أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - شارلي إبدو.. ضمير أوروبي














المزيد.....

شارلي إبدو.. ضمير أوروبي


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 4691 - 2015 / 1 / 14 - 12:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قامت أمريكا أوروبا ولم تقعد بعد قتل اثني عشر من العاملين في صحيفة " شارلي إبدو" الفرنسية. وقف مجلس الأمن دقيقة حدادا على أرواحهم. توجه الرئيس أوباما شخصيا إلي السفارة الفرنسية للعزاء. قدم معظم القادة العرب أحر التعازي. واستنكرت معظم وسائل الإعلام الجريمة وصولا إلي المطالبة بتنظيم مظاهرات التضامن مع فرنسا ضد الإرهاب! وشارك عشرات من قادة العالم في مظاهرة فرنسية تنديدا بالإرهاب. وأنا شخصيا أرحب من صميم قلبي بأن تقوم الدنيا ولا تقعد إذا أريقت قطرة دم واحدة، أواقتلعت شجرة أو حتى دهس طائرعلى الطريق. وكل كائن حي جدير بكل ذلك الاهتمام وبما هو أكثر. إلا أن ماجرى يحتاج إلي نقاش أبعد من رفض الجريمة والتعاطف مع ضحاياها. في ذلك المجال يثور سؤال عن ملابسات الحادث والجهات التي تقف خلفه. فقد أعرب عدد من المراقبين الفرنسيين عن دهشتهم من أن صحيفة" عشرون دقيقة" نقلت الخبر بعد وقوع الحادث بثلاث دقائق! وأن وسائل إعلام إسرائيلية حددت هوية الفاعلين بعد خمس عشرة دقيقة من الهجوم! هل تحتاج أمريكا والغرب إلي تأجيج حملة ضد الإسلام لتبرير تدخلها العسكري الإجرامي في سوريا والعراق وليبيا؟ . يطرح موقع " ويكي ستريك" هذه الأسئلة وغيرها. فلماذا لانجدها مطروحة عندنا؟. السؤال الثاني يتعلق بمقاس الضمير الأوروبي المضبوط على قدمي جريدة " شارلي إبدو" ولا يتسع لأوجاع لآخرين. وحسب تقرير أصدرته لجنة حماية الصحفيين الدولية فقد قتل من الصحفيين العرب فقط عام 2014 أكثر من ثلاثين صحفيا. في سوريا قتل تسعة عشر صحفيا. في غزة سبعة صحفيين. في العراق عشرة صحفيين. ولم يقف مجلس الأمن ربع دقيقة حدادا على أحد. وعندما قتل في غزة في يوليو العام الماضي أكثر من خمسمائة طفل فلسطيني لم تهتز شعرة من ذقن الهيئات الدولية. السؤال الثالث: هل يدخل الاستهزاء بمعتقدات الناس في باب حرية التعبير؟ أليست شارلي إبدو هي الصحيفة ذاتها التي أعادت في فبراير 2006 نشر الرسوم الدنماركية المسيئة للرسول الكريم؟ وهي التي نشرت في 2011 عددا خاصا بعنوان الشريعة تضمن مختلف العبارات التهكمية على الرسول الكريم؟ وزعمت أن الرسول ( صلعم) هو رئيس تحرير ذلك العدد؟! وعادت في 2012 فنشرت صورا ساخرة في الموضوع نفسه؟ وفي 2013 نشرت إصدارا خاصا من رسوم كاريكاتورية زعمت أنها تصور حياة الرسول الكريم؟. ومع أن الكثيرين يدعون أن الصحيفة تتهكم على كل الديانات إلا أنني لم أجد لها رسوما ضد اليهودية مثلا؟!. عام 1937 نشر إسماعيل أدهم مقالا بعنوان" لماذا أنا ملحد" أعلن فيه إلحاده، ولم يسيء فيه بحرف لا إلي الإسلام ولا المسلمين ولا لغيرهم. هناك فارق بين حريتك في إعلان موقفك وأنا مع تلك الحرية، وبين الاستهزاء بالآخرين وبمعتقداتهم بدعوى حرية التعبير. وقد أشار الكاتب ديفيد بروكس فى مقال بصحيفة «نيويورك تايمز إلي المعنى ذاته قائلا إنه لو أرادت الصحيفة الفرنسية خلال السنوات العشرين الماضية أن تصدرفى حرم جامعى أمريكى لاتهمها الطلاب بتبني الحقد ولكانت الإدارة أغلقتها". السؤال الرابع: هل ينبغي علينا أن ندافع عن الإسلام ونبرئه من أولئك المجرمين؟ أم أن علينا على العكس أن نوضح للأوربيين والأمريكيين أن الأعمال الفردية تعبر عن أصحابها وليس عن العقيدة؟ ولو كان الأفراد تعبيرا عن العقائد الدينية لكان علينا أن نشن هجوما على المسيحية بعد ما رأيناه من فظائع الضباط الأمريكيين في معسكر أبي غريب بالعراق! لا ينبغي أن نتعامل بنفسية المتهم، لأن المتهم الحقيقي هو الضمير الأوروبي الذي يولول لمقتل 12 صحفيا ولا يهتز لحظة لمئات من الأطفال السوريين الذين يتجمدون من قلة الغذاء والبرد. يجب أن يكون خطابنا إلي الغرب بصيغة : أفق أيها الضمير!

+++
أحمد الخميسي . كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسرح القومي بيحلم لمصر
- وراء الزجاج - قصة قصيرة
- قهوة الملحدين !
- هنا القاهرة .. هنا دمشق
- نحلم بالأمس وليس الغد !
- محمد ناجي .. موت لا يشبه سواك
- غاية المراد من قصة المنطاد
- تاكسي إلي الشعب !
- لماذا ندوس الآمال وهي صغيرة ؟
- باتريك موديانو .. خدعة نوبل !
- جنود بلادنا .. أرواح السماء
- مقبول للموت مرفوض للحياة
- النجم السينمائي بين الوعي والجهل
- أشياء لا تشترى
- ماذا يبقى عندما يسقط الهرم؟
- الشعب جاهز .. الحكومة جاهزة ؟
- أوباما يسطو على شابلن
- هذا القومي لحقوق الإنسان المصري
- حظر الأحاديث السياسية في المدارس المصرية
- نجيب محفوظ داخل الأدب وخارجه


المزيد.....




- أمريكا: قبل 16 أسبوعًا من انطلاق التصويت.. نظرة على توقعات ا ...
- أمريكا.. تحذيرات من أعمال عنف انتقامية محتملة بعد محاولة اغت ...
- -يتعرض لضغوط متزايدة ولا يخشى الموت-.. مصدر مطلع يكشف تقييم ...
- ترامب جونيور يطرد مراسلا: -لم يكن بوسعك الانتظار بأكاذيبك وه ...
- -50 طلقة وجهاز تفجير عن بعد-.. تقرير: سلاح مطلق النار على تر ...
- أفغانستان.. 40 قتيلا جراء الأمطار الغزيرة و17 قتيلا في حادث ...
- سجن مؤثرة على انستغرام بتهمة الاتجار والعبودية
- مراسلتنا: الاشتباه بعملية تسلل في مدينة إيلات والشرطة الإسرا ...
- رغم محاولة اغتيال الضيف.. المفاوضون الإسرائيليون يتجهون لمتا ...
- العثور على دليل يؤكد وجود الماء في الغلاف الجوي لـ-إله الحرب ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - شارلي إبدو.. ضمير أوروبي