حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 4685 - 2015 / 1 / 8 - 14:34
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
حلوة زحايكة
سوالف حريم-مبارزة
وهذه المبارزة ليست كالمبارزات المعروفة، بل هي مبارزة في الرّياء الاجتماعي، واذا كان البعض يفاخر بغلاء مهر ابنته، ويعتبره مظهرا من مظاهر الوجاهة الزائفة، غير عابئ بالعنوسة التي تتزايد نسبتها في مجتمعاتنا، إلا أنّ هناك المبارزة في طبيخ الأعراس، فهناك من يفاخر بأنّه ذبح مئة شاة كوليمة للمدعوّين لحفل زفاف ابنه، وأن حاويات القمامة قد امتلأت ببقايا المناسف من لحوم ورزّ وخبز شراك، لأن الرّجل بالغ في قنطرة اللحوم على المناسف، ولا يخطر بباله أنّ هناك جياعا لم يذوقوا اللحوم منذ سنوات، وهم بحاجة الى بضعة كيلوات من الرزّ، والى شوال طحين يحمي أسرة تعيل أطفالها أرملة، ومنهم أطفال شهداء، ويصل الرّياء درجة زيادة اللحوم على المنسف الذي يجلس عليه واحد من الوجاهات الاجتماعية أو السّياسية، وهم طبعا ليسوا بحاجة الى الطعام، بينما لا يعيرون انتباها للجياع وللفقراء.
أمّا عند النّساء –خصوصا التقليديات منهن- فإنّهنّ لا يرضين عن الطعام مهما كانت كميته كبيرة، ويخلقن به عيوبا ليست موجودة، كقول إحداهن: ملحه قليل، أو كثير، والقهوة بنّها خفيف، لو أضافوا اليها قليلا من البنّ لكانت أطعم.
ومبارزة الطبيخ بين الميسورين يقع في عواقبها الفقراء من نفس البيئة، فهم لا يستطيعون مجاراة الميسورين بالبذخ الذي يقدّمونه، فيضطرون الى الاستدانة كي يستروا أنفسهم....وليزدادوا فقرا على فقرهم...وهكذا.
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟