|
ماذا وراء زيارة ميليس لدمشق...؟
جريس الهامس
الحوار المتمدن-العدد: 1310 - 2005 / 9 / 7 - 11:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد صدور قرار الإتهام المقرون بالأدلة في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري وإصدار مذكرات توقيف وجاهية بحق الجنرالات الأربعة ورفع السرية عن أرصدتهم البنكية .. وهذا إنجاز رائع للقضاء اللبناني بفضل لجنة التحقيق الدولية وتأييد الأكثرية العظمى للشعب اللبناني لكشف الحقيقة يحدث لأول مرة في الوطن العربي ...؟ وكلنا يعلم أن المتهمين الأربعة ليسوا نهاية المطاف لأنهم منفذون لأوامر أسيادهم في دمشق . . ولو لم يعلن التحقيق وقرار الإتهام سوى النذر اليسير أمام الإعلام لأن المجرمين الحقيقيين ما زالوا طلقاء في مناصبهم في دمشق حتى استكمال التحقيق شكلا بعد استكماله موضوعا في جعبة السيد ميليس والأمم المتحدة وهذا لايعني أبدا إغفال الوجه الأسدي الكالح في الجريمة وتبرئة جنرالاته أو غيرهم كما تخيلت العقول المريضة المسطحة في دمشق التي تأمل عقد صفقة من خلف الستار مع سيدتها أمريكا كما كان يحصل في السابق للخروج من أنشوطة المشنقة الدولية هذه المرة كما يراهن الكثيرون من الذين يرون الوضع الحالي بعين الماضي وحسب . هنا سنرى تقدم التحقيق الدولي بعد زيارة ( ميليس ) التي حدّد موعدها هو وليس هم في العاشر من هذا الشهر - هذا إذا تمت _ لنقل القضية إلى محكمة دولية ترغم قتلة النظام الأسدي على المثول أمامها صاغرين ...؟ وهنا الفرصة التاريخية أمام جميع المناضلين الوطنيين الديمقراطيين من السوريين واللبنانيين وخصوصا المحامين في الداخل والخارج تحويل المحاكمة الدولية من قضية الإغتال إلى قضية محاكمة النظام الفاشي الأسدي بكامله لأن هذه الجريمة لم تعد جريمة فردية عادية . بل هي جريمة دولية بكل المقاييس من اّلاف الجرائم التي ارتكبها هذا النظام في سورية ولبنان والخارج التي تدخل في نطاق جرائم الإبادة للجنس البشري في المقابر الجماعية واّلاف المفقودين من السوريين واللبنانيين والفلسطينيين وغيرهم يستحق المحاكمة الدولية عليها ...؟ لذلك أدعو لتشكيل لجنة من المحامين في الداخل والخارج للدفاع عن حقوق شعبنا المهدورة في سورية ولبنان وتقديم إدعاء مقرون بالحقائق والأدلة المتوفرة إلى الأمم المتحدة ولجانها المختصة ومحكمة حقوق الإنسان في ستراسبورغ وفق مبادئ القانون الدولي لوضع هذا النظام الفريد في إجرامه وانتهاكه لإبسط حقوق الإنسان في قفص الإتهام ..بعد أربعة عقود من اغتصاب السلطة من الشعب وتسليط كابوس القوانين والمحاكم الإستثنائية الفاشية وحكم المخابرات واللصوص الذي دمّر البلاد وأذّل جميع الناس في السجن الكبير أو في السجون الصغيرة المنتشرة كالوباء في كل مكان فاتحة فاها كوحش مفترس لتبتلع أحرار شعبنا دون تممييز وهنا لابدّ لنا من مطالبة المجتمع الدولي إذا كان يريد مساعدة شعبنا للتحرر والإنعتاق دون أي تدخل أو احتلال .. أن يقدم الإعتذار لشعبنا عن صمته وتغطيته لجميع جرائم هذا النظام التي تم بعضها على أرض الدول الأوربية على سبيل المثال لا الحصر - اغتيال الشهيد صلاح البيطار رئيس وزراء سورية السابق في باريس عام 1979 في باريس كما اغتيل الصحافي الفرنسي ( ميشيل سورا ) في باريس أيضا والسفير الفرنسي ( دولامار ) بعد مجازر حماة 1980 - 1982 وغيرهم برصاص الغدر الأسدي وطمست كل هذه الجرائم في سبيل مصالح الرأسمالية الفرنسية الجشعة وباركت فرانسا وبريطانيا الراعية الأولى لحافظ أسد وأمريكا الحاضنة الرئيسية لهذا النظام بارك الجميع تحويل سورية إلى ملكية غير دستورية وتوريث الغلام عرشها بإشراف مادلين إولبرايت المباشر التي لم تغادر دمشق إلا بعد الإطمئنان على النظام ... على جميع هوْلاء وغيرهم في الشرق والغرب والمنافقون العرب أن يعتذروا من شعبنا المضطهد الأسير ويساعدوه للتحرر وكسر القيود ..؟ وعلى جميع الذين راهنوا على إصلاح النظام والمصالحة معه أن يستريحوا من الرهان على ( الكديش ) الهرم في الحلبة إن هذا النظام يعيش اليوم نقطة الدم التي تطارده في النوم واليقظة ولا يمكن إخراجه من الهلوسة و( الفوبيا ) والكساح العقلي إلا بدفنه إلى اللا رجعة وتخليص شعبنا من اّثامه إن النظام الأسدي نظام القتلة واللصوص الاّن . يشبه الأفعى التي كانت ترعب جميع الناس وتفترس كل من تطاله في الحقل . وتنفث سمومها في كل مكان . لكنها الاّن أسيرة صخرة كبيرة اسقطتها الصاعقة من الجبل فوقعت على ذيلها وبقي رأسها السام يتلوّى حياّ لايستطيع الإفلات ينفث سمومه يمينا ويسارا دون جدوى . فلا هي قادرة على الإفلات من من الصخرة ( المباركة ) الجاثمة على ذيلها ولا هي قادرة على دفن رأسها بالرمال أو الرغام وكل كائنات الحقل شامتة متفرجة لذلك نرى هذه الأفعى تنفث سمومها على كل من يقترب منها ... فحيناّ تأمر صلالها بإغلاق مندى ثقافي أو جمعية إنسانية أو خيرية ومطاردة لجان المجتمع المدني من الغزلانية شرقي دمشق إلى يبرود في القلمون إلى حلب واللا ذقية وتطارد منظمات حقوق الإنسان وتزيد حراستها على زنزانات معتقلي الرأي والضمير في سورية من الأكراد والعرب وكل أطياف المجتمع وتزداد معاملتهم وحشية وإذلالا وتعذيبا لهم ولعائلاتهم وهذه ( الصلال ) السامة مهتمة بالدرجة الأولى بنهبها .. عندما تدرك أن الرأس الذي يزودها بالأوامر والمنافع قد انتهى بضربة من فأس فلاّح شهم ستترك سلاحها ومواقعها مفتشة عن جحور تختبئ بها .. والمهم الاّن قطع رأس الأفعى المكبلة تحت الصخرة ( المباركة ) المهم عدم إنقاذها وهنا يراهن بعض المشككين في زيارة ( ميليس ) إلى دمشق في العاشر من هذا الشهر التاريخ الذي حدّده هو وليس النظام .. يراهنون بأن النظام سيفلت من العقلب قياسا على الماضي القريب وذلك بخضوعه لصفقة إذعان جديدة تفرضها أمريكا معروفة الأهداف في العراق وفلسطين ولبنان من خلف الستار ويكون حصان رهانها الأول القاضي ميليس وهنا يذهب المجرمون الصغار كبوش فداء للمجرمين الكبار في هرم النظام الأسدي ...؟ هل هذا يمكن حدوثه الاّن ...وفي هذا الظرف الدولي والعربي بالذات ....؟؟ والمشاريع المطروحة في المنطقة والعالم ..؟ إن روْية الموقف بعين واحدة وتجارب سلفية أكل الدهر عليها وشرب تقول بالإيجاب لكن ر,وْية الموقف بعينين أو أكثر إذا توفرت تجعلنا متفائلين بنهاية سعيدة للتحقيق ووضع جميع المجرمين وأسيادهم في قفص الإتهام .. والسيد ميليس لم يأت إلى دمشق للسياحة والمتعة . بل لوضع النقاط على الحروف في هذه الجريمة الرئيسية وبهذا يكون النظام المجرم قد حفر قبره بمخالبه ووضع شعبنا الذي غيّيب من الساحة بالقمع والسجون والإرهاب أمام مصير يفرضه الاّخرون عليه مهما كانت النتائج يبقى أفضل وأرحم من نظام المافيا الأسدية اّمل أن يصون ميليس شرف القضاء كما عهدنا به حتى الاّن ولجنته الدولية ومن خلفه شرف الأمم المتحدة ومصداقيتها تحقيقا للعدالة والقانون وحق الشعوب في تقرير مصيرها .... وأهلا بكم فى دمشق الشعب الأسير الطامح للحرية ...؟ المحامي: جريس الهامس - لاهاى - 5 - 9
#جريس_الهامس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل أينعت روْوس نظام القتلة واللصوص في دمشق ..؟؟؟
-
من غزة المحرّرة .. إلى الجولان المحتل
-
منابع الإرهاب الحديث ...12 - شوري الراشدين
-
منابع الإرهاب الحديث .. 11 - شورى الراشدين
-
شورى الراشدين - عمر بن الخطاب بين خطين متصارعين
-
منابع الإرهاب الحديث ... 8 - شورى الراشدين
-
منابع الإرهاب الحديث ... 8 شورى الراشدين
-
منابع الإرهاب الحديث .. بين الديمقراطية العلمانية والشورى ال
...
-
منابع الإرهاب .. الحديث ... 6
-
منابع الإرهاب الحديث ....5
-
ويلاه من قحط الرجال .. ياوطني ..؟
-
لن تنقذ نظام الجلاّدين الأكاذيب والوقاحة .... ؟
-
منابع الإرهاب الحديث ...- 4
-
العاصفة قادمة والنظام الأرعن يخبط خبط عشواء...؟
-
منابع الإرهاب .. الحديث ....- 3
-
....2 منا بع الإرهاب الحديث
-
منابع الإرهاب الحديث
-
القتلة واللصوص يصبحون روْساء في أنظمة العمالة والرجعية السود
...
-
الدستور الديكتاتوري الأسدي أيضا ...3
-
مطالب هزيلة أمام نظام فاشي وفاسد حتى النخاع - تشريح الدستور
...
المزيد.....
-
أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن
...
-
-سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا
...
-
-الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل
...
-
صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
-
هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ
...
-
بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
-
مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ
...
-
الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم
...
-
البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
-
قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|