|
شجاعة لحد الخوف
ع.الرحيم
الحوار المتمدن-العدد: 1311 - 2005 / 9 / 8 - 07:38
المحور:
الادب والفن
كفى لغطا، كفى صخبا كان آخيل مقاتلا-كان الخطابي ربابا ينسج قصيدته من مفردات أنوال من مائك، أنوال، نشرب نخب السعادة نسقي شجيرات الزيتون و أغصان المقاومة من مائك، أنوال، تتفتق كالجدع ذراع رحال من مائك، أنوال، تبزغ كالفجر كالصخر بندقية زروال أيوب، أيوب، دع أوراق التوت جانبا، حواء عارية أيوب، أيوب، تجرع قليلا، تنحى قليلا فالجراح مثخنة أيها الحجل إقترب، إروي عطش الفيافي فالهيجاء ملحمة ابتعد ـ ابتعد أيها الصبي عن مائي، خيل بن الورد ملائكة تورد قلبي ابتعد ـ ابتعد أيها الثعلب السندكالي عن عنبي ابتعد عن جرح المحاربين الطازج شتلا للنجوم الحمراء يمامة تحرض كل اليتامى و الثكالى، آلانسحب ابن آوى مات، سيزيف مات ناسيا صخرته خذها وانسحب لجبلك المنحدر تشجع كالشاة في ليلة مثلجة وانتصر من جداولك، أنوال، نسقي أغصان الشهداء، آلا انسكبي من مياه زروال يشرب أهل الجنة و تغسل حور العين أجفارها من مائك، نروي كل الأكباد المشقوقة كل العيون من مائك، ننظف سماءنا من غبار المقامرين شطرنج هو التاريخ، على رقعته عريسين متكاتفين بلوزة زرقاء ومنجل. كفى لغطا، كفى صخبا خزفي أنت، سرمدي كالفجر أنت شقوق جلدك كالطين اليابس ككاحل بدوية صفحة ـ جريدة ـ مجلدات ـ مجلات أقداح مداد ـ قرطاس مطابع كل حروف الدنيا كل رسومها كل زخرفتها على لوحك نحفظها: قل باسم الثوار أعوذ من كل حريف من كل نفاثة سم في الأنهار قل باسم الأحرار أعوذ من كل خروف أقرع من كل داعية أجرب من كل بائل ع الجرار رفاقي باسم الأغوار أحييكم أحيي كل الناهضين كالخيل من جرح الأرض روح شباضة في كف صلدة والمهند يشق عباب الطريق كل الانتفاضات تزغرد، كل الجراح تصفق كل المدن تستفيق كل الشوارع كل المسالك تنشق تراتيل النصر من ثدي المصانع يرضعون لهيبهم من رضاب الغاضبين من زبد البحر نغسل أقواسنا نصقل أوتارنا نصيب كل مومياء لعين رفاقي ارفعوا شارة النصر،سنا ضي هاهنا أنوال البداية ـ ولكل حريف لكل أقرع بصقة وراية أنوال البداية ـ القواعد الحمراء السواعد السمراء البداية لكل حائر زحلقة ولكل خائن نهاية كانت هلين تعانق حضن السماء نسجت من عرقوب آخيل وترا للهزيمة . كان الشنفرى يسف رمال الصحراء معتزا والبسوس سممت أرضها عقرت خيلها وليمة للحم البشري . أعلى أرض المعركة سقطت سعيدة؟ الطلقة الأولى في المعركة أعلى متراس المعركة تفتحت زبيدة؟ الوردة الأولى في المعركة الطلقة الأولى، الوردة الأولى الشهيد الأول، الشهيد الألف،المليون وتستمر المعركة. كفى لغطا،كفى صخبا تدور الأرض دورتها تتقيأ المناجم نحاسها تلدغ الشمس بعوضها ترقص الأمواج تنقشع آهاتها تلفظ الأموات عن بطنها: كن قرشا ميتا ـ كن برنشتاينيا ميتا كن حدولة ميتا ـ كن سرفاتيا ميتا كن براهماتيا ميتا ـ كن سردينا ميتا كن سلطعونا ميتا ـ كن ضفدعا، كن ما تكون تدوي آهات الأوقيانس تدمع لزغردات الدلفين عيون القمر تدوي آهات البحر يطفو الفلين على السطح: اخرج عني : كن خشبا، كن قشة كن منبريا، كن سيفا خشبيا، كن كلاشا بلا رصاص كن "روكيطا" من الألفاظ، كن مولوتوفا بلا فتيل كن شجاعا لحد الخوف، كن غازيا جديدا كن ما تكون فلا مأوى للفلين عندي ولا مغارة للموت في بطني أخرج عني، ومت كيفما تشاء! احفر قبرك بفأس خشبي كن بطلا كمرئ القيس، ماعادك! ردد للمطمورة بجنبك "للرهج " وما تبقى من الروث الملفوظ من دبر التاريخ ردد للكاهنة الديموقراطية لحماة الثورة المرقعة ردد لسارقة الشهداء: " أجارتنا إن المزار قريب". نم صديقي بأخشابك بأحفادك ادخل التراب لا تصعد منها لا تطل عليا بعين واحدة كالجن، وكن ما تكون فرخ أبناءك، أنخر البرزخ كله، واملأ بطنك رفاتا، هنيئا لك! أترك لنا ضي القمر، نايا يلملم جيش حطين،ريش البلابل تتفتح عيون الصقور تزحف للمعامل. كفى لغطا ـ كفى صخبا هؤلاء الشجعان قادمون سرجوا جيادهم، عبئوا جيوشهم، صقلوا سيوفهم قادوها فتحا مبينا في المقاهي اسروا النادل، شربوا كل شيء،أكلوا كل شيء بعثروا الفناجين،هشموا الكراسي، حطموا المناضيد أعلنوا نهاية الحرب رفعوا الراية البيضاء بحثوا عن عنوان لجريدتهم وجدوها "هزيمة". ابك أيا جبل واندب أيا شجر لم تسمع طلقة من طلقاتهم لم تحفظ قصيدة من أناتهم اقتلعي أيا أحراش شعرك لم تمشطي بالحناء بالقرنفل لم تشمي رائحة الثوار المارين بجنبك لم تشربي من عرقهم خمرة الحياة موتوا شجعانا، لن يهاجر الرصاص سلاحكم، وحدكم،وحدكم. أما أنت، أيتها الأرض البهية،اندبي حظك، لم تبلعي أعداءك لم تضاجعي محراث السماء لحاك الله أطرقي باب القيامة لباسك هلامي، فيتنامي كجدتي ابلعي وامضغي بضرسك الوحيدة كل الغزاة. انطفئي أيا قمر، كي نضيء الأرض برصاصنا افضحي أيتها الشمس أعدائنا لا تنطفئي، التهبي، التهبي ارجميهم، ارجميهم، بأشواضك مزقي كل تحريفي لعين احرقي ـ احرقي، كل عراب كل حوذي هشم صحون الطين الخزفية داس كل النائمين على الرصيف، اغسلي وجهك باكرا،اغسلي وجهك قولي لهم، قولي لهم: لن يهجر الرصاص، أنوال البداية لن يهجر الرصاص سمائنا لن يهجر زروال أعيننا: " سقطت الأقنعة فلنفتح الطريق الثوري " أنوال البداية، زروال البداية وتستمر المعركة. غشت 2004 ع.الرحيم
#ع.الرحيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفرقة الشعبية الكويتية.. تاريخ حافل يوثّق بكتاب جديد
-
فنانة من سويسرا تواجه تحديات التكنولوجيا في عالم الواقع الاف
...
-
تفرنوت.. قصة خبز أمازيغي مغربي يعد على حجارة الوادي
-
دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة
...
-
Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق
...
-
الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف
...
-
نقط تحت الصفر
-
غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
-
يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
-
انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|