أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عطا درغام - الأرمن تحت حكم الاتحاديين (1909-1918)-5















المزيد.....

الأرمن تحت حكم الاتحاديين (1909-1918)-5


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 4690 - 2015 / 1 / 13 - 19:36
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


وأد الاتحاديون والألمان جمهورية ما وراء القوقاز الوليدة دون أن تتم شهرها الأول. وبلغ الأتراك غايتهم قي فصل القوقاز عن روسيا أولا، ثم تفسيخ عري قوميات ما وراء القوقاز ثانيا.
وتجدر الإشارة إلي أن المجلس الوطني الأرمني في تفليس لم يعلن عن قيام جمهورية أرمنية مستقلة إلا في 30 مايو 1918. ورغم أن هذا المجلس قد تولي السلطة العليا وشكل حكومة مؤقتة لإدارة شئون المقاطعات الأرمنية،إلا انه لم يتحدث صراحة عن الاستقلال. إذ ذاك، كانت القوات العثمانية تخترق أرمينية الشرقية، واقترفت مذابح في ألكسندربول وطوقت إقليم يريفان مما أنذر بنهاية أرمينية التاريخية. ساعتئذ ، سوف لا تكون ثمة أرمينية ذات حدود مرسومة يمكن بموجبها إعلان الاستقلال رسميا. وحتي ذلك الحين، فإن إعلان وجوب استقلال جمهورية أرمينية لا يعني تأسيسها فعليا.
حينذاك، وبينما كانت المفاوضات دائرة في باطوم بين الأتراك والأرمن ، واصلت القوات العثمانية المكناة وقتئذ"جيش الإسلام القوقازي" اختراقها أرمينية الشرقية: العقبة الأخيرة في وجه الوصول إلي أذربيجان المسلمة. وعند هذا الحد، اجتمع الأرمن علي قلب رجل واحد يزودون عن حمي ديارهم رافعين شعار:" لن يمر العدو". ورغم التفوق الهائل للقوات العثمانية علي الأرمن عددا وعددا ، إلا أن الأخيرين نجحوا في صدها بفضل مقاومتهم في معارك سردار أباد (هوجديمبريان حاليا) وقره كيليسة ( فاناتسور) وباش- أبران.
وقد أدت الهزائم غير المتوقعة إلي ارتباك الخطة العثمانية للاستيلاء علي باكو مما اضطر القيادة العثمانية إلي توقيف هجماتها والانسحاب من يريفان وإبرام معاهدة "باطوم" في 4 يونية 1918 مع الأرمن. وبموجب هذه المعاهدة ، صارت مساحة جمهورية أرمينية تربو علي عشرة آلاف كيلو متر ا مربعا مقصورة علي يريفان وإيتشميادزين وكا جاورهما ( المادة الثانية). لذا سميت ب"جمهورية يريفان الأرمنية" .كما نصت المادة الخامسة علي حرمان الجمهورية من إنشاء جيش وطني نظامي علي أن تعتمد في حفظ الأمن الداخلي علي الجيش العثماني فقط. وتعترف بحق هذا الجيش في جعل أراضيها ممرا له.أكثر من هذا ، تعهدت الجمهورية في المادة الحادية عشرة:" بأن تبذل قصاري جهدها في إخلاء مدينة باكو فور توقيع هذه المعاهدة من القوات الأرمنية الموجودة فيها والعمل علي منع وقوع صدام أثناء عملية الإخلاء.
وتعكس شروط هذه المعاهدة المجحفة الغزو بالقوة المسلحة وتتعارض مع مبدأ حق تقرير المصير.هنا شعر الأرمن أكثر من سواهم أن استقلالهم كان مزيفا، وكل ما حدث حتذاك أن نودي بجمهورية أرمنية مستقلة علي نحو غير رسمي في تفليس.
وحتي ذلك الحين، كان المجلس الوطني الأرمني يقيم في تفليس عاصمة جورجيا المستقلة حديثا آنذاك. وحالت خلافات زعماء الاحزاب الأرمنية المتباينة في تفليس دون تأسيس حكومة ائتلافية حتي نهاية يونية 1918. ولذا ، تغاضي المجلس الملي الأرمني ذو الهيمنة الطاشناقية عن بروتوكول ديمقراطي كان قيد البحث وألف حكومة سيطر عليها الطاشناقيون. وفي 19 يونية غادرت الحكومة الأرمنية بقيادة رئيس وزرائها هوفهانيس كاتشازنوني (1868-1938) تفليس إلي يريفان حيث حلت محل قائدها العسكري آرام مانوجيان(1879-1919) .لحظتئذ ، بدأ استقلال جمهورية أرمينية علي نحو رسمي.
بيد أن ظروف ميلاد الجمهورية الأرمنية كانت لا تبشر بمستقبل زاهر لها . فقد رسمت معاهدة "باطوم" حدودها بحوالي عشرة آلاف كيلو مترا معظمها صخريا، وبها "700"ألف نسمة منهم"300"ألف لاجئين جوعي من أرمينية الغربيةو"100" ألف آذري وكردي.كما ان المناطق الحيوية لم تدخل في زمام الجمهورية.ناهيك ان فقدان الحيوانات والمعدات الزراعية آنفا أنقصا الطاقة الإنتاجية الزراعية في أراضي الجمهورية. وفوق هذا ، أحيطت بجيران معادين ازدادت بلتهم بكثرة العصابات المسلحة التي ما فتئت تكر علي الأهلين في آناء الليل وأطراف النهار.كما ان اوبئة الكوليرا والتيفوس والتيفود أبت ألا يكون لها دور فعال،فراحت تحصد المئات بلا دواء رادع. زد أيضا ، أقامت غالبية المثقفين والحرفيين والمقاولين الأرمن الشرقيين في تفليس وباكو أو في روسيا. وقد تحقق الاستقلال علي نحو فجائي في وقت تبلورت فيه معظم قيادات الطبقة الوسطي بالجمهورية خارج أرمينية ذاتها حتي أنهم لم يزوروا يريفان – عاصمة الجمهورية- من قبل.
وبالاستفادة من "باطوم" هدر جيش الإسلام القوقازي- عبر جمهورية يريفان الأرمنية باكو للاستيلاء عليها. حينئذ ، كانت باكو جزيرة بلشفية وسط بحر غير بلشفي. ولما اقترب الجيش العثماني منها، اقترح ممثلو الطاشناق في سوفيت باكو الاستعانة بالقوات البريطانية لصده. بيد ان شاهوميان البلشفي رفض اللجوء إلي الإمبريالية البريطانية مما أدي إلي سقوط حكومته السوفيتية وحلت محلها حكومة طاشناقية ممالأة لبريطانيا برئاسة روسدوم زورويان(1867-1919) في 31 يولية 1918.
عندئذ، هرولت قوة بريطانية بقيادة دينسترفيل ( قوة دينستر ) إلي باكو لاحتلالها قبل جيش الإسلام القوقازي. وفعلا ، نجحت هذه القوة في دخول باكو دون قتال في 4 أغسطس 1918. ولكن ، عندما عجزت قوة دينستر عن حماية باكو منها في 14 أغسطس 1918. وفي اليوم التالي مباشرة، دخلت القوات العثمانية- الأذربيجانية المدينة النفطية ونظموا بها مذبحة للأرمن جزاء لهم علي الدفاع عن باكو أودت بحيوات ما ينيف علي "150"ألف أرمني وقرار الكثيرين. وعندئذ، انتقلت حكومة حزب المساواة الأذربيجاني من إليزافيتبول إلي باكو.ثم دخلت القوات العثمانية كارباخ( قرة باغ) الجبلية، وغدا الموقف ينذر بسوء للجمهورية الأرمنية وجيوبها.ورد البلاشفة علي خرق الأستانة الصارخ لمعاهدة " بريست- ليتوفسك" بإلغائها مع الدولة العثمانية في 20سبتمبر 1918.
وبينما تتمتع الأستانة بنشوة احتلالها باكو. اصطدمت أحلامها الفضفاضة بواقع أليم علي الجبهات القتالية: فعلي الجبهة الغربية تحطمت الدفاعات الألمانية . وعلي جبهة الشام ، استولي الإنجليز علي دمشق وحلب وحمص، ونزل الفرنسيون بيروت. وعلي الجبهة العراقية، زحفت الألوية البريطانية صوب الموصل.أما علي جبهة البلقان، فقد انسحق الجيش البلغاري.هنا تحديدا، أي مع سقوط بلغاريا، أفاقت الأستانة علي حقيقة أن دول الوفاق بمقدورهم التغلغل بحرية تامة عبر تراقيا الشرقية حتي أبوابها.إلي هذا الحد، ما يتعرض للخطر ليس مجرد ولايات هامشية في الدولة ، بل قلب الدولة ذاته.
لهذا ، باتت الحكومة العثمانية لا تفكر منذ غرة أكتوبر 1918 إلا في وقف القتال الذي تحقق في 30أكتوبر بموجب هدنة "مودروس".ووفقا لشروط هذه الهدنة، انتهت الحرب العالمية الأولي فيما وراء القوقاز وأذربيجان.أما الأرمن فقد استعادوا إثر الانسحاب العثماني ونقضمعاهدة "بريست- ليتوفسك" وانشغال البلاشفة في الحرب الأهلية مناطق قره كيليسة وألكسندر بول وجارس وصورمالو.
وهكذا، غرقت الدولة العثمانية. وتبدو الكارثة جد خطيرة بحيث ان الرأي العام المذعور من هول الطوفان لا يتواني عن المطالبة بإنزال أقصي القصاص بالاتحاديين المسئولين عن جميع مأساوات الحرب: موت مئات آلاف الجنود، المذابح التي راح ضحيتها السكان المدنيون الأرمن. وعندئذ، دق ناقوس الموت في حزب الاتحاد والترقي وحل محلهم ائتلاف الأحرار.



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرمن تحت تحكم الاتحاديين (1909-1918)-5
- الأرمن تحت تحكم الاتحاديين (1909-1918)-4
- الأرمن تحت حكم الاتحاديين (1909-1918)-3
- الأرمن تحت حكم الاتحاديين (1909-1918)-2
- الأرمن تحت تحكم الاتحاديين (1909-1918)-1
- الأرمن العثمانيون (1461-1909)-5
- الأرمن العثمانيون (1461-1909)-4
- الأرمن العثمانيون (1461-1909)-3
- الأرمن العثمانيون (1461-1909)-2
- الأرمن العثمانيون (1461-1909)-1
- نشاط الأرمن في الصحافة والأدب في مصر - 4
- النشاط الفني للجالية الأرمنية في مصر خلال القرن التاسع عشر-2
- النشاط الفني للجالية الأرمنية في مصر خلال القرن التاسع عشر-1
- صحافة الأرمن في مصرخلال القرن التاسع عشر -2
- صحافة الأرمن في مصرخلال القرن التاسع عشر -1
- نشاط الجالية الأرمنية في التعليم في مصر خلال القرن التاسع عش ...
- مجتمع الأرمن في مصرفي القرن التاسع عشر-4
- مجتمع الأرمن في مصرفي القرن التاسع عشر-3
- مجتمع الأرمن في مصرفي القرن التاسع عشر-2
- مجتمع الأرمن في مصرفي القرن التاسع عشر-1


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عطا درغام - الأرمن تحت حكم الاتحاديين (1909-1918)-5