|
هؤلاء من حطموا اسطورة داعش (الذي لا يقهر)
ماجد الدباغ
الحوار المتمدن-العدد: 4684 - 2015 / 1 / 7 - 12:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ان ما يقدمه مجلس أمن اقليم كوردستان وقوات بيشمه ركة كوردستان والاجهزة الامنية اليوم في محاربة الارهاب هو مدعاة للفخروالاعتزاز في المعركة الفاصلة مع قوى الارهاب لدحر داعش واعادة تحرير ما تبقى من الاراضي المناطق التي احتلها داعش في غفلة من التأريخ والروحية القتالية العالية لهولاء الابطال التي حصدت تاييدا عالميا وإقليميا لحربهم ضد الارهاب وسيذكر التاريخ بكل اجلاء بطولاتهم وتضحياتهم في مواجهتهم الإرهاب ومكافحة الجريمة بجميع أشكالها، والتصدي لكل من يحاول المساس بأمن الأقليم واستقراره ،هؤلاء الشجعان اعادوا امجاد اباءهم واجدادهم على امتداد الثورات التحررية لشعب كوردستان وقالوا بصوت واحد سنحارب الارهاب نيابة عن العالم الحروبذلك سجلوا ملاحم بطولية يعجز القلم عن سردها ويكفي ان الكتاب وكبار السياسيين في العالم قد اشادوا بها ، و قدموا من بينهم الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم، وهم يتصدون لقوى الإرهاب والشر والتطرف، دفاعًا عن أمن واستقرار المنطقة والعراق والعالم ،ولعل ما بذله هؤلاء الأبطال فى كسر شوكة داعش والحاق الهزائم النكراء بهم على جبهات القتال يؤكد حجم التضحيات التى يبذلها هؤلاء دفاعًا عن الوطن ضد الإرهاب مجسدين بذلك مقولة ( الابطال دائمًا يصنعون التاريخ) لأنهم جاؤوا من وراء أستاره ليعيدوا لنا قصص وملاحم أسطورية عن رجال دفعوا حياتهم فى سبيل حماية الأوطان من أي تدنيس أو ارهاب يهدد أمن الوطن وسلامة اهله ،لقد نسي هؤلاء الأبطال أحلامهم وعوائلهم وأمنياتهم الشخصية استجابة لنداء الوطن, لقد تخلوا عن كل تطلعاتهم وقدموا حياتهم لنعيش نحن برخاء و أمان, لم يهتم أحد منهم بمستقبل أطفاله فى حال استشهاده ولم ينتبه أحدهم لنداء حبيبة او خطيبة او امهات ينتظرن بفارغ الصبر عودت ابنائهن لكن كان نداء الوطن بالنسبة اليهم أقوى من كل تلك النداءات،ومن الحماقة أن تتوهم الجماعات الارهابية التي تتخذ الدين ستارا لممارسة عملياتها الدنيئة لحساب جهات وقوى إقليمية ودولية بهدف زعزعة أمن وإرباك العملية السياسية وهو لن يحدث في ظل يقظة مجلس امن اقليم كوردستان ومنتسبييه وكوادره وكل العاملين في الاجهزة الامنية وهنا اخص بالذكر مسرور بارزاني مستشار أمن الأقليم الذي عمل بصمت وكبيشمركة مجهول لتطوير هذا الجهاز الحيوي الذي عرف عنه الدقة والانضباط والحزم، وغيرها من صفات القائد، والتي يشهد بها كل من تعامل معه سواء داخل مجلس امن الأقليم ام خارجه . وعندما مس الحدود اعتداء من قبل داعش كان أول المرابطين في ميدان الحرب ومازال يشرف على سير العمليات العسكرية في الجبهات اضافة الى مهامه ، كبيشمركة واهبًا روحه فداء للوطن وقضيته السامية فقد علمته مدرسة البارزاني الانضباط والإنجاز فوظف خبرته ودراسته وفكره ووطنيته لتأسيس منظومة عمل انعكست إيجاباً في هذا المجال المهم في عالم مليء بالاحداث المتتالية والحساسة التي لا تنجز إلا بالعمل الدؤوب والمتواصل فأخذ يطبقها في واقعه العملي اليومي ، مما جعله نموذجا فريدًا في مواجهة الأزمات المزمنة و الطارئة، وهذا ما لمسه اهالي أقليم كوردستان من خلال توليه منصب مستشارمجلس أمن اقليم كوردستان ، حيث استطاع ووفق خطة أمنية ممنهجة ومدروسة من مواجهة الإرهاب وتمكين الأجهزة الأمنية من تصفية الكثير من العمليات الارهابية لداعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية ، حيث تفاجئهم الاجهزة الامنية ذات القدرات العالية والاحترافية من حين لآخر بضريات استباقية واجهاض كل هذه التحركات والخطط واعدة اياهم بـ (مصير مفجع ومحتوم )، وقلما يغيب هذا الشاب الطموح عن المشاركات المحلية والخارجية، فلحضوره نكهة خاصة وإطلالة مميزة ومقنعة وكاريزمة حاضرة وكان تحذيراته خلال كلمته التي وجهها أمام لجنة شؤون خارجية الأتحاد الأوروبي جاءت استشعارا لواجبات وإنسانية الضمير وتقديرا لخطر الإرهابيين على العالم اجمع دون استثناء ووضعهم على حقائق الأمور بعدما اتخذ العالم موقف المتفرج على جرائم الجماعات الإرهابية والدول والمنظمات التي تمارس هذه الجرائم وتدعم وتمول هذه التنظيمات الأرهابية منوها إلى خطورة هذا الصمت الذي سوف يجعل الجميع ضحية لهذه الاعمال وقال: "في الوقت الذي نجتمع هنا يعترينا قلق كبير على أمن شعبنا والشرق الأوسط والمجتمع الدولي، حيث نشاهد احداثاً وصوراً مخيفة لضحايا الأبرياء من الكورد المسلمين وغير المسلمين ومن المحليين والأجانب يهتز لها ضمير العالم الحر حيث تنفذ فيهم القتل الجماعي وقطع الرؤوس بشكل وحشي في العراق وسوريا وأغلبية البلدان قد رفعت درجات الحالات الطارئة لديها الى مستويات أعلى كما ان هناك تهديدات كبيرة على السلام والأمن الدوليين ومع ذلك لايرغب المجتمع الدولي اصدار قراره الحاسم والقطعي لأختيار حماية روح الأبرياء وبأي ثمن كان مما مهد الطريق (للدولة الأسلامية في العراق والشام) وبما يسمى بـ (داعش) الدخول الى مدينة سنجار ويبيد الألاف من شعبنا ويبيع النساء ويجعلهن سبايا وهذا العمل يدخل ضمن أطار الأبادة الجماعية، اليوم لانحارب في أقليم كوردستان لوجودنا كما فعلناه على امتداد القرن العشرين المنصرم، بل نحارب نيابة عن العالم الحر" ....ولاننسى دوره الريادي في مشاركة التحالف الدولي في مواجهة الارهاب من خلال تسليح قوات البيشمركة وتوجيه الضربات الاستباقية الجوية لمواقع داعش محذرا اياهم بأن هناك تهديدا سيواجهونه في عقر دارهم بعد عودة هذه الجماعات التكفيرية الى بلدانهم قائلا " هؤلاء مسلحون الأجانب هم ليسوا فقط خطرا داهما لأقليم كوردستان فحسب، بل لبلدانهم الأصلية أيضاً مايحتم عدم الأستهانة بتهديدات داعش المباشرة في الدول الغربية.....إنه لعدو مشترك ومسؤولية مشتركة، فأقليم كوردستان لايخوض حرب الجهاديين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فحسب، بل يخوض حرب الأرهابيين في الدول الأوروبية - بريطانيا وفرنسا وألمانيا وهولندا وبلجيكا - وغيرها من الدول " و أكد مسرور بارزاني في كل لقاءاته واجتماعاته مع السياسيين والعسكريين الدوليين أهمية معاني ومضامين وحدة بلادنا، مستذكرًا الدور البطولي الذي يقوم به البيشمركة وهذه الأخوة والتماسك الذي يميز الشعب الكوردستاني بتعلقه بقيادته، مشيرا إلى نعم الله العظيمة على بلادنا الطاهرة وما تنعم به من أمن واستقرار، مبينا أن هذه النعمة تستوجب علينا أن نحافظ بقوة على هذه الوحدة وهذا الوطن الآمن وسط ما نراه من صراعات واضطرابات تشتكي منها العديد من مناطق العالم حيث قال : " إن بيشمركتنا الأبطال هم اليوم يرابطون في الخطوط الأمامية للحرب ضد تنظيم أرهابي دولي والذي تعهد بأحباط الأستقرار وأثارة الفوضى في أكثر أقسام الشرق الأوسط أستقراراً ثم ان بيشمركتنا يخوضون حرب عدو يمتلك مصادر دولة كاملة (FULL- BLOWN STATE) حيث نبلغ من جهة بأننا نحارب بدلاً عن العالم الحر ،في حين يبدومن جهة اخرى أن العالم غير مستعد ولا يرغب في تأمين المستلزمات الضرورية لنا والكفيلة بتدمير داعش وحماية شعبنا.." ولم ينس مسروربارزاني ان يذكر امام لجنة شؤون خارجية الأتحاد الأوروبي البطولات التي جسدها (3) أشقاء شجعان الذين أستشهدوا في 25 أكتوبرمن العام المنصرم بأسماء نجاة وأحمد ومولود في حربهم ضد داعش جاء ذلك بمثابة رسالة موجهة للارهابيين بأن شهداءنا سيبقون خالدين في قلوب وذاكرة الشعب وسيبقون أوفياء لذكراهم و بالوعودالتي قطعوها على انفسهم للسير على ذات النهج ليؤكد هو والشعب بأن هذا الوعد لن يكون وعدا في الهواء بل وعدا حقيقيا وصادقا لحماية الوطن، وقال بجملة واحدة ( وقد تكون هذه الأسماء غير معروفة لدى هذه الهيئة المحترمة إلا أننا لايمكن ان ننساهم أبداً، فقد أستشهد هؤلاء في هجوم أنتحاري كونهم لم يكونوا يحملون سلاحاً مضاداً للدروع ولم يكن لديهم مدرعات تحميهم) واضاف : لقد أستشهد هؤلاء لأن العالم الحر يقف مكتوف الأيدي وحينما يتم الكشف عن هذه الأحداث إنما تظهر حقيقة السبب الكامن وراء فقد بيشمركتنا في هجماتهم ضد داعش وهو السبب الأول لحضوري اليوم والحديث اليكم مباشرة..نعم الاشقاء الثلاثة الابطال وهم في ريعان الشباب لم يهتموا بحياتهم وهم يواجهون المجاميع الهائلة من الإرهابيين بل كان كل ما يشغلهم هو المسؤولية التى وضعت فى أعناقهم ،فشكرا للاجهزة الامنية على مجهودها في ملاحقة والقبض على الخلايا النائمة من انصار (داعش) داخليا من جهة ومواجهتها على جبهات القتال من جهة اخرى ، لكون عملية اجتثاث التطرف والارهاب هي ليست بالامر الهين ويتطلب اكتشاف والقبض على خلايا داعش الى برامج وخطط محكمة وعيون ساهرة في ظل وجود هذا الكم الهائل من النازحين في اقليم كوردستان حيث بلغ اعدادهم ما يقارب مليوني لاجىء من الاخوة العرب من وسط وجنوب العراق والمسيحيين والكورد الايزديين وغرب كوردستان وهذا يحتاج الى وقت لمعرفة هؤلاء وماذا يفعلون ؟ فضلا الى المتابعة المتواصلة لرصد التحولات في الجماعات الارهابية ، لذا علينا جميعا ان نعي ان محاربة الارهاب تحتاج الى جهود جبارة لجمع المعلومات وتحليلها سواء على مستوى الداخل ام الخارج وخاصة ان المنطقة تشهد تحولات سريعة ومفاجئة وتتطلب الاستعدادات الكاملة لمواجهتها والمحافظة في نفس الوقت على امن واستقرار الاقليم ودرء مخاطر الإرهاب عنه وإحباط مخططات الإرهابيين وتفكيك خلاياهم وضربهم قبل بلوغ أهدافهم والوقوف لهم بالمرصاد وبذلك تكسرت اطماع اعداء شعب كوردستان الذين يسعون دوما لأعادتنا الى مربع الصفرعلى صخرة صلبة الا وهي صمود رجال الاجهزة الامنية وقوات البيشمه ركة وفي مقدمتهم مسرور بارزاني الذين استطاعوا بما يمتلكونه من خبرة وكفاءة أن يحجزوا لانفسهم مرتبة متقدمة على مستوى العالم ليزاحموا الكبار في هذا المجال رغم انهم يواجهون حربا على 3 جبهات (الحرب على داعش والحرب المالي مع الحكومة الفدرالية وعدم تأمين مستلزمات قوات البيشمركة والموازنة الخاصة بها والاخيرة هي حرب تلقي مساعدات أكبر من الدول الأوروبية والعالم الحر( ،فشكرا لكل من سهر وقاتل وضحى من أجل الوطن، تحية للرابضين على جبهات القتال، رغم ان كلمة الشكروالعرفان اقل ما يقال في حق هؤلاء الابطال، فلتكن كلمة شكراً هدية من كل طفل وامراة وشاب وشيخ لكل من يدافع عن شبر من ارض كوردستان، ولكل من يعمل بضميرحي ليعم الاستقراروالامان في اقليم المحبة والسلام.
#ماجد_الدباغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المالكي اسوء رجل سياسي لعام 2014
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|