علي دريوسي
الحوار المتمدن-العدد: 4684 - 2015 / 1 / 7 - 12:51
المحور:
الادب والفن
360 درجة ...
وتتشّكل دائرة جديدة ...
يبلغ قطرها 189 سنتيمتر ..
تتوّحد في مركزها العين واللام مع الياء ...
تكتمل دورة ...
وتتدحرج الدائرة في شوارع المدينة بهيّة ...
تلمّحها الأحذية الواثقة بأناقتها ...
معروضة في الواجهات ...
تقترب الدائرة من المستوى الشفاف النظيف ...
تقفز الحروف الثلاث من مركزها ...
يعود هو .. عليٌ من جديد ..
تمد الأحذية أياديها نحوه ...
تملأ الشارع فرفشةً ...
تناديه: بابا ... بابا ..
يبتسم سراً ..
كيف له أن يقاوم هذا النداء ...
يدخل إليها ... يقترب أكثر ...
ينظر إلى ألوانها وجمالها بشوق ...
يختار حذاءً واحداً ...
أسود اللون ...
يعتذر من البقية بلطف ...
ويستأذنها الذهاب ...
تغمض عيونها أسىً ...
يمشي بخطا ثقيلة ...
لا يطاوعه قلبه على تركها وحيدة ...
يدفع ثمن الحذاء ...
يحرره من أيدي البائعات البا...
يداعب وجنتيه بحنان ...
يضمه إلى صدره ...
يعمّده باسم "يانوّر" الجديد ...
يهمس له ...
"أنتَ ابني الوحيد الذي به سررت" ...
أنتَ هدية عيد ميلادي ...
الذي يأتي للمرة السادسة عشر ...
في السابع من يَانوَّر العظيم ...
في ألمانيا ...
خطوات ثم يلمحهُ محل الزهور ...
"يسمع" ... روائحها ...
تبلغه التهانيء والأماني ...
يشتاق لأصدقائه و صديقاته ...
فيشتري لهم باقات بنفسج ...
عربونَ حُبٍّ أكيد ...
ويدخل إلى الدائرة من جديد ...
إلى تلكَ التي ...
بقيٌ جاره زهير ...
وقتاً طويلاً ...
واقفاً في القاعة الكبرى ...
محاولاً تربيعها ...
دون جدوى ...
وينطلق متزحلقاً ...
إلى عام جديد.
#علي_دريوسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟