|
ايديولوجية الاسلام اليساري
عمار مجيد كاظم
الحوار المتمدن-العدد: 4688 - 2015 / 1 / 11 - 19:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ايديولوجية الاسلام اليساري لا يهدف الاسلام اليساري إلى استنفار أحد أو الاستعداء على أحد، بل يرمي إلى يقظة الأمة، واستئناف نهضتها الحديثة، وطرح البدائل أمام الناس، والاحتكام إلى جماهير الأمة، وتجاوُز الحلول الجزئية والنظرات الفردية إلى تصور كلِّي وشامل لوضع الأمة في التاريخ. كما يعرف الاسلام اليساري بأنه: ( عبارة عن حركه تاريخيه جماهيريه ثقافيه حضاريه اجتماعيه سياسيه ... وثقافتنا ترتكز على ثلاثة أصول أولا التراث القديم ثانيا التراث الغربي ثالثا القران الكريم، وهذا هو نفس طرح المفكر المصري حسن حنفي مؤسس حركة اليسار الإسلامي، بينما نختلف عنه بأسبقية الاسلام العظيم عن كلمة اليسار التي تعني في اعتقاد الباحث (كاتب هذه السطور): الثورية والانقلابية كمسطلحات آيديولوجية حديثة تعني التمرد على الواقع الفاسد والظالم والانقلاب عليه بشكل سلمي بعيدا عن العنف من قوله تعالى: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ( }النحل 125{. ان منطلقنا هو فقه المعاملات، حيث أن معظم المعاملات الإسلامية الموجودة في فقه المعاملات، ما هي إلا معاملات كانت موجودة ومتعامل بها في مكة باعتبارها حاضرة تجارية، فضلا عن أرجاء الجزيرة العربية، حتى قبل ميلاد الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بقرون عديدة. ولما أنشأ الرسول دولته الإسلامية في المدينة المنورة فأصبح رسولا وقائدا عاما لعموم المسلمين، أوحى الله إليه سبحانه وتعالى بأن يقر معظم المعاملات التي كان معمولا بها كالمضاربة والمشاركة وأنواع البيوع المختلفة كبيع المساومة وبيع المرابحة وبيع الوضيعة وبيع السلم والبيع بالتقسيط وغيرها، مع ضبطها وتشريعها عن طريقه سبحانه وتعالى، مع تحريم البعض الآخر والذي أكاد أجزم بأنه المعاملات الربوية أو التي فيها شبهة ربا فقط، فضلا عن جميع المعاملات التي فيها ظلم للآخرين كالتحايل والغش وغيره. أن جميع المعاملات مباحة في الشارع المقدس ما لم يوجد نص يحرمها، على العكس من فقه العبادات التي تكون جميع أحكامه توقيفية، فبالتالي فجميع العبادات حرام ما خلا التي فيها نص يبينها، وبالتالي يمكن أن نقيس على ذلك جميع النظريات الاقتصادية الوضعية مع شرط تطويعها لتتماشى مع المفاهيم والمبادئ الإسلامية. أن الاقتصاد الاسلامي كعلم حديث مبني على فقه المعاملات كأساس، بالرغم من أن البعض يعتبره مذهبا، كالمذهب الاقتصادي ألاشتراكي باعتباره دراسة ما يجب أن يكون (أي الذي يدرس الاقتصاد الاخلاقي)، وليس كالاقتصاد الرأسمالي أو علم الاقتصاد الذي يهتم بدراسة ما هو كائن. الا أن الباحث يعتبر الاقتصاد الاسلامي علما كعلم الاقتصاد، لأن معظم القوانين العلمية في الاقتصاد الرأسمالي هي قوانين علمية في إطار مذهبي خاص وليست قوانين مطلقة تنطبق على كل مجتمع وفي كل زمان ومكان، كالقوانين الطبيعية في الفيزياء والكيمياء. حيث أن جزءاً صغيراً من تلك القوانين العلمية هي التي تسير وفقا لقوى طبيعية لا من الإرادة الإنسانية والتي تكاد تنحصر في قانون الغلة فقط. أما الجزء الثاني من القوانين العلمية في الاقتصاد والذي يشكل معظم هذه القوانين، فهو الجزء الذي يحوي قوانين الحياة الاقتصادية ذات الصلة بإرادة وسلوك الإنسان كقانون العرض والطلب، وبما أن هذه القوانين تتأثر بكل المؤثرات التي تطرأ على الوعي الإنساني، وبكل العوامل التي تتدخل في إرادة الإنسان وميوله، فهي إذن قوانين علمية في إطار مذهبي خاص وليست قوانين مطلقة تنطبق على كل مجتمع وفي كل زمان ومكان، كالقوانين الطبيعية. ونصل من ذلك إلى نتيجة مهمة تقول: بأن شرط إضفاء مبادئ وافتراضات المذهب الاقتصادي الإسلامي على قوانين الحياة الاقتصادية ذات الصلة بإرادة وسلوك الإنسان، لا يعني خروجا عن علمية الاقتصاد كما هو حال علم الاقتصاد الرأسمالي. فعلى قول المثل العربي بائكم تجر وبائنا لا تجر، فاذا كان علم الاقتصاد الرأسمالي قائم على أسس وقواعد ومرتكزات وضعية جزء منها أخلاقي وحر وجزء منها لا أخلاقي، وبالرغم من ذلك أسموه علما، فمن باب أولى أن يكون الاقتصاد الاسلامي علما أيضا لأنه ينطلق من قواعد ومرتكزات مصدرها الله عز وجل كلها أخلاقية وأصلح للانسانية من غيرها، فهي بحق أن تكون قوانين طبيعية. إنَّ من أهم واجبات علماء الاقتصاد الإسلامي هو العمل على إبراز الملامح الرئيسة للنظام الاقتصادي الإسلامي وإظهار كيفية تطبيق قواعد هذا النظام في الحياة العملية. وهذا يتطلب التركيزَ على إبراز الاقتصاد الإسلامي كيانًا مستقلاًّ عن غيره من النُّظُم الاقتصادية الوضعية، ودوره في حل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجِه مختَلِف بلدان العالم على مختلف معتقداتها ومذاهبها، خصوصًا وأن النظام الاقتصادي الإسلامي يعدُّ جزءًا من الشريعة الإسلامية. ويعتقد الباحث اعتقادا راسخا من أن هناك مبادئ وأسس في الإسلام تؤلف نظرية اقتصادية متكاملة، إذ أن في الإسلام نظرية اقتصادية جزئية وكلية، وما على الباحث إلا مهمة الكشف عنها، ولقد استطاع الباحث بالتوكل على الله جل جلاله من النجاح في ابراز نظرية نقدية اسلامية على صعيد الاقتصاد الكلي الاسلامي، في أطروحته في الدكتوراه: (آليات تطبيق نظام نقدي اسلامي في دول اسلامية مختارة للمدة (1981- 2006))، والتي نشرها في كتاب يسمى: (رؤية جديدة للنظام النقدي الاسلامي)، كما لديه محاولات تنظيرية أخرى في مجال النظرية الاقتصادية الجزئية الاسلامية فضلا عن الكلية في أبحاث في الاقتصاد الاسلامي، منشورة في المجلة العراقية للعلوم الاقتصادية ومجلة الادارة والاقتصاد التي تصدر من كلية الادارة والاقتصاد/الجامعة المستنصرية، جمع معظمها في كتاب نشره بعنوان: (دراسات في الاقتصاد الاسلامي). ولقد استعان الباحث (كاتب هذه السطور) بأي عالم من علماء الاقتصاد الوضعي سواء الرأسمالي منه كـ (كنز) أو الاشتراكي منه كـ (كارل ماركس). حيث كانت منهجية الباحث في جميع دراساته للاقتصاد الاسلامي منهجين: الاستنباطي والجدلي، لأنه يمكن الوصول عن طريقهما إلى الأفكار التوفيقية من جدل الأفكار المتناقضة للنظامين الرأسمالي والماركسي ومحاولة دراستها بالتحليل والمقارنة للتحقق أولا عقليا ومنطقيا من انطباقها على أسس وافتراضات النظام الاقتصادي الإسلامي القائم على فقه المعاملات، فإذا انطبقت يتم إخضاعها حينئذ إلى منهج التجريب في الدراسات الإنسانية وهو المنهج الاستقرائي أو التاريخي لتتحول هذه الأفكار النظرية إلى نظريات رصينة أو قوانين ممكن الرجوع إليها في النظرية الاقتصادية، للوصول إلى النتائج واثبات فرضية الدراسة. وبالتالي تحويل المذهب الاقتصادي الإسلامي من حيز النظرية المذهبية المعزولة في نطاق الأخلاق والدين إلى حيز التطبيق العلمي والعملي، وهذا هو المطلوب. لطفا زورونا على صفحتي في الفيس: (الاسلام اليساري)، ورابطه هو: https://www.facebook.com/pages/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%A7%D8%B1%D9%8A/422943241188889?sk=timeline
#عمار_مجيد_كاظم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المشهد الثقافي العراقي (في ذكرى تأسيس الجيش العراقي البطل)
-
الديمقراطية والشورى
-
نظرية العمل والقيمة في الاقتصاد الاسلامي
-
نظرية العمل والقيمة في الاقتصاد الإسلامي
-
ثورة الحسين دائمة
-
فكرة القانون الطبيعي في النظامين الإسلامي والوضعي
-
اشتراكية الاسلام
-
لماذا نكره ماركس
-
المسلمون الشيوعيون
المزيد.....
-
مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-.
...
-
إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
-
صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق
...
-
الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف
...
-
سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
-
ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي
...
-
مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا
...
-
أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
-
كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
-
الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|