أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عفيفة هانيم - الهلع الأخلاقي في ماليزيا














المزيد.....

الهلع الأخلاقي في ماليزيا


عفيفة هانيم

الحوار المتمدن-العدد: 4678 - 2014 / 12 / 31 - 05:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قد أدهشت ماليزيا – خاصة الملايويين المسلمين – بقضية شكولاتة كادبوري التي اكتشف أن فيها محتويات من حمض نووي للخنزير بعد فحصها في نوعين من منتجاتها. وذلك الحين، المسلمون أصيبوا بوسوسة لتناول الشكولاتة وكثير من الدكاكين أوقفوا بيعها. وحتى عرضت في أخبار (Utusan Malaysia) في تاريخ 27 مارس عام 2014م، طلبت أكثر من 80 هيئة إسلامية تغريم شركة شكولاتة كادبوري بمبلغ 100 مليون رينجيتا، وكذلك طلب حلف الهيئات الإسلامية غير الحكومية لماليزيا (ACCIN) من الشركة نفسها أن تدفع التكلفة لتبديل الدم للمسلمين الماليزيين لتنقيته من محتويات محرمة بعد أكل الشكولاتة . فهذا الوضع الحائر يعرف بظاهرة الهلع الأخلاقي وهي ليست شيئا جديدا فقد حدث منذ زمن بعيد.

في ماليزيا، هناك كثير من الحوادث الاجتماعية الأخرى التي تتسبب في الهلع الأخلاقي. شاهد العالم مأساة اختطاف طائرة الخطوط الماليزية MH370، حيث قد لفتت انتباه المجتمع وجميع الطبقات من شعب ماليزيا وحتى رؤساء الدولة، ردود أفعالهم تجاه هذه القضية. فإن الهلع الأخلاقي معروف كحالة من التوتر أو القلق العام كرد فعل على مشكلة تعتبر مهددة للمعايير الأخلاقية للمجتمع. فوسائل الإعلام هي وسيطة تلعب دورا هاما في إبراز هذه الظاهرة نظرا إلى قدرتها في نشر الأنباء والتراجديات. وفي أغلب الأحيان تنجح في المبالغة للقضية حتى تأثر الجميع في مشاعرهم ودرجة قبولهم نحو بعض القضايا.

ويبدو الهلع الأخلاقي أو (moral panic) مصطلح أكاديمي في علم الاجتماع الذي طلع في عام 1971م من جوك يانغ في مؤلفه المشهور، الصور الانحرافية (Images of Deviance) . كان يناقش فيه عن إمكانية وسائل الإعلام في مبالغة قضية ما وبالتالي تسبب في إظهار هذه القضية. وفي العام التالي، جاء ستانلي كوهين بالتفاصيل للظاهرة نفسها في مؤلفه الهلع الأخلاقي وشيطان الشعب (Moral Panics and Folk Devils). فقال أن المجتمع هو المستقبلون المهدوفون حينما يحدث الهلع الأخلاقي. ثمة حالة ما أو حادثة أو شخص أو مجموعة من الناس ستكون تهديدا للقيم والمعايير الأخلاقية للمجتمع، حينما تلقي وسائل الإعلام الضوء عليها.

فوسائل الإعلام تعرض المعلومات المتعلقة بالتهديد بطريقة مبسطة جدا. وهؤلاء السياسيون والمؤلفون ورجال الدين والعلماء أصحاب القيم وهم الذين يعدون التوضيحات والبيانات للجماهير إلى أن يرتاح المجتمع ومخاوفهم أو يستمرون في أمر الهلع . ولكن، في أغلب الأحيان، الهلع الأخلاقي يصدر من تجربة السياسيين وبعض الأشخاص بالسلطة لأنهم فعلا يمتلكون السيطرة على وسائل الإعلام. قد يكون الخبر المبرز شيئا جديدا وفي أحيان أخرى هو أمر كان موجودا ولكن يُعلم مرة أخرى بطريقة مفاجئة .

يبدو الهلع الأخلاقي حالة مرعبة لدى المجتمع من أجل أمر مخيف بعد سماعهم إليه في الأخبار والتلفاز والمذياع. ولكن، المشكلة هنا، لماذا المجتمع هم المستقبلون المقصودون؟ فذلك لأن المجتمع يمكن في جعلهم متابعة إرادة الآخرين وتلاعب ميول مشاعرهم تجاه أمر ما، خاصة حينما ظهرت مؤامرات كثيرة مع الهلع الأخلاقي نفسه. فيصابون بالقلق الذي قد لا يكون سليما. وعلى سبيل المثال، في قضية استخدام كلمة الله في كتاب بيبل، كان المجتمع في حالة التوتر والضغط على هجمات الدين الإسلامي، ولكن هناك فئة من الناس قامت بمشاجرات لا حاجة إليها إذا فكروا بعقل سليم. وها هي أدت إلى زيادة التوتر في الحالة نفسها. ومع أن المجتمع ذو قلة معلومات بما زالوا يريدون أن يتكلموا ما في صدورهم ويطرحوا آرائهم تجاه الأمر. والجدير بالذكر أن هذه النتيجة التي ينويها رجال السلطة حتى يتمكنوا من جر الناس إلى شيء غير مهم .

فبالضبط، نحن كمجتمع محتضر، يمكننا أن نسيطر على ردود أفعالنا عندما نستقبل هذا النوع من المواضيع المسببة للهلع الأخلاقي. فقبل استقبال أي معلومات، لا بد لنا أن نكتسب علما حول القضية ونسكت إذا لا ندري عنه شيئا حتى لا نخترع نظرية جديدة وهي في عيون الآخرين مزعجة للغاية. غالبا، في ماليزيا، المجتمع فيها سريع الاستجابة، ويستطيعون أن يكونوا متجاوزين في الاستجابة أيضا حينما تحدث مثل هذه الظاهرة. بمساعدة المواقع الاجتماعية، كلها ممكنة في إطفاء الهلع الأخلاقي وانتشاره في نطاق أوسع، بجانب الجرائد والمجلات والتلفازات. فالمهم، نسعى إلى حل المشاكل بطريقة سليمة ولا نلوم أشخاصا آخرين وإنما نحاسب أنفسنا ونختار الخيارات من الحلول التي نستطيع التفكير فيها. وأما بالنسبة المواضيع الخطيرة التي تصيب المجتمع، فينبغي على المسؤولين من السياسيين والعلماء وأصحاب العلوم أداء ما بوسعهم وكفائاتهم في ضوء البيانات والإرشادات للمجتمع.



#عفيفة_هانيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عفيفة هانيم - الهلع الأخلاقي في ماليزيا