|
أيتام صدام ..
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4680 - 2015 / 1 / 2 - 12:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا شك بأن صدّام حسين هو أحد الشخصيات التي أوصلت عنف السلطة والحاكم إلى درجات عالية قُصوى، وحَكمَ بالحديد والنار ، فكان هو ونظام حكمه ، من أكثر الأنظمة قمعا ،قهرا وإعتداء على الوطن والمواطن . لكن هل كانت سياساته (إذا كانت له سياسات ) نابعة من سوء فهم وتقدير للمناخ المنطقي والعالمي ، أم أنها كانت مدفوعة بجنون عظمة ممزوج بخلل في الشخصية (شخصية بسيخوبات ) ؟؟. أنا أميل للرأي القائل بأن صدّام كان صاحب شخصية باثولوجية ، لذا كانت قراراته نتاج باثولوجيا مرضية واضحة للأعمى . أما كيف يصل مجنون إلى الحُكم ؟؟ فلعل في شعر المتنبي ما يعطي جوابا ، حينما قال : نامت نواطير .. فحينما يغفو حراس الإنسان والوطن ،حراس الحقوق والكرامه ، تسطو الثعالب على البشر ، الشجر والحجر . فليكن السبب أياً كان ، فهذا ما حدث وسيطر صدام وعائلته على العراق . وكانت قيادته للعراق ،هي التي أوصلته للحالة التي هو عليها الأن . ويكفي إتهاما لسلطات الإحتلال الأمريكي ، فهي قوة إحتلال أولا وأخيرا ـ تصنع ما ترى فيه صالحها وصالح حلفائها ، ولم تأتِ للدفاع عن العراق وشعوبه . الدمار الإقتصادي والإنساني الذي الحقته جنونات (بدلا من بطولات !!!) صدام وبعثه بالعراق شعبا وثروات ، لم يكن أحد غيره قادرا على ذلك .. أما تحكيم أهله وعشيرته بأرواح العراقيين ،كردا وعربا ، اشوريين وازيديين وباقي الأقليات القومية والدينية .فلا حاجة للإطالة بالحديث عنه ، فهو في هذه لم يختلف عن باقي إخوته القادة العرب ، ملوكا ورؤساء ، أصحاب الجلالة والسعادة ، الذين نُفّذ فيهم حكم الإعدام أو الذين ما زالوا يتربعون على كراسيهم. وعودة إلى "جنونات "صدام ، التي كان من نتائجها المُباشرة ، العنف وأنهار الدماء التي ما زالت تسيل وبغزارة في أودية وانهار العراق والبلاد المحيطة . لا يُمكن قطعا ، عدم ربط داعش بجنونات صدام ، فقد خلق أجواء تستسهل سفك الدم ، ناهيك عن تحالف فلول بعثه مع داعش . لكن أن "يتحسر " البعض عليه وعلى فترته الجنونية ، فهذا ما لم يكن بالحُسبان ، إضافة إلى التباكي على مصيره ..!! فهذا من العجب العجاب .. . علما بأن اصحاب السيادة العرب ، القادة والزعماء لن يتخلوا عن كراسيهم طواعية ، فالسبيل الوحيد لإزاحتهم ، هو الثورة على غرار مبارك وبن علي ، والثورة ايضا على غرار القذافي ، أو التدخل الأجنبي على غرار صدام ... هم الذين إختاروا مصيرهم وكيف تنتهي حياتهم ، لأنهم لم يتركوا خيارا أخرا ... فلا تتباكواعلى مصيرهم عذرا (إما الهروب والقبوع في حفرة أو حبل المشنقة ، وربما السجن ). ومن بين هؤلاء الذين يتباكون على صدام ، عرفتُ البعض شخصيا ، الذين شاهدوا وجه صدام على القمر ، وأخرون يؤمنون بأنه "وما صلبوه وما قتلوه " وإن الذي تم إعدامه واحد من أشباهه . هذا على مستوى العامة ، أما أن تخصص بعض الصحف إفتتاحيات عن نبوءة صدام التي لم يفهمها العرب، وكيف أنه صرخ "تحيا الأمة العربية " و"عاشت فلسطين حرة عربية " وما إلى ذلك من ترهات وتفاهات لن تستطيع تنظيف الدماء عن يدي المجرم القاتل. إذن ليس بمستغرب أن يكون حال الأمة ، هكذا ،إذا كانت تنظر النبوءات من فم سفاح ..!! ذهب صدام إلى حيث ألقت ، وبقي أيتامه يبكونه ويندبون حظهم بوفاة "والدهم " ..!!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحديات أمام زغلول 2015
-
ألنفاق الأمريكي ..
-
اللا مثقف
-
إبن مخيطير وإبنة ناعوت ..والقائمة طويلة .
-
ألثقافة والمُثقف ..
-
الأزهري محمد عمارة بين المستحيل والممنوع ..
-
صورتان وطفولة واحدة..!!
-
وداعا كوبا وداعا للبساطة ..
-
ميلادا مجيدا ..
-
ثبتَ علميا : الرجال ناقصو عقل ..!!
-
على هامش حوار القراء والأستاذ أفنان القاسم ..
-
الإسلام شُجاع ولا يُجاملُ أحدا ..
-
لولا الجحيم ..!!
-
الفوزان يعترف ..!!
-
-شُعلة - من العُنصرية ..
-
ألوحدة أو الإندثار ..!!
-
مؤسسات الدولة الحديثة .
-
ممنوع الدخول
-
رحمة الله عليك يا كافكا ..!!
-
الرابح الأكبر ..
المزيد.....
-
ماكرون يقبل استقالة الحكومة الفرنسية ويدعوها لتصريف الأعمال
...
-
ماذا تعني المشاركة في مسابقة للجمال في الصومال؟
-
وزير خارجية جنوب إفريقيا: حل النزاع في أوكرانيا دون مشاركة ر
...
-
بوروشينكو: سلطات كييف لا تتخذ أي إجراءات لاستعادة توليد الطا
...
-
مقتل 3 أطفال سوريين في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان
-
الخارجية الأمريكية: لا أحد في أوروبا يهدد روسيا
-
روسيا.. ابتكار مصدر بديل للطاقة من القش
-
لماذا أقر جيش إسرائيل بالنقص بدباباته؟
-
رصد انفجارات للصواريخ الإسرائيلية الاعتراضية في أجواء الحدود
...
-
مصر.. إغلاق ضريح مسجد الحسين.. والأوقاف تنفي ارتباطه بذكرى ع
...
المزيد.....
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
المزيد.....
|