محسن حسن
الحوار المتمدن-العدد: 1311 - 2005 / 9 / 8 - 07:16
المحور:
كتابات ساخرة
عاد الطفل سامح الطرابيشي من مستودع الشيخ صبحي الأحدب الذي ما فتئ يتعلم فيه أصول الفقه والتنوير, في كل مناحي الحياة, فالتاريخ ضرورة اتعاظ, والجغرافية معرفة تضاريس والميتافيزيقية,رياضة عقول, وما شاكلها من مواد مختلقة, كالقومية التي تحفّذ الحنايا على التمسك في تراب الوطن, وكتاب الديانة أحاديث ملتبسة ومحشورة في صفحات مبهمة جاءت من أمهات الكتب وفرضت على كل من يدّلف من باب المستودع أن يحفظها صمّاً,لدخول الجنة من بابها الواسع, وهكذا عاد سامح الصغير ابن التاسعة ليرتمي في حضن والده حليم بعد إن أعيته الدروس المقرّرة وتلوّنت بشرته البيضاء بعلامات تميل إلى اللون الكحلي قائلاً: أفرج الشيخ صبحي عن كتاب اللغة الإنكليزية, الذي كان سجين دروجٍ ودواليب لفترة طويلة جداً, على انه بدعة أتت من ديار الكفر,ما معنى كلمة بدعة يا أبي مغمغ الطرابيشي دون أن يعطي جواباً واضح ... ولكنه قال:بعد إن اقتنع أصحاب النيافة, بالفائدة المفترضة, على مبدأ اعرف عدوك قبل إن تعرف صديقك كيف يفكر, وما هي خبايا اللغة التي يتكلم بها, قرروا بالإجماع, أن تبدأ الدروس في تلك اللغة مباشرةً, دون أي تأخير...
طفرت دمعة ساخنة من عينيّ سامح لكأنها تعبر عما يعتمل في داخله من تساءل, دون أن يفصح عنها وما علاقتي أنا بالأعداء ياأبي ...
الدرس الأول كان مع فضيلة العلامة صفوان قمر الدين مشمش.....
نظراً لإلمامه بتلك اللغة سيما وهو الشخص الوحيد الذي ذهب الى الغرب لترويج الفكر المعتدل او الوسطي كما كان يدّعي قطّب حاجبيه وأخذ وضعية المتوثّب, ليرمي ثقلاً من هيبته على هؤلاء الأطفال المساكين قائلاً: قيام ,جلوس, رددوا بصوتٍ واحد.....
ون- تو- ثري- فور- فايف- أستغفر الله- سيكس
#محسن_حسن (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟