أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - غزة إما معالجة بحكمة....أو إنفجار مدمر















المزيد.....

غزة إما معالجة بحكمة....أو إنفجار مدمر


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4691 - 2015 / 1 / 14 - 21:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غزة.....إما معالجة بحكمة
أو إنفجار مدمر
بقلم :- راسم عبيدات
من الواضح بأن الأوضاع في قطاع غزة تتسارع على نحو كبير تجاه فقدان السيطرة،وبما ينذر بكارثة إجتماعية كبيرة،قد تترك آثارها وتطال تداعياتها ليس فقط شعبنا واهلنا في قطاع غزة،بل مجمل الوضع الفلسطيني،وهناك مؤشرات جدية على عودة حالة الإنفلات وفقدان السيطرة الى قطاع غزة،وخصوصاً فيما يتعلق بعدم قدرة حركة حماس على الوفاء بإلتزاماتها المالية تجاه السكان وبالذات ما يتعلق برواتب عشرات الألآف من موظفيها،الذين جرى توظيفهم بعد تموز/2007،وهذا يعني بالملموس تعمق حالة الفقر والجوع عند سكان القطاع،الذين أصلاً يعيش معظمهم تحت خط الفقر والجوع،ويعتاشون على المساعدات والإعانات الخارجية،وبالتالي الجوع والفقر سيخرجهم عن طورهم وسيدفعهم الى ممارسات وسلوكيات،قد تحول هذه المشكلة أو الظاهرة الى شكل من أشكال الجريمة والتي قد تاخذ صفة فردية او منظمة،فالفقر والجوع من شأنهما أن تجعلا الناس ترد بطريقة غير واعيه،ف"الجوع" كان سبباً في الكثير من الثورات الإجتماعية من عهد ثورة "سبارتاكوس" محرر العبيد،الى العصر الحديث الذي يشهد "تغول" و"توحش" طبقي في ظل رأسمالية معولمة وسعت من دائرة التفاوت الطبقي وسوء توزيع المداخيل والثروات الإجتماعية والنهب والإستغلال للطبقة العاملة،بل نشهد إنقضاضاً كبيراً على الكثير من الحقوق والمكتسبات الإقتصادية والإجتماعية التي حققتها الطبقة العاملة معمدة بالدماء والتضحيات.
لعل الجميع منا يذكر المقولات التي تدعو للتمرد على الجوع والفقر والثورة على الظلم والطغيان،وتوحد الطبقة العاملة عالمياً في وجه هذا الطغيان والإستغلال،فالخليفة عمر بن الخطاب هو صاحب مقولة "والله لو ان الفقر رجلاً لقتلته"، والصاحبي المسلم الجليل ذو الفكر الإشتراكي أبا ذر الغفاري هو من قال" عجبت لمن لا يجد قوت يومه،كيف لا يخرج شاهراً سيفه،وماركس وانجلز مؤسسا الإشتراكية العلمية وواضعي البيان الشيوعي هما من رفعا شعار"يا عمال العالم اتحدو".

كل المعطيات من خلال التفجيرات التي طالت"كابينات" الصراف الآلي لبنك فلسطين والتفجيرات في حديقة بيت الناطق باسم حكومة الوفاق والتهديات التي تلقاها العديد من وزراء حكومة الوفاق والإقتحامات من قبل الجماهير الغاضبة لمقر الإجتماع الذي التقى فيه عدد من وزراء حكومة الوفاق،والمس بسياراتهم والتهجم عليهم،والعديد من حوادث السلب والسرقة،مؤشرات قوية على ان الأوضاع تتجه نحو الإنفجار الشامل....وهذا الإنفجار لا تتحمله فقط سلطة حماس المسيطرة على الوضع هناك،والتي يستطيع المراقب ان يلحظ بوضوح ان حجم المشاكل الإجتماعية والإقتصادية الكبيرة جدا في القطاع،والتي ترجع أسبابها الى إستمرار الحصار واغلاق المعابر وتدمير الأنفاق،والبطء الشديد في عمليات الإعمار،وحجم التوظيفات الكبير جداً لحماس من عناصرها وأنصارها،والتي لربما رسمت او بنت تلك التوظيفات على أساس تفردها وبقائها في السلطة منفرده،كل ذلك في ظل غياب رؤيا وإستراتيجية للحل،أوجد مشاكل كبيرة وكثيرة كهرباء وماء وصرف صحي وبينة تحتيه ونقص في الأدوية والمعدات وغيرها.

هذه المشاكل الكبيرة والمقترنة بغياب الرؤيا والإستراتيجية للحل عند قيادة حماس،جعلها تتخبط وتفقد الإتجاه والبوصلة وتبحث عن حلول ومخارج لتلك المشاكل بعيدة عن الشراكة الوطنية الحقيقية.

قبل الحديث عن الحلول والمخارج التي لجات إليها حركة حماس،لا بد من القول بأن لا احد يقبل بتجويع عشرات الألآف من أبناء شعبنا في القطاع لكونهم من حركة حماس او عائلاتهم مرتبطة بها بشكل أو آخر،فهذه جريمة كاملة الأركان،وحكومة الوفاق هي الأخرى شريك في تلك الجريمة ،فإستمرار الإهمال والتقصير والتهميش من قبل حكومة الوفاق تجاه المشاكل التي تعاني منها جماهير شعبنا في قطاع غزة غير مبرر او مقبول،وبالتالي هي غير معفاة من مسؤولياتها في هذا الجانب.
حماس بحثت في حالة من التخبط عن حلول لهذه المشاكل من خلال،محاولة خلق تحالف او وحدة مع عدوها اللدود سابقاً عضو اللجنة المركزية لحركة فتح المفصول النائب دحلان،وتوجها للمصالحة والتحالف مع دحلان آتى في إطار النكاية بالرئيس ابا مازن،والتي ترى انه شريك فيما يحدث من أزمة في القطاع،ولإعتقادها بأن دحلان يمتلك المال والقطاع يحتاج لهذا المال،وقرينة دحلان السيدة جليلة ،قامت مؤخراً بعد قدومها للقطاع بتوزيه مساعدات نقدية كبيرة على المتضررين من الحوال الجوية العاصفة مؤخراً وكذلك شهداء وجرحى العدوان الآخؤين على قطاع غزة،وأيضاً دحلان يمتلك علاقات عربية وإقليمية،وخصوصاً مع رئيس النظام المصري السيسي عدو حركة حماس،وباتالي يمكن لدحلان من خلال علاقاته بالظام المصري،ان يساهم في فتج معبر رفح وتطبيع علاقات حماس مع النظام المصري،وإقامة حماس لحكومة وحدة مع فتح غزة/ دحلان،سيشكل ضغطاً كبيراً على ابو مازن وقيادة السلطة وحكومة الوفاق نحو القبول بشروط حماس لجهة ان تكون جزء من الإشراف على المعابر والإعمار وكذلك حل مشكلة رواتب موظفيها ال(40000) ،وحماس لم تلجأ لهذه الوسيلة فقط من اجل الحل بل،هي سعت الى تحويل "أزمة الجوع" الى أزمة سياسية منظمة،وبما يحول تلك الظاهرة الإجتماعية الى جريمة منظمة،من خلال الدفع بموظفيها واهاليهم وسكان القطاع للقيام بإعمال تخريبية وبطلجة،وهذا يعني انتشار الفوضى والعنف وسلطة المافيات وتعمق العشائرية والقبلية ..الخ.

إن ما يحدث يتطلب من الجميع حماس وفتح وكل فصائل العمل الوطني معالجة الأمور بحكمة عالية وبنضج ومسؤولية وعلى قاعدة الشراكة الوطنية ومشاركة الجميع في القرار،فلا يعقل أن تستمر معانيات أبناء شعبنا وهؤلاء الموظفين تحت يافطة وذريعة الأزمة المالية،فبتوفر الإرادة والمسؤولية الجماعية،لا بد من ان تتوفر الحلول،وبعيداً عن التشنج وردات الفعل ومحاولة فرض الأمر تحت التهديد بتفجير الأوضاع،وكذلك من الضروري تمكين حكومة الوفاق من القيام بدورها ومهامها وصلاحياتها في القطاع،وبالمقابل على الحكومة ان لا تستمر في سياسة التهميش والإهمال لمشاكل القطاع والبحث الجدي عن حلول لمشكلة رواتب موظفي حركة حماس،وبدون ذلك فإن الإنفجار قادم لا محالة،ولهيبه سيطال الجميع وتداعياته لن تقتصر على القطاع.
القدس المحتلة – فلسطين

14/1/2015
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في جريمة صحيفة شارلي ايبدو -أصابع اسرائيلية- خفية
- اسرائيل وتفكيك السلطة الفلسطينية
- أطفال غزة وسوريا ضحايا الحصار والإنقسام والكاز العربي
- المقدسيون والعام الجديد
- ما بعد الفشل..؟؟
- لماذا يستهدف جبل المكبر...؟؟
- حصاد عام مضى
- حماس....والمصالحة المصرية -القطرية
- القدس تغيب عن القرار الفلسطيني- العربي في مجلس الأمن
- وترجل قائد وفارس
- لا وقف للتنسيق الأمني والمطروح دوليا المشروع الفرنسي
- القدس عاصمة كل شيء ولا شيء
- حماس تتأرجح ما بين الدوحة وطهران
- مرحلة -التخبيص- و-التهجيص- السياسي
- من سيحكم اسرائيل في السنوات القادمة...؟؟
- فرنسا وامريكا تكامل وتوزيع الأدوار
- في القدس....هبات جماهيرية ....أم إرهاصات إنتفاضة شعبية..؟؟
- لماذا يهودية الدولة الان...؟؟
- القدس ....وسياسة العقاب الجماعي
- لقاء عمان كلام بدون فعل


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - غزة إما معالجة بحكمة....أو إنفجار مدمر