حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 4684 - 2015 / 1 / 7 - 17:02
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
حلوة زحايكة
سوالف حريم-وبالوالدين احسانا
ومن القصص التي تقطع نياط القلب، قصّة تلك المرأة العجوز التي تعيش في ملجأ للعجزة، فقد ترمّلت وهي في العشرينات من عمرها، كانت غاية في الجمال، رفضت كلّ من تقدّموا للزواج منها، وكان شعارها:" تربية أبنائي أهمّ من الزّواج، وأهمّ من حياتي" عملت وكدّت وتعبت وسهرت وبكت دون أن يحسّ بها أحد، وفّرت لأطفالها كلّ ما يحتاجونه، علّمتهم وزوّجتهم، وسكن كلّ منهم في بيت مستقل، كلّ حلمها كان أن تربّي أطفالهم، وتفرح بمداعبتهم، وكما قالت:"ما أغلى من الابن إلا ابن الابن" لذا فقد كانت تتنقلّ بين بيوتهم مرّات كلّ يوم، لتقطف قبلات حبّ من وجنات الأحفاد، وعندما وقعت فريسة أمراض الشّيخوخة وضعوها في ملجأ للعجزة، فأنهكها الشّوق لأحفادها، ولأبنائها البنين والبنات، الذين لا يزورونها إلا في حالات نادرة، فقالت لأحد أبنائها: لقد ربّيتكم حتى أصبحتم رجالا، وربّيت أخواتكم حتى أصبحن نساء، فلم يفهم قصدها، أو تظاهر بالغباء حتى لا يكلّف نفسه شيئا تجاهها، طال انتظارها وحسرتها، فاستبدلت الأحفاد بدمى أحضرتها لها ممرّضة، تداعب دميتها وتنيمها في حضنها...وتنتظر ساعة الرّحيل من حياة غير مأسوف عليها.
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟