدون بسجل الوافدين اليومي يقول أن 411 عائلة كانت تبيتُ فيه في تلك الليلة المشئومة، وأن من أستشهد من الرجال هو 138 فيهم 26 عربي و269 امرأة وطفل، نصفهم تحول كلياً إلى رماد، أما البقية فكانوا جرحى باختناقات وحروق، والبقية أصيب بحروق وهم من قصّ علينا ردة الفعل والفوضى والرعب.
من سخرية واستهانة عصابة الأمريكان التي يوجهها المجرم الأرعن سيء الصيت (ديك تشيني) ويقودها العصابجي السفاح (نورمان شوارتسكوف) أنهما بررا الجُرم كون المبنى كان عسكرياً ويخلو من أي مدني، واتهما العراقيين بأنهم قد حَشَروا جثث مدنيين أحرقوها مسبقاً ثم جاءوا بها !
لكن المراسلون الأجانب الذين شهدوا أعمال الإطفاء والإنقاذ قالوا بأن رائحة احتراق الجثث كانت تغلف المكان، في وقت أن الدفاع المدني وبكل إمكانياته كان قد عجز عن فتح الأبواب الموصدة، كما لاحظوا بأن السطوح كانت مُعلـّمة كونه ملجأ، وبالتالي يُحرّم قصفه.
...(لقد قامت الجدران السميكة بمهمة معاكسة، فبدلاً من عزل أصوات الأنفجارات في الخارج عن الضحايا، قامت بمنع وصول أصوات استغاثتهم للعالم، في وقت استـُهين به بدم الإنسان العراقي على مرأى ومسمع من شعوباً وأمماً متحضرة، صمتتْ وعَمَتْ بصيرتها وأصابها صَمم)!
× × ×
قبل أيام من تلك الفاجعة، كان البنزين قد نفذ من مستودع الدائرة، وخُصصت شاحنة تابعة لدائرة مشاريع الاتصالات تعمل بالكاز من أجل استكمال واجب إخلاء مبنى 12047، كان سائقها رجل كبير متقي يأتيني للبيت كل صباح.
قلت له عند الباب بأنّ الأخبار تقول أن ملجأ العامرية قد قصفه الأمريكان، وأنا قلق على (أياد) لقرب سكنه من الملجأ، فأستعجله الذهاب...
ولمّا وصلنا وَجدنا رائحة الموت تحوط بالعامرية، ولم نسمع غير الصراخ والعويل وكانت سحابة من الدخان الكثيف تغطي المنطقة وسيارات النجدة والإسعاف تتجمع في الشارع المحاذي للملجأ ووجوه حزينة ثكلى تطل علينا، وصدمة شديدة لن يُفق منها الساكنون بعد.
هرع الأهالي علينا حين ظنـّوا أننا بصدد إغاثتهم، فتركتُ السائق بشاحنته يـُلبي ندائهم وأنا أترقب الموقف ولا أدري إن كان (أياد) ضمن الضحايا أم هو من الناجين...
وحين ألتقيته، كان لا يستطع أن يغلق عيناه أو أن يكفكف دموعه، أصدقاءه وجيرانه وحتى وكيل الغذائية...
قلت له: الحمد لله على سلامتك.
همس بأذني: يقولون الناس أن الرئيس وعائلته احترقوا بالملجأ.
رديت: لا أصدق، لكن يهون هذا المشهد وهذا الثمن لو فعلاً خلصنا منهم !
... بعد ساعة واحدة، خرج علينا بالراديو (بوعيده) الأجوف، يتخبط كعادته ويتفوه بجمل ليست مترابطة، وكأنه يحدث ناس سذج تصدق خربشته...
كان يحسب أن قصف الملجأ، ما هو إلا أحد (الانتصارات) التي كان يقوم بتحقيقها !
الرحمة كل الرحمة على النفوس البريئة، واللعنة كل اللعنة على حفنة المجرمين، كل من خطط ونفـّذ وصنّع وساهم ودعم وساعد... ومن كان السبب.
عماد حياوي المبارك ـ أمام ملجأ العامرية
13 شباط 1991
الهولوكوست (holocaust)
تعني المحرقة، وفي التاريخ كثير من جرائم المحارق، منها محرقة أهل قرطاجة على يد الرومان، ومحرقة اليهود في معسكرات ألمانيا النازية إبان الحرب العالمية الثانية والتي تسمى حصراً (شـُـوّا) Shoa.
بعض من ردود افعال عن كتابة هذا المقال، أنشرها كما وصلتني...
الاخ عماد المحترم
انه حدث ماساوي هذا الذي حدثتنا عنه
لقد عشت شخصيا تفاصيل هذا الحدث منذ الدقيقة الاولى
كنت حينها اسكن في العامريه في الشارع المحاذي للملجا
في نفس الليلة المشؤومه كانت لنا جارة زوجها عضوقيادة
فرع بغداد لحزب العبث وفي تلك اللية بالذات الحت على زوجتي
ان ترافقها للملجا وبعد فترة الحاح طويله اضطررت بعدها ان
اتدخل وقلت لتك الجاره
اذا كان مقدر لنا ان نموت فالافضل ان نموت في بيتنا
وبذلك فقد منعت كارثة كادت ان تحل بنا لو كنت سمحت
لزوجتي بالذهاب في تلك الليله الى المحرقه
واوينا الى الفراش ولكن قلقا كان قد انتابني تلك الليلة منعني
من النوم وفي قرابة الساعة الرابعة صباحا حدث انفجار هائل
ولم اجد نفسي الا وانا مرمي على الارض من السرير
وصرخت زوجتي من هول الصدمه ونزل ابني وبنتي من الطابق
العلوي والتصقت العائلة ببعضها في مشهد ربما لا يحدث الا
في افلام الرعب
وبعد دقائق خرجنا الى الشارع ولم نكن نسمع غير الصراخ
والعويل وكانت سحابة من الدخان الكثيف تغطي المنطقة
وبدات سيارات النجدة والاسعاف تتجمع في الشارع المحاذي
للملجا
ولكن الجميع لم يستطيعوا عمل شئ لانقاذ الضحايا الموجودين
في داخل الملجا لان الابواب الفولاذيه الضخمه قد احكم اغلاقها
بعد تسديد الضربة
وبدات المحاولات للدخول الى داخل الملجا من خلال الفتحة
في سقف الملجا التي حدثت نتيجة القذيفة الثانية التي اصابته
كنا نسمع ونحن نراقب الحدث الى اصوات الصراخ وصيحات
الاستغاثة من البشر الذين كانت تشوى اجسادهم في ذلك الاتون
ومما زاد الطين بله ان خزانات الوقود الموجوده في داخل الملجا
احترقت واصبحت سببا مباشرا في حرق الضحايا
وبعد ساعات من العمل المضني من قبل فرق الاسعاف استطاعوا
ان يخرجوا اول جثة من الداخل وكانت محترقة بالكامل وتبعها
بعد ذلك اخراج بقية الجثث وكانت رائحة احتراق البشر تبعث في
في الانسان شعورا بالفزع والرعب
وبالرغم من ان الهجوم الامريكي على العراق استمر لفترة طويله
وقد تعودنا على سماع اصوات الانفجارات حتى اصبحت تشكل
جزءا من سمفونية الحرب للعراقيين وصوتا مالوفا لهم
ولكن ذلك اليوم كان اسوا الايام واكثرها حزنا
ولا زال منظر الاجساد البشرية المتفحمة التي اخرجوها من
الملجا هو الاكثر وحشية ودموية ودليل ادانة للحروب
وتجارها ووصمة عار في جبين امريكا ونظام البعث
على حد سواء
سلام جاني الناشئ
لم تسمح لي الفرصة خلال الأيام الماضية بعد ان قرات مقالتي الأستاذين الفاضلين
عماد حياوي وسلام جاني بإتمام الصورة لجريمة ملجأ العامرية ودور المجرم صدام حسين المباشر بهذه العملية التي اهتزت لوقوعها ضمائر البشرية حينها وأمتزجت عواطف الناس حزنا وبكاءا على الجثث المتفحمة التي كان يخرجها عمال الإنقاذ على حاملات الموت . كُنتُ اسكن دور الضباط التي تقع نهاية السيدية وكان جاري الضابط الكبير في الفرق الهندسية العسكرية من أهالي الأنبار يتميز بكياسته ووقاريته وهدوئه وقد تكونت بيني وبينه علاقات جورة طيبة وتجالسنا بعض الليالي ثم نمت بيننا الأتمان على الأحاديث بما يضجع ويؤرق الناس في فترة الحرب مع الكويت ، وقد زادت تلك الثقة بعد ان عرفني أنني صابئي ، كان يشتغل بملجأ العامرية ويشرف على الأمور الكهربائية وادوات الحاسوب والأجهزة المتقدمة وهو مركز قيادة تابع لرئاسة الجمهورية وبإشراف مباشر من صدام حسين ، ومرت الأيام وحدثت الفاجعة وكنتُ خائفا على صاحبي ان يكون احد الضحايا لكنه فاجأني بعد أيام بمقدمه إلى بيته فدعيته للاستراحة واستمرت جلستنا نحن الاثنان فقط ولساعات متأخرة فحدثني بما شعرتُ بالقشعريرة تنتابني وحقدا على المجرم : قال لي بما يشبه الصعقة على راسي قال : جاءنا اشعارٌ مستعجل من رئاسة الجمهورية قبل شهر من الضربة بوجوب إخلاء الملجأ من كل الحواسيب والأدوات والأجهزة وإخلاء جميع الضباط منه على ان يتم ذلك خلال أسبوع فقط وعلى وجه السرعة وانتقلنا إلى مكان خارج حدود بغداد ، ثم سمعنا بالضربة ، ويستمر الضابط بالحديث : لقد تيقنا نحن بعض الضباط المقربين لبعضنا بان رئاسة الجمهورية على علم مسبق بهذه الضربة .
والآن تخيلوا أيها الأخوة إلى اين كانت تذهب خسة المجرم في تقديم اجساد الناس البسطاء العزل وإظهار نفسه بانه الضعيف المعتدى عليه ، لقد قدم تلك الجثث المتفحمة ليكسب فقط استدرارعواطف الناس لكن ظنه ذلك قد انكشف وخاب وبقيت تلك الجريمة شاخصة مضافة إلى جرائمه البشعة . شكرًا للأخوين عماد حياوي والموسوعي الكبير سلام جاني على التفصيل الدقيق لتلك الجريمة البشعة
فوزي صبار طلاب
الأخ العزيز عماد حياوي
اعادتني مقالتك الى ذكريات قاسية لاتنسى مهما تراكمت الأحداث وتوالت السنين
في ذلك الوقت القريب البعيد كنت احد القلة من العراقيين في السويد, ايام قاسية مرت علينا تمتزج فيها كل المشاعر الأنسانية
التي تعتلج متضاربة بصمت في قلوبنا من امتعاض ...هلع ...فرح حزين ..ترقب لعل ذلك الكابوس الأسود يُزال من بلدنا ,
بعد أن اصابنا اليأس من رحيله بطرق اعتيادية
وبتنا نرى احفاد حلا (أبنة المقبور صدام الصغرى ) وهم يحكمون العراق
عشنا الخوف والقلق على اهلنا واحبابنا من المصير المجهول الذي ينتظرهم ,والبلد قد تحول الى شعلة نار,
وهام اهل بغدادنا كل في طريق ...الى مصير مجهول
لم يكن بيدنا الا الجلوس, وكلنا عيون جفت دموعها , شاخصة الى التلفزيون ,الذي كان يبث الأحداث بصوره مباشرة من بغداد
في البداية
بعد ان يئسنا من التلفون الذي لايرد هناك في بيوت اهلنا
لن انسى كلام المذيع وهو يصف بغداد التي تحولت الى مدينة اشباح,
وقوله ان سماء بغداد تشبه سماء الدول الأوربيه يوم كرسمس (يقصد اطلاق الألعاب الناريه احتفالا)ولكنه يعقب
انها على سماء بغداد قنابل حيه
اما اليوم المروع الذي قصفت فيه فلول الجيش العراقي العائد من الكويت, بعد تلقيه امر الأنسحاب, فقد بث التلفزيون السويدي مشاهد حيه بعد القصف
سمي الشارع الذي كانت تسير به العربات العسكرية والسيارات المختلفة بشارع الموت
وقالوا انسحب الجيش واصبح في مكان مكشوف ,عندها قُصف عن اخره وكان العدد مئة الف شاب عراقي ذبح ,روت دمائهم ذلك الشارع (شارع الموت)طبعا
كانت المشاهد التي بُثت بعد ان اخلي الموقع تماما من الجثث
شاهدنا بقايا مبعثرة لحافلات محطمه بالكامل , احذية كانت في ارجل المنكوبين هنا وهناك , بقايا دماء موشومة على البقايا الباقية
اوراق مصبوغة بالدماء ,التقط المذيع احدها
قرأ كلمات اخيرة لشاب عراقي , خطت انامله كلمات قليله سريعة , لم يستطع اكمالها
وبقى اسمه مجهولا,
كتب الى عروسه يقول لقد قتلونا.. سوف لن اراك ثانية ..اني احبك
شاهدنا الأكياس البلاستيكية ذات السحاب
(والتي جلبت من امريكا مباشرة , قبل قصف الشارع , كل شيْ محسوب ومدروس ومعروفة نتائجه مسبقا حتى العدد )
( وهم ينضدوها لوضع اشلاء شبابنا ( ترى اين القبر الجماعي الذي اودعوه كل هذا العدد
المغضوب عليهم ( أولاد الخايبة )الذين لم يشاهدوا في حياتهم التى عاشوها
الا طاحونة الحرب , يُرسلون من حرب الى اخرى ,من قبل طاغية عميل مجرم اتوا به من الشارع , لتنفيذ مخطط لعين , لتحطيم العراق
واخلائه من خيرة اهله ,ومن شبابه الذين هم مستقبل البلد
لقد اغتال ذلك المجرم الدموي وحزبه المشؤوم مستقبل العراق, ولا زالت فلوله المتخفيه , والمرتدية عبائة الدين ,تعبث وتدمر لحد الآن
الحديث ذو شجون ,والذكرى موجعه ,والحقيقة لا تطاق
اما عن الأنتفاضة.. بعد تلك الأحداث , بث التلفزيون مشاهد عن بداياتها.. احدها لجندي عائد من شارع الموت
بحالة مروعه(احد المحضوضين القلائل الناجين) وهو يمزق صورة الطاغية المكشر عن انيابة
ومشهد اخر لقلة وهم يهتفون بسقوط النظام, وبعدها اعلن البث ان هناك انتفاضة في الجنوب
في البداية رحب الغرب بهذه الانتفاضة وهلل لها, وبدون مقدمات انقلب المشهد
ومن خلال بث حي قال المذيع
هناك طائرات تقصف الثوار ولا نعرف هويتها , بعد قليل , اعلن ان الطائرات التي تقصف هي امريكية قادمة من جهة الكويت
هذه الذكريات المؤلمه حقائق يعرفها الكثيرون
توالت الاحداث الجسام والمحن , على بلدنا المنكوب , وشعبنا , لازال يسبح في بحر من الدماء
يسير نحو مصير مجهول...عرفنا بدايته
ترى متى ؟
وكيف هي النهاية...؟
ميسون الرومي
ستوكهولم
الأخ عماد حياوي المحترم
لقد اعدتنا الى موضوع حزين تجاهد الذاكره اقصائه ولو لحين
كنت في السويد وكنا نراقب مايحدث على شاشات التلفزه اول باول ونسمع التحليلات المختلفه
عند مشاهدتي منظر الناس وهم متفحمين خرجت دون وعي هائمة امش في الشارع وعيوني شاخصة الى المجهول
عند عودتي فتحت الباب لأرى بقايا دخان ورائحة حريق وهناك ورقة من البوليس لصقت على الباب
تقول ان شقتي تعرضت لحريق وقد انقذوها بفضل اتصال الجيران بهم
كان السبب اني نسيت الطباخ وما عليه وتركت الدار
المصيبة ان رائحة الحريق بقت فتره طويله جدا لاتريد ان تغادرني رغم كل التهويه
وبقيت اعيش في دوامة حريق الملجأ فترة طويلة جدا
كم عانينا ولا زلنا
ترى هل سيرتاح العراقيون يوما؟
ميسون
#عماد_حياوي_المبارك (هاشتاغ)
Emad_Hayawi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟