أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد النور إدريس - الفلسفة بين الوعي الداخلي والوعي الخارجي:طقوس لمعرفة الحقيقة














المزيد.....

الفلسفة بين الوعي الداخلي والوعي الخارجي:طقوس لمعرفة الحقيقة


عبد النور إدريس
كاتب

(Abdennour Driss)


الحوار المتمدن-العدد: 4691 - 2015 / 1 / 14 - 06:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفلسفة بين الوعي الداخلي والوعي الخارجي :طقـوس لمعرفـة الحقيقـة
«أصبحت الفلسفة عصرئذ تفسر العالم الذي اتخذ شكله من خام الفلسفات التي هدفت تغييره سابقا» عبد النور ادريس

إن وعي الفلسفة المعاصر سمح بتقليص الوعي الميتافيزيقي كمنهج وسمح بإمكانية ممارسة هذا الوعي حول الأطروحة الميتافيزيقية كمفهوم، يظهر من هنا أن الفلسفة تريد الإجابة على مسألتين هامتين:
-كيف يكون بوسع الفلسفة تبرير ظاهرة التعاطي واكتساب المعرفة خارج انتمائها للتحليل الابتستمولوجي؟
-كيف تكون أي عقيدة فلسفية جديدة مبررا معرفيا بمجرد احتقار مفهوم المعرفة لدى الفلسفة السابقة.
إن الرغبة في استكمال وإبراز الحقيقة المعرفية بوساطة التحليل الفلسفي هو من صفات كل اتجاه فلسفي غير ميتافيزيقي، لذلك أصبحت المعرفة لا تدرس كظاهرة فلسفية خالصة بل تدرس باعتبارها معطى يحدد التطلعات البشرية لوعي التاريخ الحاضر.
- الوعي الخارجي:
لقد مكن تواجد البنيوية كمنهجية وضع نظرية المعرفة بين فاصلتين:
الأولى: استناد المنظومة المعرفية على مكتسبات الماضي مع الارتكاز على الهياكل الثقافية اللغوية التي تعيد إنتاج الواقع على شكل وعي، بذلك كانت اللغة حصيلة معرفية تحيط بالمعرفة قصد الدلالة على الرموز "الثقافمعرفية" وقد أكد ج. تريير على هذه الخاصية في قوله: "اللغة لا تعكس الوجود الحقيقي لكنها تخلق الرموز المعرفية".
الثانية: تدارك طبيعة العالم حيث تتضح الفلسفة كأنظومة من الآراء لا تصنع العالم بل تجيب إلى إشكاليات تحيط بالعالم دون طمس الدور الناجح لتدخل سياقات شخصية بشرية في ترتيب هياكل هذا العالم يقول أ.ك. أوليدوف ما يلي: «ليست الأفكار، بل البشر الذين يملكون أفكارا، هم الذين يتخذون سلوكا وقائيا حيال العالم».
فالاختيار البشري يحدد الاختيار البعيد للواقع وبالتالي ينشئ منطلقات واسعة للنظام المعرفي من حيث لا أسبقية وظيفية لواقع ما على حدوث عملية المعرفة التي تقف موقف استهلاك وإنتاج دلالي – مع الارتباط بالعنصر البشري – لكل الإمكانات الايديولوجية التي تصدر عن مرحلة معرفية ما.
إن صمت المعادلة المعرفية يحقق الغياب بخنق المعرفة منذ ولادتها فلا عجب أن أصبح عمر المعرفة ايدانا بانفصام مركب حول الوجود واستمرار الفلسفة في البحث عن قاتل المعرفة.
فليست المعرفة إذن كل ما احتوته الفلسفة بل أيضا ما لم تحتويه باعتباره شرطا من شروطها غير ضاغط على القرار الفلسفي.
وفعلا ظلت العوائق الابستمولوجية تعلن بداية النهاية لانساق معرفية قوامها.
أ) صدور التأمل الفلسفي عن الميتافيزيقي الذي أصبح بديلا معرفيا.
ب) عدم ارتباط المفاهيم الفلسفية بالأرضية الابستمولوجية ذات الوظيفة غير الايديولوجية.
ج) تهافت المنهج المؤدي إلى حقيقة ما حول العالم وعزل الإشكالية التي تنظر إلى العالم قصد تغييره.
بذلك أصبحت الفلسفة عصرئذ تفسر العالم الذي اتخذ شكله العام من خام الفلسفات التي هدفت تغييره سابقا، فارتبطت خصوصيات الفلسفة اليوم بالنزوع لتفتيت مركبات العالم حيث تداخلت وتشابكت حلقاتها ولم تكن قادرة على حمل العلاقة بين الفكر والوجود محمل الجد.
وبذلك صح أن نقول على عكس ما ذهب إليه ماركس، أن الفلاسفة قد ذهبوا في تغيير العالم أشواطا مختلفة، ولكن الأساسي اليوم هو تفسيره بنفس الاهتمام الذي أبدوه سابقا لتغييره.
- الوعي الداخلي
ما المشكل الفلسفي اليوم إلا ضريبة على الوعي المعرفي يزيد في توسيع دائرة الفراغ المعنائي في الإنتاج المبني على نقاش زمن الحقيقة في موت الإنسان، حتى تساءل كولن ولسن قائلا: «أيجب على الفلاسفة الانتحار؟».
إذا كان انتحار الفيلسوف مجرد اختراع الأسئلة الوجودية المبهمة فإن الأعمق من ذلك فشل العلاقات بين الأنا والآخر وقد أشعرنا ريكليه بذلك الصراع المستمر للأنا عندما قال: من يسمعني إذا صرخت؟».
فجل الإرساليات اليوم لا تباشر أي علاقة مع الذهنية المباشرة لمطلق الشخصية البسيكواجتماعي الأفقي، غير أن العلاقة بالأنا كوحدة مستقلة غير العلاقة بين المحور الذي يعيد التقاطع مع الآخر.
إن المعنى يحدد السر، ضمن علاقة تباين دلالي، لهذا تفككت مستويات الحقيقة واختفت في الحرب الدائمة بين الذات والموضوع حتى قال الشاعر كليست: «لن يصل الإنسان إلى الحقيقة إلا إذا انتحر»، وهو انتحار معرفي ودعوة إلى خريطة نفسية تبعد الحقيقة من مجال الذاكرة، فسقراط لم ينتحر لكنه اختار أن يكون حرا في وضع السؤال حول الكيفية التي تمثل طقسا مشروعا لمعرفة الحقيقة.
وقد حاول الفلاسفة الجواب على السؤال الأزلي المطروح «ما الحقيقة؟» دون الوصول إلى نتيجة عامة، غير أن فيخته أجاب بطريقة معكوسة مدعومة بمبررات جعلت وجود الحقيقة في العقل، ثم انتفض متسائلا: «لماذا نهتم للحقيقة المجهولة؟ دعنا ننساها».
عندما يكون الحديث عن الحقيقة من خلال عدم حضورها تكون الكتابة أسطورة والواقع يمثل غنجا تاريخيا ينخرط في زمن ترميم الذاكرة في اتجاه قاعة أن نسيان الوجود أصبح قاعدة لدى بعض الفلاسفة لدغدغة ألغام الحقيقة بينما هناك استثناءات تجعل من هذا التدمير الكلي للذاكرة إصابة الشخصية بالتسمم الذهني.



#عبد_النور_إدريس (هاشتاغ)       Abdennour_Driss#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إفران وأنخاب باخوص ( تابع النخب الثالث)
- إفران وأنخاب باخوص
- النظام والربيع العربي
- نور الدين قاسمي ,,ميلاد شاعر أبى إلا أن يهمس للقمر
- ربيع عربي.. شطرنج وقرنبيط
- أدبية الجسد الأنثوي في حكايا ألف ليلة وليلة بقلم الدكتور عبد ...
- جدلية الذات والموضوع في ترميز الأدب -قراءة في قصص ادريس عبد ...
- اللغة تكتب المؤلف قراءة في المجموعة القصصية -جمجمتي ,,وأنا - ...
- الوعي التقني التعليمي الثورة الصناعية: نحو مستقبل جديد- بقل ...
- حلم شهريار
- دراسة في وعي الثقافة الأمازيغية
- أسرار الكائن الرمادي: قراءة سيميائية في -أوراق ميت- بقلم د, ...
- بين الأنا الشعري والأنا الصوفي :قراءة سيميائية في ديوان -الع ...
- عندما ينتمي الاشتهاء إلى دوائر الصمت : قراءة جندرية في ديوان ...
- نساء القصيدة الرقمية : قراءة في ديوان -تمزقات عشق رقمي -للشا ...
- قراءة سيميائية في ديوان معلقة باريس للشاعر عبد الله الطني
- إصدار قصصي جديد للأديب عبد النور إدريس موسوم ب-جمجمتي.. وأنا ...
- المساحات الكاليغرافية للحكي في المجموعة القصصية ورثة الانتظا ...
- قراءة في الميثاق الوطني للتربية والتكوين أو نهاية المدرسة
- إصدار جديد للدكتور عبد النور إدريس موسوم ب- النقد الأدبي الن ...


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد النور إدريس - الفلسفة بين الوعي الداخلي والوعي الخارجي:طقوس لمعرفة الحقيقة