مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 4684 - 2015 / 1 / 7 - 23:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اللاجئ بين ظلمات البحر وقهر ذوي القربى
مروان صباح / كل ما يقال عن ويلات اللاجئين السوريين وفضلاً عن الضحايا بالآلاف إلا أن هؤلاء في كفة وما يتعرض اللاجئ بسبب ظروف الأحوال الجوية بالتأكيد في كفة استثنائية ، لأن ، السوري كما يبدو يُقتل مرتين ، الأولى عندما انتزع رغماً عنه من أرضه هرباً من آلة القتل والأخرى بسبب العوامل الجوية التى تمتحن معادن البشر ، فالمسألة بحاجة الى تدخل استثنائي وسريع من قبل الدول العربية بشكل خاص والعالم عامةً ، حيث ، المطلوب أن يبتعد التحرك بالقدر الممكن عن التلكؤ والتباطؤ المشهود والمتعارف بهما ، وبالرغم من معرفة الجهات المسئولة عن رعاية اللاجئين بحلول فصل الشتاء وإمكانية تعرض المنطقة الي عواصف ثلجية مسبقاً ، قاسية ، تقف المؤسسات الرسمية والشعبية مكتوفة الأيدي عن فعل الكثير بحق حماية اللاجئ من أبسط حقوقه ، هو المأوى الدافئ ، وهذا ما يفسر للمرء أسباب منطقية حول دفع الكثير من السورين إلي المغامرة وامتطاء البحر هرباً من إذلال نوعي يقع بحقهم من ذوي القربى ، في حين اللاجئ يُعرض أولاده وعائلته عندما ينطلق بهم نحو ظلمات البحر مقابل الخلاص من جحيم أخيه ، على الرغم ، أن الرهان في أغلب الأحيان أتضح أنه خاسر نتيجة اضطرارهم إلى رضوخ لمعايير وتدابير مافيات البحر التى لا تراعي الحد الأدنى من شروط السلامة بقدر ما يتطلع القائمين على هذه التجارة السوداء إلى مردود مالي طالما لهثوا ورائه من أجل أن يجنوا من هؤلاء المضطهدين والمستضعفين فعلاً في الأرض لما تبقى من مال لديهم .
والمبشر في المسألة ، آن كل هذه الانتهاكات التى تحصل بحق اللاجئ ، جرت وتجري في سنوات الربيع العربي الذي طالب ويطالب العربي بانتزاع حقوقه من سالبيها ، لكن ، التجربة تعلمنا وللأسف ، بأن الإنسان في الجزء الأخر من هذا الكوكب على الأقل من الناحية الإنسانية يتفوق على العربي بكل المعايير حتى الأتراك تفوقوا باعتنائهم باللاجئين السورين الموجودين على الأراضيهم ، وطالما يستشعر اللاجئ للحظة واحدة بأن الموت يطيب على أن يبقى في دائرة ظلم أبناء جلدته ، وطالما أيضاً ، أنه وعائلته لا يستشعران بالمأمن إلا عندما تطأ قدميهما شواطئ الغربية يتحول الربيع العربي إلى فصل خامس مجهول الطقوس .
شيء مخجل ومعيب على العربي أن ينعم داخل جدرانه بالدفء والآمان في وقت أخيه يتلوى من صقيع مزدوج ، في البر والبحر .
والسلام
كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟