علي دريوسي
الحوار المتمدن-العدد: 4687 - 2015 / 1 / 10 - 19:53
المحور:
الادب والفن
غزالة
و فجأةً توقف السير ...
و إشارة المرور ما زالت خضراء ..
إنها تعبر الطريق ...
إنها لا ترى السيارات بل تتجاهلها ...
إني أعرفها ...
لقد رأيتها مرات كثيرة مع صديقي علي ...
طويلة ... سمراء ... فارعة ... غزالة ...
***** ***** ***** *****
لقد هربَ الذئبُ من الغابة
أيها الأرعن اللعين ... أينَ أنت؟
أيها المنسي في جنّة الله ... أينَ صوتكَ الدميم؟
فلتسقط عليكَ قنابل هيروشيما و ناجازاكي ...
و ليضربكَ زلزال أغادير ...
و لتَفُحْ رائحة الشواء من بيت حسين المقفل ...
دون أن تنال قطعة خبز ... ملوثة بالزفر ...
ولتشم رائحةَ الخمرِ من دكان أبي زاهي ...
دون أن تنال منه رشفة ...
و ليرمقك أبو نبيل المخيصاتي بنظرة ... وَفِي عَيْنِهِ شَزَرٌ ...
منذ لحظة دخولكَ حارتنا .. حتى خروجكَ منها ...
و ليدغدغك الشيخ فؤاد بذقنه في خاصرتك اليمنى ...
و الشيخ زكريا في خاصرتك اليسرى ... دون أن يضحوك ...
و لينصحك نائل ... الذي أعدم كتاب الجغرافيا رمياً بالرصاص ... متئتئاً ... بضعة نصائح لا تليق بك ...
و لْيحكي لكَ أبو زاهي قصةً أطول من قصصه المعتادة ...
و لْتحكي أم زاهي لكل نساء الضيعة عن حبكَ للصبايا ...
و لْيمكث عندك البقلون عدةَ ساعات دون أن تستطيع طرده ...
و لْتقرع الباب على نادر سليم ساعات و ساعات دون أن يفتح لكَ ...
أيها الثعلب الماكر ... لقد نجوتَ ...
لقد أفلّتَ من ألسنةِ نساء بسنادا على أرصفةِ الشوارع ...
ومن وشايا ابن رومية المجاهد ... البليد ...
ومن رائحة نفس البقلون ...
لقد نجوتَ ... من الجرابات المثقوبة ...
و من البيضِ المسلوق ...
و عرق أبو رعد ..
لقد هربَ الذئبُ من الغابة ...
***** ***** ***** *****
غياب
أقول عن غيابكَ: إنه غياب ...
لأنه محسوس ...
لأني لم أجدهُ في غيابِ أحد غيركَ ...
كمْ أحنُ للمشاجرة معكَ ...
مثلما أحن إلى النبيذ مع اللوكي التي لا تنطفأ ...
أو إلى المسير ليلاً أو نهاراً ...
مشحوناً بالأحاديث الملونة ...
أحن إلى النوم في الشاطئ الأزرق برفقتكَ ...
حتى لو وُجِدَ رفاق سوء ...
فبوجودك يندثرون ...
***** ***** ***** *****
#علي_دريوسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟