أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - ثالوث التحالف التبعي: السلطة، والأنجزة، والقطاع الخاص














المزيد.....

ثالوث التحالف التبعي: السلطة، والأنجزة، والقطاع الخاص


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 4678 - 2014 / 12 / 31 - 18:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




من بين هؤلاء الذين يعملون معاً في إطار اقتصاد ريعي يعتمد على التمويل الخارجي، تنفرد الأنجزة بدور منتج الأيديولوجيا بامتياز. وفي هذا السياق تقوم الأنجزة المحلية بإكمال ما ينقص لدى السلطة والقطاع الخاص من وعي بمفردات اللبرلة في سياق العولمة. وهكذا يبدو عملها نوعاً من تقاسم الأدوار مع السلطة والقطاع الخاص. وقد "تضطر" في هذا السياق بين الحين والآخر إلى توجيه النقد لضلعي المثلث الآخرين لعجزهما عن رؤية مصلحتهما الطبقية أو السياسية، فتنتقد مثلاً ما تسميه "عدم مواءمة السوق مع الخريجين" أو بعض "الممارسات غير الديمقراطية" للسلطة. وليس غريباً بالفعل أن تكون معظم أدبيات الأنجزة ورسائلها ورؤاها من النوع الذي يتحدث عن التكامل مع القطاعين الخاص والرسمي. إننا بالفعل في مواجهة ثالوث تبعي بامتياز: واحد سياسي، وواحد اقتصادي، وأخيراً يأتي الواحد الأيديولوجي الذي يكرس الهيمنة للفكر البرجوازي التبعي الذي يتبنى المقولات والمفردات الحداثية للرأسمالية في المركز دون أن يقدر على القطع مع الماضي لأسباب تخص عجزه البنيوي عن الإنتاج بسبب عجز الطبقة البرجوازية التابعة عن الإنتاج في ميادين الاقتصاد، وما يترتب عليه من فقر في إنتاجها العلمي والثقافي على وجه العموم.
من هنا يبدو لنا أنه لا يمكن مهما حسنت النوايا أن يكون الفعل "التنويري" للمنظمات غير الحكومية وما تنتجه من "أبحاث" و "أوراق سياسات" و"تقارير" ...الخ إلا جزءاً عضوياً من سيرورة السيطرة الطبقية التي تمارسها البرجوازية المحلية. وما الكلام على التنمية والحرية والديمقراطية وحقوق الطفل والمرأة من بين مفردات أخرى تشيع في لغة البنك الدولي، إلا ترويج للأيديولوجية التي تسهل السيطرة الطبقية وتخلق الهيمنة الضرورية لها في المجتمع المدني.
ليس هناك من فرصة بالطبع لأن يتم نقض الفكر الليبرالي في نسخته التبعية المحلية من مواقع الأنجزة، لأن الأنجزة جزء من النسيج العضوي المتكامل للبنية الريعية القائمة. إن الاقتصاد القائم في بلادنا هو بالطبع اقتصاد ريعي يزدهر فيه رأسماليون يتكسبون أساساً من بيع سلع لا يمكن تغطية ثمنها إلا عن طريق رواتب الموظفين المساكين التي تأتي في سياق المساعدات للسلطة الفلسطينية. أما منظمات الأنجزة فإنها تتلقى أموالها على شكل ريع مباشر لا توسط فيه. ومن هنا فإننا نتوهم أن رأس المال المحلي ذاته قد يكون أكثر قدرة على السلوك بشكل مستقل عن تعليمات الرأسمال العولمي ومصالحه من تلك المنظمات. فهذه الأخيرة إنما تتلقى تمويلاً مشروطاً صراحة أو ضمناً بالتزام أجندة محددة تتصل بترويج الأيديولوجيا الليبرالية، ولا فرق هنا بين منظمة "يمينية" ومنظمة "يسارية". وقد وجدنا عن طريق فحص سريع لأدبيات المنظمات المحلية –وإن كنا في حاجة إلى بحث معمق- أنها تتشارك في الرؤية والرسالة التي تتماهى مع فكر الشمال بشكل شبه تام. ولذلك يصعب علينا أن نتخيل أن تتمكن هذه المنظمات من طرح أي فكر نقيض للسياسة القائمة أو الاقتصاد الرائج: ذلك أن التبعية المباشرة الناتجة عن تمويلها تجعلها أكثر وعياً بضرورة استمرار الوضع القائم لأنه سر وجودها وازدهارها. أما إذا كان بعض من موظفيها يحمل شيئاً من الإرث النضالي السابق الذي يشوش وعيه الجديد، فإنها تقوم عملياً بتصويب رؤيته عن طريق رده عن غيه "النضالي" إن وقع دون أن يقصد في محظور الإساءة إلى الحلفاء الطبقيين من أعضاء النخب السياسية أو الاقتصادية. ولذلك فإن على موظف الأنجزة أن يتدرب على الفرق بين النقد "الرفاقي" للشركاء والحلفاء الطبقيين وبين "النقض" المدمر طبقياً والذي يمكن أن يسيء إلى هيمنة فكر التحالف الطبقي ويضعف سيطرته مما قد يقود "لا سمح الله" إلى تقويض الهيمنة الأيديولوجية، ويفتح الاحتمال على إمكانيات تهديد السيطرة الطبقية للثالوث الأساس المكون للطبقة المسيطرة بأضلاعه الثلاث: السلطة السياسية، ورأس المال الكمبرادوري الخدمي والعقاري والتجاري، ثم منظمات الأنجزة التنموية والتوعوية على السواء.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البطالة الواسعة وأزمة الإنتاج التبعي الفلسطيني
- الناس لا يقرؤون؟! ولكنهم لا يتقنون لغة القراءة
- خولة الشخشير لن تستقيل؟
- أسطورة البحث في فلسطين: موظفو أبحاث؟!
- أنقذوا التعليم: أوقفوا تدريس اللغة الإنجليزية
- جامعة بيرزيت الليبرالية: التنافس والريادية والإبداع أساس الت ...
- الحجاب وتدمير التفكير واحتكار الحقيقة الأخلاقية
- بطش الاحتلال وبطش المدارس
- فشل الدول وسقوط البرجوازية الكولونيالية في الوطن العربي
- السويد لم تعترف بالدولة الفلسطينية
- اليسار ليس إلحاداً ولا لبرلة ولا علمنة
- فساد الأنجزة: سرية رواتب الموظفين فساد الأنجزة: سرية رواتب ا ...
- هل من فروق بين حماس وداعش؟
- المناضل مجد اعتراف الريماوي
- رأس المال المحلي لا وطن له
- أوباما، يصنع الدمى، يحركها، يعبث بها، ويحرقها
- ما الذي يبقينا على قيد الحياة؟
- أغلقوا المدارس/افتحوا بوابات الإنتاج والمقاومة
- المقاومة الفلسطينية بين الإرهاب الإسرائيلي والإرهاب المصري
- داعش في بيتي


المزيد.....




- بسرعة 144 كيلومترًا بالساعة.. عواصف شديدة تضرب ولاية تكساس ا ...
- -في كل مرة نخترع طريقة-.. ماذا تكشف -سوق السجائر السوداء- عن ...
- ماذا نعرف عن الأرقام العشوائية التي تتحكم في حياتنا؟
- ديمقراطيون كبار يحثّون بايدن على الانسحاب من خوض انتخابات ال ...
- شولتس يرحب بنتائج انتخابات فرنسا ويشيد بالعلاقات مع باريس
- إسرائيل تراقب تصنيع مصر سلاحا متطورا
- لابيد: سأمنح نتنياهو شبكة أمان برلمانية
- رئيس الوزراء السلوفاكي يقوم بأول جولة خارج العاصمة بعد محاول ...
- مصر.. شاهد يروي سبب صفع محمد رمضان أحد الشباب
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1940 عسكريا أوكرانيا خلال 24 ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - ثالوث التحالف التبعي: السلطة، والأنجزة، والقطاع الخاص