أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رشيد لمسلم - تأملات في مفاهيم الحداثة والديمقراطية والعلمانية-الحلقة الأولى/عشرة مقالات















المزيد.....


تأملات في مفاهيم الحداثة والديمقراطية والعلمانية-الحلقة الأولى/عشرة مقالات


رشيد لمسلم

الحوار المتمدن-العدد: 1312 - 2005 / 9 / 9 - 07:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مقدمة
إن الصورة الشائعة لدى عامتنا، بل وحتى لدى رهط من مثقفينا تقدم الإنسان المتفلسف كونه إنسان يعيش قطيعة مع مشاغل الناس وهمومهم. قد يقيم في برجه العاجي، يتطلع منه إلى الواقع الظاهر، إن ما تعكسه الصورة التي يحملها الإنسان العادي عن الفلسفة وعن الفيلسوف هو أنه كائن غريب، فهل علينا أن نصغي لحكمة اللوغوس كما يحدثنا ذلك هيراقليدس. أم علينا أن نساير العقل إلى حيث يذهب بنا كما يقول أفلاطون.
فما الذي يمكن أن تقدمه الفلسفة للإنسان؟
إن الدرس الفلسفي مفتوح انفتاح الروح الفلسفية، إنه درس في التأمل والتفكير، درس في الحكمة وفي الحياة، درس في التحكم في الذات، إنه مصباح الوجود الإنساني وجعل الإنسان حكيم نفسه، إن الفلسفة على حد تعبير سقراط هي درس في تطهير العقل، إنها محراب نتعلم فيه كيف نتجاوز الاعتقادات الباطلة، إن العودة إلى الفلسفة هي دفاع عن الإنسان كما يقول هيجل.
ولما كانت الفلسفة درس في تعلم الحقيقة، فإن كرامة الإنسان هي إدراك الحقيقة وممارسة الفلسفة كما يقول كارل ياسبيرز..
إن الفلسفة لأداة ووسيلة لانفتاح على المستقبل، كما يحدثنا بتراندراسل، لأن الفلسفة توسع آفاق فكرنا وتحرر أفكارنا من سلطان العادة والتقليد الطاغي.
إن هدفنا من هذا التقديم هو إعادة الاعتبار للممارسة الفلسفية وللفهم والدرس الفلسفي. باعتبارنا مهتمين بذلك وبحكم انشغالنا الفكري والهم الفلسفي الذي يؤطر تفكيرنا عبر السفر الطويل في تاريخ الفلسفة من الإغريق إلى عصر التقنية والعولمة. فالفلسفة هي تشخيص للحاضر حسب فيلسوفنا المعاصر ميشيل فوكو، بل الفلسفة هي أداة الكشف عن المسكوت واللامفكر فيه. ولا غرابة إذا وجدنا في عصرنا الحالي أسئلة فكرية وفلسفية تساءل حاضرنا ومستقبلنا.

من هذا المنطلق ، فإن غايتنا الرئيسية من هذا البحث هي إثارة إشكالية فلسفية، يتعلق الأمر بمفهوم الحداثة “La modernité” في الفلسفة المعاصرة. من خلال تحليل مظاهرها واكتشاف آثارها وتجلياتها، ودراسة أهم الأسس الفكرية والتاريخية لهذا المفهوم من جهة. وإبراز مفهومها الفلسفي والأركيولوجي لدى فيلسوفنا ميشيل فوكو.
يتحدد إطار بحثنا في الفلسفة المعاصرة، وبصفة خاصة في النصف الثاني من القرن العشرين، في الفلسفة النقدية والإختلافية والتفكيكية..
ألم تكن الفلسفة الغربية المعاصرة بحق مع اختلاف مدارسها وتياراتها وقضاياها، فلسفة نقد واختلاف وتفكيك وبناء وهدم….؟
ولاشك أن معظم وغالبية الأبحاث والكتب والمراجع، وما ألف وكتب في الفكر الفلسفي المعاصر، يعتبر بمثابة سؤال محوري يهم الإنسان والعقل والوجود، وهذا ما يتجلى بصورة واضحة في الحداثة، أو ليست مسألة الحداثة والعقلانية هي المسألة المركزية في الفلسفة المعاصرة؟
أخذا بعين الاعتبار الأزمنة السابقة من ديكارت وكانط وهيجل وماركس….. وصولا إلى فلسفة النزعة الإنسانية المعاصرة. وبظهور مناهج الجينيالوجيا والتفكك والنقد والحفريات، هي أدوات منهجية وخطابات ساهمت في تطوير النقاش الفلسفي على تعدد مشاربه ومقاصده.
فالاهتمام المفرط بالمفاهيم وبالأنساق والبنيات التي تم الاعتماد عليها في صياغة الأطروحة الفلسفية عن إلغاء الذات، وعن قرب اختفاء الإنسان وموت الفلسفة ونهاية التاريخ، الذي يندر بفشل مشروع الحداثة من أساسه، وبالتالي انهيار جميع الأسس والقيم التي بني عليها فكر الحداثة خطابه لإنسان كالحرية والعقل والديمقراطية والتقدم وحقوق الإنسان ……
وسوف نشتغل في بحثنا على مفهوم الحداثة والإبيستمي العصر الحديث عند ميشال فوكو باعتباره يحمل مشروعا فكريا ونقديا نشأ في منهاج فكري هيمنت عليه الثقافة الجديدة في أوربا، وخاصة فرنسا التي عرفت نقدا جذريا للنزعة الإنسانية وتجاوز الميتافيزيقيا وإقصاء الذات مما جعل فيلسوفنا يأخذ على عاتقه المسؤولية الفلسفية في نقده وتقويضه لعدة مفاهيم ثقافية وفلسفية.
وقد قسمنا بحثنا إلى قسمين: القسم الأول سنحاول من خلاله أن نقوم بالتأصيل الفلسفي والتاريخي لمفهوم الحداثة وإبراز تجلياتها ومظاهرها في الفكر الفلسفي المعاصر من ديكارت باعتباره أب الفلسفة الحديثة، وكانط فيلسوف النقد وعصر الأنوار.
لهذا سنخصص الفصل الأول للحديث عن مفهوم الحداثة كبنية فكرية وحضارية، ونخصص الفصل الثاني لموقف وتصور ميشيل فوكو من الحداثة من خلال مفهوم "الابستيمي والابستمولوجيا"، ونقد للعلوم الإنسانية، أما الفصل الثالث فيتمحور حول قراءة فوكو لديكارت، بينما الفصل الرابع: سنتطرق فيه لعصر الأنواريين - فوكو وكانط- باعتباره يؤرخ لزمن تاريخي أحدث وعيا وقطيعة معرفية على عدة مستويات فكرية أغنت الفكر الغربي وأطرت إشكالية الحداثة.

وبدراستنا لأهم المحطات المعرفية الكبرى في الفكر الفلسفي المعاصر، وإبراز تجليات الحداثة، سننتقل إلى القسم الثاني، الذي سنحاول من خلاله ربط النقاش حول عدة مفاهيم تناولتها الفلسفة الفوكوية، وبدراستنا وتتبعنا لأهم مؤلفات وما كتب فوكو، تبين لنا أن فيلسوفنا أخذ على عاتقه تحليل ودراسة والحفر في ميادين جد حساسة، ونقصد بكلامنا هذا ميدان السياسة والجنس.
فالفصل الأول من هذا القسم سنتطرق فيه لمفهوم السلطة وعلاقتها بالمعرفة من خلال دراسة جيل دولوز، وإبراز الإبيستمي الجديد لهذا المفهوم في علاقاته المجتمعية، ونتطرق في الفصل الثاني، لتاريخ الجنس والإفهام بالذات والملذات الذي خصص له فوكو أبحاث ودراسات مهمة. وباعتبار المشروع الفوكوي النقدي يندرج في صف النزعة الإنسانية وفلسفة موت الإنسان ذاته، ففضلا عن إلغائه للذات الفعالة والمبدعة، فإنه يتصدى لمفهوم الإنسان ذاته، ويضفي على حدث ظهوره ونشأته طابع الظرفية العابرة. لدى جعلنا من الفصل الثالث موضوعة نتناول فيها الإنسان كأسطورة العصر الحديث، ونختم بحثنا بالتطرق إلى مدى حضور الفكر الفوكوي في الفلسفة المعاصرة.

إن بتناولنا نموذجا من الفلسفة المعاصرة، نكون قد قطعنا منعطفا حاسما، يحتم علينا كباحثين عدم التسرع في إعطاء المفاهيم صفة الموضوعية والإطلاقية، وهذا راجع إلى مدى غنى الفكر المعاصر بموضوعات تكون أمامها في موقف حرج. لأننا مطالبون بتقديم الإجابات والشروح الواضحة على أسئلة يتداخل فيها الذاتي والموضوعي.

لذا أخذنا في تحليل فلسفة فوكو وما تمثله من حضور قوي في الفلسفة المعاصرة، ألم يقل فوكو في آخر حوار فلسفي أجري معه قبل وفاته بأن "هيدجر بالنسبة إلى الفيلسوف الأساسي، وقد تحددت معالم مساري الفلسفي كلها من خلال قراءتي له….
ولكنني أعترف بأن نيتشه هو الذي تغلب في نهاية المطاف على توجهي الفلسفي"، إنها في الحقيقة نحن أمام معالم فلسفية كبرى تستفز الذات الإنسانية الراغبة في الحرية والتعقل والإبداع والديمقراطية وحقوق الإنسان.







#رشيد_لمسلم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماذا يحدث في دمشق بعد عملية طرطوس الأمنية؟
- أذربيدجان تقيم يوم حداد وطني غداة مقتل 38 شخصا في حادث تحطم ...
- لقطات جوية لشاطئ دينامو في أنابا بعد كارثة بيئية
- سلطات البوسنة والهرسك تعتقل وزير الأمن
- إغلاق مضيق البوسفور أمام حركة السفن
- -كلاشينكوف- تختبر مسيّرة عسكرية ضاربة
- في اليوم الـ447 للحرب: الرضّع يتجمدون من البرد في غزة واليون ...
- القضاء الإداري يقبل طعن المبادرة ضد إلغاء انتداب موظفة بالمج ...
- -يجب علينا ألا ننتظر ترامب لإتمام الصفقة مع حماس- - هآرتس
- وفد استخباراتي عراقي يزور دمشق للقاء الشرع (صور)


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رشيد لمسلم - تأملات في مفاهيم الحداثة والديمقراطية والعلمانية-الحلقة الأولى/عشرة مقالات