حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 4686 - 2015 / 1 / 9 - 14:15
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
حلوة زحايكة:
سوالف حريم-تأثيرات "هدى"
ولم تقتصر أعمال العاصفة الثلجية "هدى" على حصد أرواح أطفال وشيوخ سوريّين لجأوا الى دول الجوار، هربا بأرواحهم من النيران "الصّديقة" التي قتلت أحبّتهم ودمّرت بيوتهم، ولا على ضرب أبناء شعبنا ممّن دُمّرت بيوتهم في محرقة الصّيف الماضي في قطاع غزّة بسياطها، بل تعدّتها الى أكثر من ذلك، فقد أصابت الناس بالهلع، وكأنّهم في حرب ضروس لها أوّل وليس لها آخر، ففي حين ينتظر المنكوبون المشردون من ديارهم وجبات طعام فقيرة من وكالة غوث اللاجئين، ويلفعون أطفالهم بما تيسّر لهم من غطاء قليل، فإن الآخرين بمن فيهم الفقراء قد تدافعوا على المحلات التجارية يشترون موادّ غذائية بما تيّسر لهم من نقود، واستغل التّجار ذلك فرفعوا الأسعار، وبعض المواد الغذائية تضاعف سعرها، ومع ذلك فقد نفذت المواد الغذائية من الأسواق، حتى أنّ بائعي الخضار والفواكه وجدوها فرصة سانحة ببيع ما لديهم من أصناف معطوبة، وبأضعاف سعرها المعهود، بل تعدّى ذلك الى محلات الملابس الشتوية، فباعوا ما لديهم من "جرزات" ومعاطف ثقيلة. وارتفاع الأسعار جاء متماشيا مع قاعدة العرض والطلب المعروفة، فكلما زاد الطلب على بضاعة ما، كلّما قلّ وجودها وارتفع سعرها، ومن الأمور اللافتة أنّ "حفاظات الأطفال" قد نفذت من السوق أيضا. وقد علّقت صديقتي الظريفة على ذلك في اتصال هاتفي، وبصوت يرتجف: هذا حالنا في مواجهة تقلبات الطقس في أيّام قليلة معدودة، فكيف سيكون اذا ما نشبت حرب؟
واذا ما كانت أوضاعنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة هكذا، فإن الأمر ليس استثناء، حيث أنّ الأوضاع في دول الجوار العربية هي شبيهة لما جرى عندنا، فهل عدم وجود استعدادات لمواجهة عوامل الطبيعة دور في ذلك؟
لكن والحق يقال فقد كانت "هدى" فرصة للميسورين كي يلهوا بالثلج وليلتقطوا الصور لهم، فلنشاركهم فرحتهم مثل "الذي يتفدأ من بعد على نيران جاره"
9-1-2015
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟