حازم شحادة
كاتب سوري
الحوار المتمدن-العدد: 4692 - 2015 / 1 / 15 - 10:33
المحور:
الادب والفن
شعرت تلك الفتاة وهي تنظرُ إليه بفراغ وعتب كبيرين بحجم خيبتها.
في الواقع لم يكن عتباً عليه وإنما على ذاتها،، كيف وقعت بغرام أحمق مثله،، لكن النساء غالباً ما يفعلن ذلك.. قالت لنفسها مواسية.
ارتدى ثيابه على عجل كمن تذكر موعداً نسيه وغادرها في حين كان من المفترض أن تكون هي الموعد.
الطقس البارد لم يمنعها من الاستحمام،، في أعماقها كانت تريد أن تتخلص من آثار جسده الذي كان قبل دقائق ملتصقاً بجسدها.
رغم المكابرة انهمرت دموع القهر بينما اشتد هدير الرياح في الخارج وراحت قطرات المطر تعزف لحزنها لحناً مناسباً .
أدركت وهي تتخذ مكانها في السرير كي ترقد أنها تغتصب من قبل هذا الكائن لكن بموافقتها،، هي كانت حتى لقائهما الأخير تحاول إقناع نفسها بحبه غير أن تصرفه الحقير وضعها عارية الروح أمام حقيقة لطالما تجاهلتها.
أغفت وشهقات بكائها ما زالت تتردد بين الحين والآخر كومضات نجم بعيد على وشك الإنفجار.
أيام مرت دون أن يتصل بها..
فجأة سمعت ذات مساء طرقاً خفيفاً على الباب عرفت أن ذلك الكائن مصدره فقد كانت معتادة عليه.
أحست بقلبها وهو يوشك أن يقع أرضاً.. تريد أن تفتح الباب ولا تريد..
تواصل الطرق وسط حيرتها واضطرابها ولهفتها.. لكنها كانت قد اتخذت القرار..
دقيقة مرت وربما دقيقتان
ثم توقف صوت الطرق على الباب ليحل محله صوت خطوات تبتعد رويداً رويداً..
خسرته،،، لكنها كسبت روحها..
قالت لنفسها.. من أفتح له بابي لا بد أن يكون رجلاً قبل كل شيء....
#حازم_شحادة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟