قحطان محمد صالح الهيتي
الحوار المتمدن-العدد: 4690 - 2015 / 1 / 13 - 23:34
المحور:
كتابات ساخرة
يظن البعض أن كلمة (زَعِل) هي كلمة عامية، فيسألون عن مرادف لها باللغة العربية الفصحى، والحقيقة أن (زعِلَ) كلمة عربية فصحى فنقول: زعِلَ يَزعَل، زَعَلاً، فهو زعلانُ. وزَعِلَ بمعنى: غَضِبَ، اِسْتَاءَ، حَنِقَ، سَخِطَ. ومنه الزَعِلَ من المرض أَو الجوع.
من منا لم يزعل في يوم من الأيام من أبيه أو أمه أو أخيه أو أخته أو زوجته أو حبيبته؟ ومن منى لن يزعل؟ فالزعل من طبع البشر.
ويتفاوت الناس في زعلهم، فمنهم من يكون زعله بضع لحظات حيث يعود إلى الرضا بعد دقائق معدودة، وهناك من يلازمه الزعل أشهراً عدة. وللزعل أسباب قد يشترك فيها الطرفان وقد يكون من طرف واحد.
والزعل أقل حدةً من الغضب، ففي الغضب قد يتصرف الغضبان تصرفا يفقده هدوءه فقد تصدر عنه أفعال تجعله يحاول الانتقام حتى من نفسه. أما الزعل فيكون تصرفا أكثر عقلانية ولا يحمل بين ثنياه من العوامل ما يدفع بالزعلان إلى الانتقام، فهو لا يضمر لمن زَعِلَ منه الحقد والضغينة، ولا يسعى للقيام بعمل يُلحق بالطرف الآخر (المزعول منه) أي ضرر، وهو في العادة ما يزول بعد العتب والملاطفة والاعتذار.
وأيا كان سبب الزعل فكثرته عادة غير محببة، وكثيرا ما تبعد الأصدقاء عمن يجعلها ممارسة حياتية غير مبررة في كثير من الأحيان.
ولقد أثبتت الدراسات والأبحاث أن للزعل أثرا واضحا في نفسية الإنسان، منها القلق، والحزن، والتوجس في التعامل مع الآخرين، فضلا عن تأثيره المباشر على المصابين بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والروماتيزم وقرحة المعدة ومرض السكري وقد يؤدي إلى الاكتئاب.
هذا هو الزعل، فمن أراد أن يزعل، عليه ألا يصل إلى مرحلة الغضب بل عليه أن يعالجه بالعتب. وعليه أن يردد قول الشاعر الشعبي:
لا تزعل علينـه گلوبنه تذوب
ما تدري الزعل شيسوي بينه
مثل ما تنذبح شمعه بسهم ريح
عصرنه الليل بعدـك وانطفينه
گلنالك نحبك تزعـل شـبيك؟
عسه لا گلنه عمي ولا حچينه
مع أمنياتي بأن يَظل الرضا والتسامح تاجا فوق رؤوس المحبين.
#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟