يعقوب زامل الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 4687 - 2015 / 1 / 10 - 21:23
المحور:
الادب والفن
لكَ صاحبٌ
تعلمّتَ من ريقه خمر اللؤلؤ
وتجوال الصمت.
وعلمّك رصد العتمة
وكتم الأنفاس
وزحف التنقيط، على يديه
هو التوق.
هل تراه مدى
حين يجف النقع.
ويُستوّردُ بدل الجمار مساميرا للقلب
وشظايا بدل التنملِ.
وأنت تنزلق منك،
كلما مددت يدك
تسقط قطرة.
وتنسلُ كما السوائل
تمتصك اللحظات ببطءٍ؟
أسوء ما فيك،
احتفالك المليء بشواجير الخلب
وشطراً لوجهك أراضٍ وحشية
وفضاءً لا يصلك على وسعه.
لماذا المجاهيل،
ترتديك طريدا،
وأنت تمارس لجم الحروف
كأنك تخافُ مقدسا لا يستقيم
وفي المخاضات يضيع،
وهكذا دواليك،
حيواتك تضيق،
وأنت تضيع.
عِبرَ وجهك المشرئب
غديرا،
بلا حدودٍ،
كأنك الجنوب تهدهده رعشات " الخبّاز "
وشواءً مغموساً بالغيبوبة.
ومغروّرق بطعم الدمع
تتغذى عليك صغار العصافير
وجراء ملفوفة بالطل،
وحلم معشوقة لا تنام.
أنت من أمة،
شرايينك تعاني زهرات الثلج
وحريقك قٌبلا،
تتهزلُ على رمانة نهدٍ
ينقعُ التين نبيذا
لأباطرة الجوع والحماسة.
مذ كان أبوك يوزع مسار الجهات
وأنتَ توزعك " فراكَين " التيه
على أوردة النعناع
تنقطك حبات الليل
لشفاه أناملك دبيب النمل.
**
وها أنت..
تدفع فاتورة حساب حزنك الوحيد
وحين تبدّل ضفة بأخرى..
لا يفاجئك تفتت الصخور
تحت قدميك الحافيتين.
تتابع قاطرة سفرك
مُدثّرا حقيبتك بخلاصةِ خرافةِ
وبكونٍ ريفيٍ
وبعطرٍ فذٍ لعنق يمامة كونية.
تلتقط لصوتك حبات مطر
وضاحية لمدينة بلا حيطان
وشرفة في بناية السماء.
#يعقوب_زامل_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟