سيد يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1310 - 2005 / 9 / 7 - 11:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الوصايا العشر للمواطن المصرى
سيد يوسف
تمهيد
منذ زمن والمواطن المصرى يحلم بان يعيش مثل بقية دول
العالم
يحلم بالحرية وبغياب القهر ويحلم باقتصاد قوى ويحلم
بسيادة جو عام من الأخلاق الفاضلة....ويحلم كما يحلم
أى إنسان حر بالعدل.
ومن إرث القهر افتقد كثير من المصريين الثقة فى إجراء
انتخابات سليمة
ولا عجب فالمقدمات تؤدى إلى النتائج.
عموما وبعيدا عن لغة التعميمات وعن لغة الافتئات على
الغيب
ولكن
وانطلاقا من الحس الشعبى العام بصعوبة ( أو استحالة
وفقا للرأي المتشائم) إجراء انتخابات رئاسية نزيهة سوف
نمضى فى هذا المقال
هى وصايا عشر تهدف إلى الحفاظ على ما تبقى من
نفسية المصرى
وهاكم الوصايا
أخى المصرى
1/ لا تشعر بالحزن حين ينجح التزوير....لا تبتئس...لا تيأس
فالنتائج ما كانت غائبة عنك فهدىء من روعك وثق أن النصر قادم لا محالة ولو بعد حين.
2/ لا تشعر بالمرارة حين يشمت فيك المنافقون ويهللون قائلين
ألم نقل لكم؟
لا تحزن إنها نشوة نصر زائف ورخيص .
ولو عقلوا لتواروا عن أعين الشرفاء خجلا ولكنها الوقاحة.
3/ لا تفقد أعصابك حين تزحف إليك أخبار النصر الزائف وكأنه فتح مبين
لدولة فلسطين...
ولا تستعجب حين تخرج عليك بعض صحف النظام بأمثال هذى
المانشيتات
الشعب المصري يقول نعم للديمقراطية ،
المقاطعون شعروا بالندم,
نسبة الإقبال 87 % والموافقون 76 %
الشعب قال نعم للنظام,
نعم للإيجابية ، لا للسلبية,
نعم للديمقراطية ، لا للعمالة,
نعم للنظام ، لا للمقاطعين,
الشعب المصري قال كلمته : مش كفاية ، مش كفاية,
انتهي عصر الاستفتاءات ودارت عجلة الديمقراطية.....
لا تحزن حين ترى ذلك فقد تعودنا منهم على النفاق ...إن
نفاقهم يصرخ بشدة غبائهم....أو قماءتهم.
4/ لا تتراجع ظانا أن المعركة قد انتهت ...مع التوريث أو
الطغيان.
كلا كلا
إنما هى قد بدأت ...بدأت معركة الوطن....
وطريقنا يبدأ بتوعية الناس(الوعى) عسى ان يبذل الناس
جهودهم لإجراء انتخابات نيابية شبه سليمة ومن ثم غلق
ملف التوريث تمهيدا لتغيير كبير يبدأ بتوعية الناس .
5/ لا تحرم نفسك فرص الاستجمام لئلا تموت غيظا من
القهر والظلم وابتعد ساعتئذ عن الصحف المسماة
بالقومية.....فنحن نحتاج إلى صحتك واعصابك
6/ توقع استمرار الفساد أو الإفساد وتوقع استمرار فتح ملف التوريث
بغباوة رائعة...إنهم لو كانوا يفهمون لاحتموا بنا من الغرب لا وصلوا إلى
أمريكا من بوابة اليهود!!!!
7/ ابتعد عن الجدل مع بعضهم حفاظا على أعصابك.
8/لا تقل: ان الناس لم يذهبوا فكيف ظهرت النتائج ب76%
ولا تقل: ذهب الناس وزوروا النتائج لتصل إلى 76%
ولكن قل:
الحمد لله الذى أكرمنا الله بانخفاض النسبة من 99,99% إلى
76%.... ولا تيأس فطالما هناك انخفاض فى النسبة فهناك
أمل!!!!!
لا تعجب أنا فقط أريدك ألا تفقد أعصابك من غباء قوم
خلقوا ليمتهنوا التزوير مع البلطجة.
9/إياك وكلام المحللين السياسيين سواء فى الصحف أو
الإذاعات لا تهتم بهم ولا بأحاديثهم لان نسبة كبيرة منهم
سوف تتبنى وجهة نظرك فلا تزداد بعد سماع صوت العقل
إلا حسرة وحزنا.
وأما المنافقون فسوف يجلبون لك أمراضا اقلها ضغط
الدم ....
ونحن-المصريين- نريدك ونريد أن تحتفظ بهدوء الأعصاب.
10/أنا أعلم أنك لن تستطيع أن تعمل بهذى النصائح ...لن
تستطيع....
لا تستطيع لأنك لا يمكنك أن تقبل بأن تكون ميتا
أعلم ذلك جيدا عنك...فأنت حر تجرى دماء الحرية فى
عروقك..
أعلم ذلك وأُقدّره....لن أقول لك لا تهتم بتلك النصائح لكنى
سأقول:
اجتهد أن تصيب ولو بعضها .
وفى يقينى انك ستفشل بالعمل بهذه النصائح...حينئذ
اعلم أن فشلك يعنى أن روح التحدى والتصميم ومحاربة
الظلم ما زالت تفور فى داخلك.
لا تتراجع...اثبت...قاوم....دافع عن شرف وجودك..عن وطنك..
ولسوف تنجح....حتما سوف تنجح
قبل النهاية
تأمل تلك الكلمات بعقل يقظ واسترشد بها فى طريق
النضال :
هو نضال سيظل دوما ما دامت الحياة.. أبدا لن تفرغ منه الحياة
صراع أنصار الحق مع أنصار الباطل
وإن كلا ليسخر من الآخر... ويحسب أنه منتصر فى نهاية الأمر
ولكن!!!
الحياة طويلة وقد يموت أنصار الحق قبل أن ينتصر الحق الذى معهم وبهم
وذلك لقصر الحياة واتساع مجال النضال
إن أهل الحق يموتون ولكن الحق لا يموت
وإن أهل الباطل قد ينتصرون ولكن الباطل أبدا لن يدوم ولن ينتصر
قد يقول أتباع زبانية الباطل: نحن ننظر إلى الواقع فتخلى عن شعاراتك وانضم إلينا هيا هيا هلم إلينا
فقل لهم: هذا هو الواقع فما بالكم لا تنظرون!!!
إن الشر أبدا لن ينتصر وأن بدا حين من الدهر ظاهرا منتفشا
صحيح أن من نكد الحياة المؤلم أنها تخيرنا بين أمرين كلاهما مر
إما ان نكون أقوياء ظلمة
وإما ان نكون ضعفاء مظلومين
لكن
انتصار الباطل إلى حين
بعد ذلك سوف يزول الشر ويبقى الحق تتناقله الأجيال
سوف تنهال لعنات التاريخ على المزورين والبلطجية
سوف تلحق الظالمين منهم لعنة يندمون فيها على قوتهم
وسوف تلحق المظلومين من أبناء مصر المخلصين الشرفاء سوف تلحق بهم رحمة لا يحسون معها ندما أو مرارة .
وإن أعظم ما يبتلى به عقل المخلصين الآن من الحيرة هو أن يرى أحدهم نتائج أعماله عكس ما يرجو لها
فقد نرى فى أوضاعنا المقلوبة هذى
قد نرى الغبى مقدما
والحرامى حارسا لأمانات النقابات أو الناس
ونرى الخائن متقلدا مناصب حساسة
ونرى النشيط مؤخرا حيث ينبغى له ان يتقدم
ونرى المنادين بالحرية خلف أسوار المعتقلات
ونرى المزورين والبلطجية فى الشوارع دون محاكمة
ونرى ان كل قول ككل قول
نعم ربما تصيبنا مثل هذه الأوضاع المعكوسة ببعض التثبيط وتدفعنا إلى اليأس
فليس اقتل للهمم ولا افسد للأخلاق من شعورنا بضياع الحق بيننا
ولكن وربى لا وألف لا
نعم انه ليس فى الدنيا عدل مطلق لكن هذه إرهاصات نتذوق من خلالها حلاوة العدل الذى طالما حرمنا منه حكامنا
متى يفقه منافقونا أن متى ما وجد شىء يسمى وطن ويسمى مصر فلابد ان تكون مصلحة الأمة ومصلحة مصر هى الشرف الذى سوف يضحى من اجله أبناؤها المخلصون؟؟
إن المصريين الشرفاء وقد هب بعضهم كالجسد الواحد إذا فسد منه عضو إما بتروه وإما دافعوا عن بقائهم وتحملوا فى سبيل ذلك الأذى
يا حكامنا
فى ضعفنا يشيع فينا الأثرة
لكن
فى قوتنا يشيع فينا الإيثار حتى بالنفس
وإنا معكم لعلى موعد مع القدر
هذه أفكارنا أو أفكار مجموعنا التى ظللتم تحاربون الروح التى وراءها
وأبشركم أو أحذركم
نحن نفهم الحياة بالفكر لكننا نحياها بالعقائد
فى عقيدتنا ان السكوت على الطغيان معصية
ونحن لا نحب أن نعصى الله بإرادتنا
ولاتظنوا سذاجة نحن عليها
نحن نعلم العيون التى تترصدنا
ونعلم أن أفكارنا هذه سوف تودى ببعضنا
خلف أسوار المعتقلات
(عصام العريان ومن على دربه)
أو ضربة سكين خاطئة
(عبد العزيز مخيون)
أو حادثة انتحار عارضة
( سليمان خاطر وكمال السنانيرى)
أو سيارة تدهمنا قضاء وقدر
نحن نعلم ذلك يقينا
لكن
نحن نموت كمدا على أحوالنا هذه وهذا الوطن المظلوم والذى بيع ونهب
وفق منهج مدروس
نحن نعلم ذلك يقينا
ونحن قطعا نختلف عنكم
نحن نفدى الدين ثم الوطن بأرواحنا أما انتم فلا تعرفون إلا المال إلها لكم من دون الله
ولكن
كلا لقد هب المارد من غفوته
والشعوب قلما ترجع للوراء
وقد أردنا الحياة
وفى يقينى
ان الله سيستجيب لنا
فى النهاية
أسأل الله أن يقى مصرنا الحبيبة وأهلها كل سوء مما يدبر لها من مؤامرات بالليل الحالك
سيد يوسف
#سيد_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟