أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عطا درغام - الأرمن تحت حكم الاتحاديين (1909-1918)-3















المزيد.....

الأرمن تحت حكم الاتحاديين (1909-1918)-3


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 4684 - 2015 / 1 / 7 - 12:39
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


ومنذ قيام الحرب العالمية الأولي في أغسطس1914 وعلي مدي ثلاثة شهور، استمرت ألمانيا تضغط علي الأستانة بأساليب متنوعة بغية ضمان دخولها الحرب وفتح جبهات متعددة في القوقاز وإيران ومصر لتشتيت قوي دول الوفاق( الحلفاء) . وأخيرا ، دخلت الدولة العثمانية الحرب ضد روسيا في أوائل نوفمبر 1914.
ودارت رحي الحرب بين الدولة العثمانية وروسيا علي جبهة القوقاز.ومارست القوات العثمانية إستراتيجية بهدف الاستيلاء علي إقليم ما وراء القوقاز الروسي وفتح الطريق شرقا إلي آسيا الوسطي الروسية والهند وإيران. ناهيك عن تحفيف الضغط علي حليفتيها ألمانيا والنمسا- المجر( الوسط) من شدة وطأة الهجوم الروسي في الجبهة الشرقية الأوربية. وسعي الاتحاديون إلي صبغ حربهم بالصبغة الدينية عندما أعلنوا في 23 نوفمبر 1914 الجهاد الديني باعتباره فرض عين علي جميع مسلمي العالم ضد الملاحدة.
وبينما كانت الحرب وشيكة الوقوع، حث الطاشناقيون ورجال الدين الأرمن بني جلدتهم كي يستجيبوا تماما لاوامر التعبئة. عندئذ ، انصرف الأرمن العثمانيون علي مضض إلي مراكز التجنيد طلبا للانخراط في صفوف الجيش"60" ألفا. وقدم الزعماء الطاشناقيون تعهدات متكررة للاتحاديين علي إخلاص الأرمن. بيد أن مكنونات الأرمن في سائر الدولة كانت تأمل انتصارا روسيا ربما يضع حدا لاضطهاداتهم. ولكنهم لم يعبروا علانية عن مشاعرهم وآثروا الفرار من الثكنات العثمانية في حالات متكررة.
أما علي الجانب الروسي، فمنذ دخول روسيا الحرب، انخرط الأرمن في صفوف الجيش (120ألف)، وأرسلوا إلي الجبهة الأوربية الشرقية.علاوة علي هذا ، تطوع الأرمن الروس لمساعدة القوات الروسية وإرشادهم عبر الجبال الأرمنية في جبهة القوقاز. وهو ما لم يفعله الأرمن العثمانيون.هنا ، وظف الاتحاديون تشكيل فيالق المتطوعين الأرمن الروس في مجري النظرية التي رددوها ساعتئذ: أن الروس يسلحون الأرمن في الولايات الشرقية سعيا للقيام بثورة عامة.
عهد الإستراتيجيون الألمان إلي الأتراك مهمة تشتيت جزء من الجيش القيصري علي جبهة القوقاز. وفي ديسمبر 1914 وصل انور باشا وزير الحربية العثمانية- وقد غدا القائد العام للجيوش العثمانية- إلي مركز القيادات العليا للجيش العثماني الثالث في أرضروم بهدف تجهيز عملية واسعة ضد القوقاز بغية فتح الطريق إلي تفليس وباكو. كان حلم أنور هو غزو ما وراء القوقاز وحث المسلمين في روسيا ليثوروا ويتوحدوا مع الشعوب التركية في آسيا تحت سيادة السلطان- الخليفة.
وقد انطوت خطة أنور باشا علي تطويق مدينة "صاريغاميش" الكائنة وسط الجبهة داخل الحدود الروسية علي الطريق إلي جارس. بداية ، نجحت خطة التطويق. بيد أن هذه الخطة افتقرت إلي التجهيزات المناسبة لمواجهة الشتاء القارس في الهضبة الأرمنية. ففي درجات حرارة بلغت معدلاتها عشرين درجة مئوية تحت الصفر، انغرست الآليات في طبقة صلجية بلغ عمقها أربعة أقدام، وتقهقر الجنود وهلكوا لانهم لم يكونوا مزودين بالثياب والإمدادات. وخلال شهري يناير وفبراير 1915، انسحب الجيش العثماني المقهور عبر الولايات الشرقية بينما كان الجنود المصابون بالتيفوس والكوليرا تبتلعهم الثلوج ويفترسهم الصقيع.
أدي التقهقر العثماني علي جبهة القوقاز الذي كان يوازيه تهديد الوفاق للعاصمة العثمانية عبر حملة الدردنيل وفشل الحملة العثمانية علي مصر خلال يناير – فبراير 1915 إلي أن يبحث الاتحاديون عن كبش فداء. وفعلا ، ألقوا لوم الهزيمة علي الأرمن. فقد استغل الاتحاديون المتطرفون وجود الأرمن الروس المتطوعين يقاتلون في الجيش الروسي، واتهموا الأرمن العثمانيين بالخيانة العظمي ، لأنهم لم يتطوعوا في جيشهم شان أقرانهم الأرمن الروس. ولم يتعاطفوا مع الدولة العثمانية، بل انضم بعضهم إلي روسيا.
وفي ظل هذا المناخ المستاء، اندفع الجنود ينهبون متاجر الأرمن ومنازلهم، واتهموا الجنود الأرمن بالتجسس والفرار من الجندية، وارتابوا في تسميم الخبازين الأرمن للمأكولات. واتهموا الفلاحين الأرمن بتقديم العون للأسري الروس. وفي فبراير 1915، جردت السلطات الجنود والشرطة الأرمن من أسلحتهم وأدرجوا في طوابير العمل، وأرغموا علي العمل في صيانة الطرق أو حمالين. وفي ذات الوقت، طرد الأرمن الحكومة وألغيت تذاكر المرور الداخلية التي كانت تبيح لهم الانتقال عبر أنحاء البلاد.
وهكذا، يتضح أن قرار إبادة الأرمن في الدولة العثمانية كان قد اتخذ في فبراير 1915 في سرية تامة. وكان الولاة والضباط الاتحاديون المحليون قد أبلغوا شفهيا أو برقيا بالمهمات المنوطة بها، بينما وقعت مهمة تنفيذ الخطة علي عواتق الدرك والعصابات والتشكيلات المخصوصة. ولم يكن الجيش متورطا فيها.
ومنذ مارس 1915 ، قررت الحكومة العثمانية تدمير مركزي المقاومة الأرمنيين الرئيسيين : زيتون وفان.
بالنسبة لزيتون- معقل النسور الأرمنية- الواقعة في ولاية مرعش بقيليقية، فقد كانت مركزا تقليديا للمقاومة الأرمنية.كانت الحالة متوترة في منطقة زيتون عند نشوب الحرب بسبب عدم إقبال الأرمن علي التجنيد وفرار بعضهم إلي الجبال وقتال مطارديهم من الأتراك. عندئذ، سارت مفرزة تركية نحو زيتون وحاصرتها واعتقلت وجهاء الأرمن فيها وأصدرت أمر نفي لسكان المدينة في 8 أبريل 1915. وخلال أسابيع أخليت زيتون والقري المحيطة بها. وسيق حوالي ثمانية آلاف أرمنيا إلي دير الزور علي حدود صحاري بلاد الرافدين. وسيطر النازحون المسلمون، غالبا من تراقيا وبلغاريا علي أملاكهم مباشرة.
وهكذا ، بدأت عمليات نفي الأرمن منذ أوائل أبريل 1915 من زيتون بعيدا عن الجبهة القوقازية: جبهة الحرب.
أما الأحداث في فان- إحدي الولايات الأرمنية الست شرقي الأناضول- فقد بدأت عندما طلب حاكمها جودت بك-صهر أنور- تجنيد "3000" أرمني . غير أن رفض الأرمن أدي إلي سلسلة مصادمات بينهم وبين الأتراك. وخلال الفترة بين 15-18 أبريل ، نهب الجنود الأتراك "80" قرية أرمنية وذبحوا سكانها، وحفروا الخنادق حول الأحياء الأرمنية في فان. وإزاء ذلك، بدأ الأرمن ينظمون عملية الدفاع عن المدينة. وبدأ حصار فان في 20 أبريل ، فغدت الأحياء الأرمنية معسكرات مطوقة، وكان "1500" أرمني من المتمرسين دون ان يتسلحوا بالأسلحة المناسبة علي أهبة الاستعداد لحماية السكان البالغ عددهم"30000" نسمة. عندئذ، اعتبر جودت أنه بذلك حصل علي دليل العصيان الأرمني المسلح الذي كانت الأستانة تنتظره منذ أكثر من شهرين. ورغم أن ما حدث في فان لم يكن ثورة، بل مجرد عملية دفاعية لمواجهة الحصار العثماني.
وعندما ترامت أنباء ثورة فان المزعومة إلي الأستانة ، اقتنع حزب الاتحاد والترقي بانه يملك الدليل علي خيانة الأرمن. ويؤكد مورجنتاو- السفير الأمريكي في الآستانة – أنه ذكر تفاصيل حقيقة أحداث فان" لانها كانت المرحلة الاولي والمحاولة المنظمة لضرب أمة بأكملها، بل لان الأتراك ذكروا هذه الحوادث مرارا لتبرير جرائمهم اللاحقة". وادعت الحكومة العثمانية لاحقا بان قرار نفي الأرمن اتخذ بعد ثورتهم في فان.



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرمن تحت حكم الاتحاديين (1909-1918)-2
- الأرمن تحت تحكم الاتحاديين (1909-1918)-1
- الأرمن العثمانيون (1461-1909)-5
- الأرمن العثمانيون (1461-1909)-4
- الأرمن العثمانيون (1461-1909)-3
- الأرمن العثمانيون (1461-1909)-2
- الأرمن العثمانيون (1461-1909)-1
- نشاط الأرمن في الصحافة والأدب في مصر - 4
- النشاط الفني للجالية الأرمنية في مصر خلال القرن التاسع عشر-2
- النشاط الفني للجالية الأرمنية في مصر خلال القرن التاسع عشر-1
- صحافة الأرمن في مصرخلال القرن التاسع عشر -2
- صحافة الأرمن في مصرخلال القرن التاسع عشر -1
- نشاط الجالية الأرمنية في التعليم في مصر خلال القرن التاسع عش ...
- مجتمع الأرمن في مصرفي القرن التاسع عشر-4
- مجتمع الأرمن في مصرفي القرن التاسع عشر-3
- مجتمع الأرمن في مصرفي القرن التاسع عشر-2
- مجتمع الأرمن في مصرفي القرن التاسع عشر-1
- الأيتام الأرمن في مصر (1923-1927)
- الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -7
- الأرمن اللاجئون إلي مصر 1896-1906 -6


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عطا درغام - الأرمن تحت حكم الاتحاديين (1909-1918)-3