أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسنين جابر الحلو - جدلية الصراع بين الحق والباطل














المزيد.....

جدلية الصراع بين الحق والباطل


حسنين جابر الحلو

الحوار المتمدن-العدد: 4681 - 2015 / 1 / 3 - 21:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن الصراع الذي تقوم عليه عجلة التاريخ في المجتمع البشري وعلى طول خطه الممتد تشده مركزية فحواها إن كل انعطافات التاريخ وتغيراته وحضاراته ومساراته تنطوي تحت مفهوم (الصراع).
وان الصراع يحدث في المجتمعات غير التجانسة من حيث تكوينها او القومي او الديني او الايدلوجي, لأن (الصراع) من نفوس ابناء هذه التكوينات الاجتماعية المختلفة, ويرسب عدم الطمأنية والثقة للانصاف والتقاسم العادل في المشاركة في الحوار السياسي, لأن البعد التعددي المتنوع يعطي للمجتمع بعدا ايجابيا وعاملا مساعدا من أجل الوقوف على المعوقات السياسية التي تواجهه ويبددها, فالممارسة السياسية ليس من الصواب ان تأخذ موقفا متحجرا متصلبا عند اتباع رأي معين او فكر معين لأن هذا سيساهم في تكوين بين شاسع عميق بين القوى السياسة المختلفة الافكار والآراء والمعتقدات, ومن ثم سيحاول كل طرف لب الحقائق والثوابت الى مصلحته من اجل الحصول على مكتسبات وفوائد تحسب الى خانته على المتصدين للسياسة ان يتبعوا أصحاب المعرفة والحكمة في تناول المشاكل وحلها وتوضيحها. لممارسة العمل السياسي بأساليب أكثر حضارة وتمدن لأمن جهة الظلم والاضطهاد والطغيان والتعدي على الحرث والنسل وكقول رسول الله(ص): (إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصوم). فالحكمة السياسية هي السبيل الى مفهوم هذا العمل لأنه هو الحافز والتقدم الاجتماعي حتى لا يصل المجتمع الى درجات التخلف السياسي وسلبياته.
أن نزيف الكراهية والحقد ومصادر العنف والاخراب ومنابع الارهاب تتوقف فاعليتها على وجود ارضية خصبة تدعمها وتنميها وأجواء تساعد على تفاعل محتوياتها لتصل بالنتيجة الى صراع وتناحر قائم ومستمر قد لا ينقطع. واذا اردنا استنزاف وتخفيف منابع القوة الموجودة فيها علينا اولا اجتثاث هذه المعاني كثقافة وعقل موجه ومنهج سالك عليه وبالتالي نصل الى مرحلة التصالح والتوائم والتحابب بدل التصارع والتباغض والتناحر.
ثم في هذه المجتمعات التي اعتادت مواجهة العنف بعنف اقوى منه وقديما قال الشاعر العربي:
ألا لا يجهلن علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
وتدريجيا يختفي العنف والاتهامات المتبادلة والخطوة الاولى التي يجب ان نخطوها هي توجيه افكارنا من خلال بناء الثقافة القادرة على الدخول في اعماق تلك المجتمعات وتأهيلها حتى تتخلص من الصراع القائم وابداله بقيم مثلى وأهداف سامية ليصبح المجتمع يحدوه الامل بكل وجهائه وتحقيق مفهوم جديد تسير على منواله المجتمعات الرائدة للثقافة والتي يحيطها جدل واضح المعاني في كل اروقته وجوانبه.
ولا يكون هذا الآمن خلال تشخيص مواطن الجدل والصراع القائم فيها ومصاديقه وحالاته وتحديد البدائل التي تشكل علاجا للمواكنة واعداد فكرة تتضمن العلاجات الحضارية لهذه المشكلات والبدائل تأتي من خلال التخلص من احتكار العمل السياسي لفئة معينة واشخاص معنيين التي أدت الى هدر طاقات الانسان وانتهاك حقوقه.
ان نهوض المجتمعات بنفسها يبعث حافز للتخلص من كل جدل يحيطها للتخلص من كل انواعه وبجميع مظاهره الان هذا النهوض بعيد المدى, والقائم به هو المجتمع بأسره وليس فرادا واحدا وهذا النهوض هو لتحقيق الافضل للمجتمع ويجب ان يبدأ على اطار سليم يدخل في حسابه ظروف المجتمع سواءا الدينية او الثقافية او السياسية والاخذ بنظر الاعتبار القدرة على التحرك بأتجاه الخط الاسلامي وتجنب كل الاساليب والوسائل التي قد تتعارض مع الطبيعة الفكرية.
لذلك ان تحقيق الماهية الافضل بالنهوض يعتبر هو البديل الكامل لجدلية الصراع القائم.



#حسنين_جابر_الحلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحولات السياسية أو تغيير المجتمع
- الضغوط والتحديات المعاصرة على شبابنا العربي
- التراخي والانحلال الذي طرأ على كيان المجتمع وسبل المعالجة.
- الحداد في بلاد السواد
- اين نحن من نظرية المواقف ؟
- صولة الحرية وساحة التعبد
- كتابة على ورق مزدحم
- التراخي والانحلال الذي طرأ على كيان المجتمع وسبل المعالجة
- صلاحية الضمير انتهت
- ضرورة التوجه الثقافي في الساحة العراقية


المزيد.....




- بايدن يعترف باستخدام كلمة -خاطئة- بشأن ترامب
- الجيش الاسرائيلي: رشقات صاروخية من لبنان اجتازت الحدود نحو ...
- ليبيا.. اكتشاف مقبرة جماعية جديدة في سرت (صور)
- صحيفة هنغارية: التقارير المتداولة حول محاولة اغتيال أوربان م ...
- نتنياهو متحدثا عن محاولة اغتيال ترامب: أخشى أن يحدث مثله في ...
- بايدن وترامب.. من القصف المتبادل للوحدة
- الجيش الروسي يدمر المدفعية البريطانية ذاتية الدفع -إيه أس 90 ...
- -اختراق شارع فيصل-.. بداية حراك شعبي في مصر أم حالة غضب فردي ...
- بعد إطلاق النار على ترامب.. بايدن يوضح ما قصده في -بؤرة الهد ...
- ترامب يختار السيناتور جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس


المزيد.....

- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسنين جابر الحلو - جدلية الصراع بين الحق والباطل