أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - اللا مثقف














المزيد.....


اللا مثقف


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4677 - 2014 / 12 / 30 - 15:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



"...ذلك انه ما أن تغيير ميزان القوى بانقسام المعسكر الاشتراكي حتى تعينت الرأسمالية المالية على احلال النخب المعدلة جينيا مكان المثقف الثوري او-و تحور الاخير الى نحبوي بابداع القدرة على تغيير الوان المعاطف التى يتسابق فيها معظم المتثاقفين اليوم مع النخب المعدلة جينيا و قد خاب ظنهم في الجماهير والثورة تذرعا ."
لا ، لم أقتبس الفقرة السابقة من مقال منشور لأستاذة فاضلة (لن أذكر إسمها ) ،والتي أُكن لها إحتراما كبيرا مع كثيرين غيري من طلبتها وزملائها ، لم أقتبس هذه الفقرة (وكان الخيار عشوائيا ) لأنتقد ، أُعلق ، أشرح أو أتسائل عن تفسير أو تأويل لفحواها . بل إقتبستها لأنها تحوي مصطلحا وتسمية إضافية مشتقة من الثقافة وهي :المُتثاقف !!
وإن كُنتُ لا أدّعي فهم الفقرة السابقة ، (كما ولا دخل للفقرة والمقال وحضرة الكاتبة التي أُجلّها بمقالي هذا ، وكل ما في الأمر أنني تطفلتُ على مقالها فقط ) ، لكنني أتكهنُ بأن المقصود بالمُتثاقف معنى ومضمونا ، هو الشخص الذي يدّعي الثقافة ، كما أطلقتُ أنا ، لقب "مُدّعي " الثقافة على هؤلاء .(على عكس المُثقفين من نمط "كالحمار يحمل أسفارا ")
يُمكنُ الإستنتاج بأن الأستاذة الكاتبة تعتبر نفسها مُثقفة ، وإلا لما غضبت غضبة قوية على المتثاقفين الذين غيروا ألوان المعطف لينضموا إلى النخب المعدلة جينيا بعد أن خاب ظنهم بالثورة تذرعا ..!!
وبناء على تعريف الأستاذة للمتثاقف ، يمكن بناء بروفايل للمثقف ، فهو أولا ثوري ، لا يُغير ألوان معطفه ،لا يتسابق مع النخب المعدلة جينيا ، ولا يخيبُ ظنه بالجماهير والثورة تذرعا !!
أتفق جدا ، مع الثورية كماهية جوهرية وخاصية لصيقة للمُثقف ، فهو لا يكتفي من المُسلّمات ، ثائر على القيود ، لا يُقدّس نصا ولا فكرا ، يتعامل بروح ناقدة مع كل شيء ،إلا القوانين الطبيعية الثابتة ثبوت الشمس في كبد السماء . أما بخصوص تغيير المعاطف (ربما كناية عن تغيير جلده ..!!) فلا أعرف لماذا على الثوري أن يعيش حياته كلها مرتديا معطفا واحدا ؟؟
أما خيبة الظن بالجماهير والثورة ، فأعتقد بأن الثوري يجب ان يتحلى ببصيرة نافذة تُمكّنه من نقد الثورة والجماهير وأن يخيب ظنه بهما ،الجماهير والثورة (كما خاب ظننا بالجماهير التي أوصلت الإسلام السياسي لسدة الحكم ) ، وكما يخيب ظننا "بالثورة " السورية أيضا ..أما لماذا تذرعا ؟؟ فهل يتذرع المثقف الثوري بخيبة الأمل ، لتغيير معطفه ؟؟ولماذا على المُثقف أن "يحافظ " على معطف مهتريء وبالٍ ومليء بالرقع ؟؟ لستُ أدري .!
بعد أن حاولنا فهم ما جاء في الفقرة السابقة ، يطرحُ سؤالٌ نفسَه بإلحاح ، وهو : هل يُخاطبُ المثقفُ جمهورَه بالطلاسم ؟ هل يُعتبرُ المثقف ، هو ذلك الشخص الذي يُجيد الحديث بضبابية مستعملا مصطلحات وجُملا تستغلقُ على الفهم ، لتكون كلها دليلا على عُمق ثقافته ؟
فاللامُثقف هو في رأيي الأنتيتيزا للمثقف ( وشو هاي الأنتيتيزا حضرتك ؟ يسأل أحدهم ) ، وبما أنني أحسبُ نفسي على المثقفين ، ولا أُحبُ التباهي بمعرفتي للمصطلحات من الوزن الثقيل والمعنى الغامض ، فلا تراني في كتاباتي أستعملها . ولنعُد إلى الأنتيتيزا ، فهي الضد أو النقيض . فاللامثقف هو النقيض من المثقف .
قد يكون حاصلا على أعلى الشهادات الأكاديمية . وقد يكون مختصا من الطراز الأول في مواضيع صعبة وشائكة .وقد يكون حاصلا على جوائز عالمية .
وسأُطرح نفسي كمثال ، بصفتي مُختصا بتأهيل المرضى النفسيين (من القلائل في هذا المجال ) وحاصل على شهادات وجوائز ، لا يعني هذا بالضرورة أن يُسبغَ عليّ إختصاصي هذا ، لقب "المثقف " ولا أي إختصاص أخر ، رغم تمكني(نظريا على الأقل ) من الكتابة حول الموضوع وبإسهاب كبير .
لكن المُختص ، ونحن العرب بحاجة الى الكثير من المختصين، في كافة مجالات الحياة ، العلم والبحث العلمي ( حققنا إكتفاء ذاتيا في المختصين بالديانات ونستطيع التصدير ) ، لكن نحن بحاجة لهم لكي نلحق بركب البشرية ، والمختص سجين في سجن ، بإختياره (سجن الإختصاص ، ويُريدنا أحيانا أن نُشاركهُ سجنه ) .
وكما هو معروف فالمُختص يعرف الكثير عن جزئية صغيرة .. لكن المثقف لا يعرف هذا الكثير عن الجزئيات.
اللا مثقف هو الذي يرى فقط جزئيته !!
هذا رأيي ، ولكم أن تفنّدوه إن شئتم !! الى اللقاء......



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إبن مخيطير وإبنة ناعوت ..والقائمة طويلة .
- ألثقافة والمُثقف ..
- الأزهري محمد عمارة بين المستحيل والممنوع ..
- صورتان وطفولة واحدة..!!
- وداعا كوبا وداعا للبساطة ..
- ميلادا مجيدا ..
- ثبتَ علميا : الرجال ناقصو عقل ..!!
- على هامش حوار القراء والأستاذ أفنان القاسم ..
- الإسلام شُجاع ولا يُجاملُ أحدا ..
- لولا الجحيم ..!!
- الفوزان يعترف ..!!
- -شُعلة - من العُنصرية ..
- ألوحدة أو الإندثار ..!!
- مؤسسات الدولة الحديثة .
- ممنوع الدخول
- رحمة الله عليك يا كافكا ..!!
- الرابح الأكبر ..
- ألحوار -ألمُتأرجح - بين الغنوشي وإبن رشد .
- الشر والبيولوجيا..
- الشر كأيديولوجيا ...!!


المزيد.....




- ليس الإكثار فقط.. مخاطر صحية قد تنتج عن خفض استهلاك الملح بش ...
- التبرع بالدم يقدم فائدة غير متوقعة لصحتك وحياتك
- دراسة تكشف العلاقة بين مشاهدة التلفزيون وأمراض القلب
- مفاوضون أمريكيون في موسكو وترامب يأمل بموافقة بوتين على وقف ...
- مصادر دبلوماسية للجزيرة: مجلس الأمن يقر مشروع بيان يندد بالع ...
- شرخ في جدار الغرب.. الطلاق بين الولايات المتحدة وأوروبا
- جنود على الخطوط الأمامية في أوكرانيا يصفون محادثات السلام مع ...
- زاخاروفا: تصريحات بودولياك حول موقف روسيا في الاتفاق مع الول ...
- حريق بطائرة تابعة لأميركان إيرلاينز بمطار دنفر
- انقسام في مجموعة السبع حول البيان الختامي


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - اللا مثقف