أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - مظاهرة باريس برأس أفعى سامة














المزيد.....


مظاهرة باريس برأس أفعى سامة


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 4690 - 2015 / 1 / 13 - 00:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدت مظاهرات باريس أمس على شكل مذيلة راسها مقطوع عن ذيلها على شكل مثلث هو الآخر على شكل رأس أفعى سامة، بشكل يبدو ان العالم الإنساني متأثر جدا لما حدث من هجوم على شارلي إبدو، تصدرت فيه مسألة حرية التعبير قدرا متأثرا بشكل غيبي كما لو أنه بالفعل الله الواحد القهار هو من قطع علينا نعمة التعبير، بدا رؤساء العالم في رأس الأفعى وكأنهم بالفعل يقرؤون الفاتحة على شهداء التعبير، لا يحملون أية لافتة على الإطلاق، متضامنين بشكل تراجيدي كما لو انهم لا يتحملون أية مسؤولية أخلاقية في ما جرى، بعض دول مصدري الإرهاب من شبه جزيرة الظلام حضرت تقرأ الفاتحة ايضا في الوقت الذي هي فيه تعدم شخصيات لمجرد أنها عبرت عن تفتحها على العالم الآخر خارج ظلمة الكهنة ولم تقل بعد كلمتها(تصوروا حكام الخليج يتظاهرون ضد كتم حرية التعبير.!!!)، بعضها يصادر حياة أشخاص لانهم فقط استنطقوا نصوصها الكهنوتية بما تحمل من بغض وفاشية مقيتة ومتعفنة إلى حد تثير التقزز في الحجر، مظاهرة على شكل أفعى جمعت سموم اليمين الفاشي الأوربي ونظيره الكهنوتي العربي العنصري الرجعي المتخلف في صف واحد يندبون ضحاياهم، نتنياهو أيضا يعلن استعداد بلاده للتعاون مع فرنسا ضد الإرهاب..يالها من سخرية.!
لكن المثير للسخرية أكثر هي أقلامنا اللبرالية التي تفتحت أخيرا على ديموقراطية الغرب بعد أن شبع منها وهو في مرحلة هجرها، كلهم أصبحوا بجرة قلم تشارلي إبدو، وليس الأمر كذلك فقط، بل بدأوا يحرضون ويصادرون الفتاوى اللبرالية في أن يكون أي بعوض متخلف تشارلي آخر، في الوقت الذي لم نسمع لهم ولو ذرة من خردل لما تعانيه شعوبهم من ويلات الإرهاب الهمجي.. مقابل هجمة بربرية على نيويورك، حملت الولايات المتحدة عتادها العسكري لرمي أطنانها من المتفجرات والسموم النووية على آلاف المدنيين من أفغانستان والعراق ودعمت دولا بعينها في قتل الفلسطينيين والليبيين والسوريين دون ان ننسى جرائمها النووية على شعب اليابان ومذابحها المرعبة في حق شعوب آسيا وإفريقيا وامريكا اللاتينية، كل هذه الفظاعات الإنسانية لم تكنس بعد كائناتنا اللبرالية التي لم تحفظ في تاريخها الحداثي المزعوم سوى طلاسم ديموقراطية ليست في الحقيقة سوى ديكتاتورية المؤسسات الرأسمالية الملطخة أياديها بكل البشاعة في حق الإنسانية بدءا بمصادرة خيرات الشعوب الطبيعية وانتهاء بالحروب والقتل، يبدو أن الإنفجارات العظيمة تثير السحاب الغامض لدى عيون أقلامنا في بلدانها: اكتشفت الإرهاب في باريس ..
رئيس فرنسا في اول خطاب له يعيد سيناريو مادريد في أحداث تفجير القطارات، وطبيعي أن الهجوم الإرهابي يصلح كثير في التأويل السياسي، والخلفيات السياسية للأمر هي أكثر مما يخفيه رئيس شكلاني هدفه حماية مصالح تلك المؤسسات، أضف إلى الأمر أن التحقيقات في الهجوم الأخير شابها الغموض المفلس الذي لم تفلح المؤسسات الأمنية في براعة إخفائه: قتل أحد الإرهابيين وهو مقيد وفي حالة استسلام كلي، وللأسف رابط الفيديو الذي يظهر ذلك جليا قد نسف من اليوتوب بشكل تبدو هنا حرية التعبير التي لأجلها تظاهر قادة العالم، تبدو مكشوفة للغاية، والغاية هذه هي نشر حقيقتها الوحيدة: هجم الإرهابيون على مقر إبدو وتمكنا منهم، قتلناهم في عملية تبادل إطلاق النار.. انتهى الأمر. لا لم ينتهي، استرجعنا الآن حرية التعبير وهي الكشف عما نريد قوله وطمس التساؤلات الكبرى حول عملية التحقيق.
في أول تصريح للرئيس الفرنسي استعار فيها الصيغة الساحرة لأزنار إبان تفجيرات مدريد: ليس الإرهاب الإسلامي هو المسؤول بل جهات أخرى تريد الضرر بإسبانيا: شياطين الباسك هم المسؤولون، وإذا كان أزنار في مدريد يريد مسح وجه بشاعة مشاركة إسبانيا في قتل المدنيين بالعراق فماهو الوجه الفرنسي الذي يخفيه هولاند في فاتحته الفيحاء على الضحايا؟، فرنسا هدف لجهات معينة تريد الضرر بقيمها . وزير داخليته يعلن علنا ان فرنسا في حرب، حرب ليست ضد دين معين، حرب ضد الإرهاب فقط، والإرهاب هذا يحمل بصمات داعش ، وداعش في العراق وسوريا حيث الشياطين السود رحبت بالأمر(الإخوانين الإرهابيين ذي الأصول الجزائرية تدربا باليمن وخاضا الحرب في جانب داعش في سوريا والعراق): داعش أيضا تبنت الهجمات، هل هو إعادة سيناريو واشنطن جورج بوش؟
بالتأكيد وبشكل متفاوت هذه المرة، توجد هناك حوافز جيدة للحرب، ليست هناك اسلحة دمار شامل، هناك فقط داعش
لا احد يشك في مؤامرة ما، والحقيقة ليست مؤامرة ولا هم يحزنون، هناك ضرورة للحرب وفرنسا حسب وزير داخليتها قوية وقادرة على خوضها وطبيعي جدا أن نرى في الأسابيع القادمة نسور الحرب تجتمع مرة أخرى لتوزيع الأدوار، وسنرى من جديد أقلاما مرحبة بقتل آلاف المدنيين مرة أخرى تحت ضباب الإنفجارات العظيمة، لن نرى مرة أخرى ضحايانا المدنيين الأبرياء، سنرى فقط استئصال داعش.
يبقى السؤال المطروح هو: هل روسيا والصين المنددتين للهجوم على حرية التعبير ستقلب الطاولة على تنديدهما لصلح مواقفهما الإستراتيجية، أي هل نحن امام طبول حرب عالمية أم انهما سيكتفيان كما في السابق بالتفرج مقابل كعكعة ضمانات واهية للإستثمار الحربي؟ ستكون ولا شك حربا مربحة قادرة على مسح الأزمات الإقتصادية التي تخنق أوربا العجوز ولبيبتها الولايات المتحدة ويبدوا أن جرداننا الخليجية المصابة بداء الإنقراض سيقومون بالوكالة الميمونة في هذه الحرب.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنسنة الإسلام هي موت شكل منه
- بخصوص التعليقات المشوشة على الحملة
- إعادة النظر في التنزيه الإلهي: موضوع على خلفية حكم الإعدام ف ...
- ملاك الدفن
- عاصمة -الرههج- والديبلوأعرابية
- بهذه الأخلاق ستكون أشقر الرأس في أوربا
- نمط الإنتاج الهمجي
- أعرور 3 : تاعبوت
- أعرور 2
- أعرور
- صلاة عيد الكبش
- عودة إلى أبرهامي
- في لاس بيدرونيراس
- حول القضية الفلسطينية
- إيلينا مالينو وأحداث طنجة العنصرية
- الإجتهاد في تبرير اعتداءات عنصرية مهزلة مضحكة
- جبل عوام: صورة كاريكاتورية تتكرر
- إسرائيل أم جحافل الوهابية هي من يحاول الدخول إلى شمال إفريقي ...
- أنا أيضا منعني الطبيب من تناول السكر
- الإسلام السياسي عندما يدخل طرفا في صراع سياسي


المزيد.....




- بشخصيتين.. دنيا سمير غانم -عايشة الدور- في رمضان
- لماذا لم يُبعد السجين الأردني في إسرائيل عمّار الحويطات إلى ...
- سوريا: تنصيب الشرع -الجولاني- رئيساً للمرحلة الانتقالية وحل ...
- تعيين أحمد الشرع رئيسا لسوريا في المرحلة الانتقالية
- تركيا تعلن مقتل 3 من مواطنيها بغارة إسرائيلية على الحدود الل ...
- إعلام مصري يبرز -لاءات- السيسي الحاسمة على مقترح ترامب
- إيطاليا تواجه اتهامات بالتنصل من التزاماتها الدولية بعد الإف ...
- الرئيس الألماني يحذر من ارتداد بلاده إلى -عصر مظلم-
- الدفاع الروسية: إسقاط 4 مسيرات أوكرانية فوق القرم وبيلغورود ...
- كينيدي جونيور: أنا داعم للسلامة والتقارير الإعلامية حول اللق ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - مظاهرة باريس برأس أفعى سامة