عبدالعاطي جميل
الحوار المتمدن-العدد: 4691 - 2015 / 1 / 14 - 15:42
المحور:
الادب والفن
...
لا عقارب وقت
تتبعني
لا نشرة الأخبار
لا جلسة البرلمان
لا مواعيد للصلاة
أمشي
كلما جاعت خطواتي
جلست
على الرصيف
أعدد لفافات السجائر
صور الجميلات
أخبئها
عن أطفال الشوارع
الذين يكبرونني
يفتشون جيوبي
حين يزورني الليل
وحيدا
على مقعد الحديقة
كساعة سلفادور دالي
الذائبة ..
...
أنسج
للنوم ولائم
من ذكريات بيت
غادره السقف
زاره الخسف ..
...
حذائي لا يفارقني
متأهب دوما
للسرعة النهائية
كعداء منذور
للعدو
لا وقت للطعام
لا وقت للمنام
لا وقت للأحلام
كلما جاعت خطواتي
أعيد ترتيب الأصدقاء
كي أسرد عليهم
قصة حبي
لهذي القطط والكلاب
الخائفة مثلي
تتحسسني
كأنها تحكي قصص غرامها
الذي لا ينتهي ...
...
خارج الوقت
خارج الأرقام
أصبح و أمسي
بلا تاريخ
بلا وطن
خلف المظاهرات
أسير
خلف المواكب
أسير
بلا نشيد
بلا رمس ..
...
كأني ورقة
تتقاذفها الأرجل
ترسو
أنى شاءت لها الريح
لا ضفاف
لا مرسى
لا محطة
تشتهي قدمي ..
...
للسندباد سبع رحلات
و لرحلة واحدة
مني
سبع سنوات
و الطريق تزوجني شوارعها
دروبها
حاناتها تحن علي
في المصيف ..
...
السكارى أنبياء الليل
يوزعون باقات أمل
علي ..
...
طفل الشارع الشاعر
بالغيم
كنت
و ما أزال
كلما أرهقني سعي
وقفت
أرقب شاشات المقاهي
أرى أطفالا يهربون
من قذائف الحرب
ليسوا أفضل مني
في الملاجئ
لا دفء
لا طعام
لكني أستطيع
أن أسطو
على فواكه لذيذة
من عربات
تسعى مثلي ..
...
أطفال المدارس
لا يشبهونني
يسيرون
على الرصيف الأيمن
يقبلون أدبر
و حين يدبرون أقدم ..
...
أرقب شاشات المقاهي
لا حديث إلا
عن كرة القدم
و النجوم
و عني لا حديث
فأنا بؤرة الندم
و الوجوم ..
...
حديثي صمت
و صمتي أحاديث غجر
بلا حقيبة سفر
و سمائي بلا مطر
و الشوارع تلدني
تخبئ دم دموع
من حجر ...
...
يناير 2015
#عبدالعاطي_جميل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟