أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ياسر سعد - إعصار كاترينا يعصف ببوش وإدارته














المزيد.....

إعصار كاترينا يعصف ببوش وإدارته


ياسر سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1310 - 2005 / 9 / 7 - 11:36
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


الاعصار المدمر الذي ضرب عدة ولايات امريكية وعلى الاخص ولاية لويزانا سيكون له تبعات وتداعيات سياسية أشبه بتسونامي من حيث الـتأثير على المديين القصير والبعيد. بكل الاحوال فإن التوقف والتأمل والتحليل السياسي واستلهام العبر مما حدث ويحدث يجب ان لا يمنعنا من التعاطف الصادق مع الضحايا بل والطلب من الدول العربية خصوصا الثرية ومع الفوائض الكبيرة من جراء الارتفاع القياسي في اسعار النفط ان تمد يد المساعدة المباشرة للشعب الامريكي تحقيقا وتطبيقا لرسالة الاسلام والتي عنوانها الرحمة والخلق الانساني الرفيع.

كما وان القيام بمثل هذا الدور يعزز المكانة السياسية الدولية للانظمة العربية الغائبة والمغيبة عن الاحداث السياسية والانسانية ان كان في فلسطين او النيجر او شرق آسيا وغيرهم.

إدارة الرئيس الامريكي بوش والعصابة التي تحكم البيت الابيض وسياستها التدميرية على المستوى العالمي تتحمل قسطا كبيرا من المسؤولية المباشرة عن الاعاصير المدمرة التي تضرب الولايات المتحدة. فهذه الادارة التي أصرت على الرفض القاطع على التوقيع على معاهدة كيوتو للاحتباس الحراري والتي أدت الى ارتفاع درجات الحرارة في المحيطات مما ادى حسب الخبراء والمختصين الى تشكيل الاعاصير الواحد تلو الاخر والتي تضرب سواحل الولايات الامريكية بين الحين والاخر.

الرفض الامريكي مرده تأمين المصالح المادية لفئة محدودة من المتنفذين الاقتصادين والذين يملكون القدرة الكبيرة على التأثير على القرارات السياسية في واشنطن. إذا سياسة بوش التدميرية لم تقتصر على منطقتنا العربية بل واشتملت حتى الاراض الامريكية, منتهكة ومتعدية على سيادة الدول وحقوق الشعوب وحتى الاحوال البيئية, اضافة الى أن تبعات سياسة التفرد والاستعلاء والحروب المدمرة والتي هزت صورة امريكا عالميا وحولت الحلم الامريكي الى كابوس على صعيد القيم والمبادئ واحترام حقوق الانسان مع انتشار وتعولم مشاعر البغض والعداء لامريكا.

الصور المؤلمة والمحزنة والتي راقبها العالم على شاشات التلفزة لضحايا كاترينا كشفت عن حقائق مؤلمة, فلقد وصف مراسل كندي المشاهد بقوله ان الذي يرى الصور لا يكاد يصدق انها امريكا بل ويحسبها صور لمأساة افريقية. فمعظم الضحايا كانوا من الامريكيين السود والذي لم تسعفهم احوالهم المادية البائسة للخروج من المدن المتضررة قبل وقوع الكارثة. البطء الشديد في عمليات الاغاثة للضحايا والتي ادت الى حالة من السخط والغضب الشديدين بين جموع الناجين والذين انقطعت بهم السبل ربما يرجعها الكثير منهم لإنهم من السود الفقراء.

من واجب الادارة الامريكية ان تعتني بحقوق اقلياتها وان تنصف الامركيين الافارقة قبل ان تحمل وباسلوب تدميري مبرمج هموم الاقليات في عالمنا العربي كما يحدث في العراق. كما ان عمليات النهب وسيطرة عصابات من اللصوص والمجرمين على احياء كاملة في نيواورلانز وعجز الحرس الوطني عن الدخول الى تلك الاحياء يظهر وبشكل جلي عن خلل اخلاقي كبير تعاني منه بعض القطاعات من الشعب الامريكي, قصص عمليات السطو والسرقة تتكرر مع كل أزمة او نازلة انسانية تحل بولاية او مدينة امريكية كما حدث خلال انقطاع التيار الكهربائي عن نيويورك على سبيل المثال.

الادارة الامريكية وقبل ان تغزو العالم وتدمر بلادنا بحجة نشر ثقافة الديمقراطية وحقوق الانسان عليها ان تنشر ثقافة الاخلاق الانسانية واحترام القوانين على المستوى المحلي حتى وان غابت قوات حفظ الامن والشرطة.

الانتقادات الحادة للادارة الامريكية حول تقصيرها في الشأن الداخلي على حساب اجندتها الخارجية, فالمليارات التي اهدرت في العراق كان يمكنها اصلاح السدود حول المدينة المنكوبة, والحرس الوطني كان له ان يسيطر بسهولة على الوضع الامني في الولايات المتضررة لولا الانهاك والتبعثر الناتج عن احتلال العراق كما علق الكثير من المراقبين والمحللين الامريكيين,

بل ان إمرأة منكوبة صرخت في وسائل الاعلام ان على بوش ان يهتم بشعبه عوض ان يُلقي بالغذاء على بغداد كما أفهمتها وسائل الاعلام الامريكية سابقا.

لقد أظهر بوش قيادة مهزوزة في التعامل مع كارثة كاترينا والتي اظهرت عمق المشاكل والتصدعات في الامة الامريكية. اعصار كاترينا لم يعصف في الارض الامريكية فحسب بل ان أثاره الكبيرة ستهز الحياة السياسية الامريكية وربما تغير الكثير من معالمها.

كندا



#ياسر_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطفال العراق الجديد وتجارة الجنس البغيض
- إسلام قس ايطالي...وثقافة الخزعبلات
- العراق الجديد: تجارة الرقيق الابيض في العهد الاسود
- -بين كرازي وقادة -العراق الجديد
- الخادمة الاندونيسية شاهدة على انهيارنا الاخلاقي
- هل يعين مبارك شعبولا نائبا له؟
- الانظمة العربية..بين الاصلاح الامريكي والسلام العبري
- الانتخابات العراقية...باطلة وبالثلاثة
- قراءة في مقال لبثينة شعبان حول التعذيب
- التايم تختار ماهر عرار ..الشخصية الكندية لعام 2004
- المأساة الآسيوية..والدور العربي
- الضغوط على سورية...كيف السبيل؟؟
- الاحتلال الامريكي...هل دخل مرحلة التداعي؟ !
- قطر: حين يكافئ الارهاب
- !!المغرب: ما أرخص أعراض الأطفال
- قادة الغرب وموسم الحج الى ليبيا
- زوجة القس وفاء... واحتلال العراق
- !!العراق... تصدعات في العسكرية الامريكية


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ياسر سعد - إعصار كاترينا يعصف ببوش وإدارته