هل نقول وداعا لسلام و هندرين !!! هل نقول وداعاً لنبيل النبيل !!!

نجم خطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4680 - 2015 / 1 / 2 - 18:46
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

هل نقول وداعا
لسلام و هندرين !!!
هل نقول وداعاً لنبيل النبيل !!!

رحلت عنا في صمت يا سلام وكأنك تريد تكرار ما اعتدت عليه في الاصرار على كتمان أوجاعك خشية أن تسبب الألم لأحد ما.
نودعك هذه المرة مدركين فداحة الخسارة, لكننا سنختار لك مكاناً وسط حدقات العيون, وهو أقل الوفاء لمن حمل في روحه وقلبه ووجدانه حب الوطن و الناس و الحزب والأنصار .
عرفناك نقيا كالبلور أيها القادم من أوجاع بساتين بدرة وأنين أكواخ الفقراء فيها, وأنت تنشد في الشيوعية ملاذا لخلق السعادة للمحرومين والحالمين بالوطن السعيد...
أي قدرة عجيبة امتلكتها وأنت تكتم أوجاعك في سفوح كوردستان العراق ظاناً أن هموم الذات تصغر وسط هموم الجماعة, وكم كنت باسلاً ومتماسكاً وقدمك هرستها شظايا الأوغاد في واحدة من معارك الأنصار. لقد نغص المجرمون عيشك منذ كنت طالبا في زراعة العزيزية وناشطا في صفوف اتحاد الطلبة, ومن ثم تمادوا في المضايقة وأنت في المعهد الزراعي في ابو غريب حيث ارغموك على العيش متخفياً وسط حارات بغداد. وكم كنت صادقاً مع نفسك ووجدانك وأنت تختار الكفاح المسلح نصيراً باسلاً, حيث كلفك ذلك الاختيار الوجع وفقدان البصر, ولكنك لم تهن وبقيت وفياً لحلم أبيك السجين الشيوعي عيسى مولود, ولحلم ربعه الفتية الحمر.
هل نقول وداعاً لسلام الفتى الشيوعي الذي لم يبخل شيئاً وظل حالماً بالسلام يكلل الوطن.
هل نقول وداعاً لهندرين وهذا هو اسمك في فصائل الانصار الشيوعيين وكأنك تستمد من هندرين الجبل العزم متذكراً ملاحم رفاقك .
هل نقول وداعاً لنبيل وكان اسمك وأنت تتعلم تفاصيل الشيوعية وقوانينها في موسكو, وخشية أن يعرفك اعوان الطاغية وتسبب الأذى لأهلك ومحبيك.
نم قرير العين يا سلام ويا هندرين ويا نبيل.....أنت وشم في قمصان قلوبنا ومنك تعلمنا دروس التواضع والطيبة والنقاء والمواصلة وكتمان الوجع والحلم بالجميل القادم رغم كل العتمة....
كبيرة الخسارة وموجعة أخبار رحيلك.... وداعاً يا رفيق ...
صديقك
نجم خطاوي
.........................
رحل سلام عيسى مولود واسمه في فصائل الانصار الشيوعيين "هه ندرين" وعرف أيضا باسم "نبيل", مساء الاثنين 29/12/2014 في مستشفى الجنوب في مدينة ستوكهولم السويدية بعد معاناة قاسية وطويلة مع المرض.

#نجم_خطاوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات