شركة أوما غيت للنشر والترجمة
الحوار المتمدن-العدد: 4677 - 2014 / 12 / 30 - 10:14
المحور:
الادب والفن
Omagate.com
عن مؤسسة "أوما غيت" للطباعة والنشر والترجمة في أمريكا صدرت بالعربية الطبعة الثانية لرواية الضجيج للسوري حسين سليمان. تتكلم الرواية عن الشواش الذي لحق المخيلة العربية إبان الحرب على العراق في العام 2003. لكن ذلك العام غير واضح وغير مقصود في الرواية ولا يتم التكلم عن الحرب بالشكل المباشر وإنما تستلهم الرواية نتيجة تلك الحرب بل الحروب المتعاقبة في المنطقة وما انعكس عنها وتأثيرها على الإنسان العربي. في هذه الرواية يفقد البطل "قاسم" المقيم في أمريكا والمتحدر من أصول أردنية تموضعه، ويخسر الحضور الذي كان يقيم فيه، ويتشتت أمامه الزمن وتنهار الرؤية ومن ثم يفقد الرابطة الاسروية التي تربطه مع زوجته "أسماء" وطفليه، كل ذلك لصالح صديقه الامريكي "جيمس" الذي يحوز على زوجته وطفليه ومنزله. كتبت الرواية بطريقة انثيال تيار الوعي، متتبعة الطرق التشكيلية - الفلسفية وللصور فيها أكثر من تفسير فهي قريبة من لوحات التشكيل التي تعول على البناء الرمزي. ويلفت نظر القارئ منذ البداية أن البطل الذي يتفرق لوعة على الخسران الذي حل به يتنقل بين الأمكنة التي كان قد اعتادها، ويتردد هنا وهناك من دون أن يشعر بالإمتلاء وبأن المكان فيه ألق الحياة. هو في طريق الإنتقام، يتتبع الذكرى، وماجرى له في مكان إقامته، ويحاول أن يعود إلى نقطة البداية، ويرصد السبب غير المفهوم الغامض. يتكرر رسم مشهد ناقلة النفط التي كادت أن تودي بحياة "قاسم" ومشهد سيارة الكاديلاك التي تجأر كما بافلو وهنا يدفع المؤلف من عدم الوضوح لتلك الصور برهانه أن ما يجري هو ربما تخيل وفي أقل شأن منه حقيقة تتداخل بعامل الوجود الشرطي للآخر الذي تؤكده تلك الأفعال..."ليس كل أمام هو حياة، أمامه موت وشيك لكن إن أراد الحياة فعليه العودة إلى الوراء.." هذا الصوت الداخلي لبطل الراوية "قاسم" يبرز حين يلاحق سيارة الكاديلاك وهي تغيب خلف الأفق ثم تتهشم هناك، في الجرف، في إشارة إلى أن طريق النجاة ليس دوما هو الأمام بل يجب وفي كل وقت العودة إلى أعماق النفس ومسألتها عن الطريق المتوافق مع الروح. في حين يتغيب قاسم عن تلك الأفعال ويجعله ذلك الغياب عنصرا غير فعال. ماذا سيفعل هذا الرجل الغائب، غير الموجود، فاقد المعنى، من أجل أسرته التي حاز عليها صديقه جيمس؟ الفعل الذي يهفو إليه هو فعل الماضي، الحوز على الذكريات، على ألف ليلة وليلة، على قبعة الإخفاء مثلا، أو الذكرى وهل يمكن أن يقوم الماضي مقام الحاضر ويؤكد من خلاله المستقبل القادم؟
الرواية قصيرة ويصح وصفها بالنوفيللا وقد زينت من الداخل بتعريف عنها وعن الكاتب باللغة الإنكليزية ووضع على الغلاف الخارجي لمحة عنها بالإنكليزية أيضا حتى إن وقعت بين يدي القارئ الأنكليزي يستطيع بهذه اللمحة القصيرة أن يتعرف على ملامحها ويبحث بالتالي عن طبعتها الإنكليزية. تتوفر الرواية بنسخة ورقية ونسخة الكترونية منشورة في موقع الدار "أوما غيت دوت كوم" ومنشورة أيضا في مكتبة غوغل تحت عنوانين الضجيج و "آبرور". وأيضا في مكتبة امازون لتصبح متوفرة في أغلب المكتبات الكبرى.
أما الطبعة الورقية فستكون متوفرة أيضا في موقع الشركة تحت طلب القارئ وفي المكتبات العربية في أمريكا.
أوما غيت تستهل فعاليتها بهذه الرواية التي تصدر بطبعة عربية منقحة وستتبعها الترجمة الإنكليزية لها والتي ستكون بالطريقة التي اعتادها ويقبلها القارئ الأمريكي، فميكانيك الجملة والاسترسال والعبارات الإصطلاحية (الإديوم) محققة من قبل محررين أمريكيي الولادة والأصل وذوي خبرة باللغة الأدبية والشعرية وهم بالأصل شعراء أو كتاب نثر. وستتم كتابة مقالات نقدية عنها في الصحف الأمريكية الأدبية حين صدورها بالطبعة الانكليزية. كل ذلك من أجل المساهمة في وصل الفجوات الأدبية بين الشرق والغرب والذي ينحو الأخير بشكل أو بآخر المنحى المزاجي في أختيار نوع الأدب الشرقي ليقرأه جمهوره ويتم التعرف على وجه واحد من اوجه الفعاليات الفنية الشرقية غافلة بذلك الوجه الأكثر عمقا وأكثر أصالة.
وصدرت كذلك مسرحية "آرلوكان وقد حذقه الحب" من تأليف الكاتب المسرحي الفرنسي "بيير دي ماريفو" الذي عاش في القرن الثامن عشر وغذى المكتبة الأدبية بثقافة انسانية غزيرة تذكرنا أعماله بأعمال المسرحيين العالميين الكبار.
مسرحية يترأى فيها الذكاء المخفي وفعل النفس العميق الذي يقف من الحب الخالد موقفا لا يقوده العقل بل الطبيعة والتي يقف منها الإنسان عاجزا: لماذا وقع في الحب مع هذه الفتاة ولم يقع مع أخرى أجمل وأغنى؟
حملت ترجمة هيبتن الحيرش لغة راقية فيها البيان والخفة التي تترجم ليس النص فقط بل روح النص وجمالياته. وهنا مقطع من المسرحية:
الراعي
للأسف ! بالنسبة للسر، لا أعلم مِن الأسرار سوى أني أحبك.
الراعية
الظاهر أن هذا السر لا قيمةَ له؛ لأنني لا أحبكَ بتاتا، و هذا يغضبني؛ كيف صنعتَ لتحبني، أنت ؟
الراعي
وقع نظري عليكِ: هذا كل شيء.
سيلڤ-;-يا
انظُر الفرق؛ و أنا كلما نظرتُ إليك أحببتك أقَل. لا عليك، ربما جاء الحب، لكن لا تزعجني بعدَ هذا. مثلا، الآن، سأكرهُك إنْ بقيتَ هنا.
الراعي
سأنسحب إذن، بما أنها رغبتك، لكن اعطيني يدك لأقبلها، فهذا مِن شأنه أن يواسيني.
سيلڤ-;-يا
أما هذه فلا ! يقال إنه ليس مِن الشرف فعل هذا، ثم إني أعرف جيدا أن الراعيات يختبئن هاهنا.
الراعي
لا يرانا أحد.
سيلڤ-;-يا
أجل؛ لكن بما أنها خطيئة، فلا أريد أنْ أفعلها.
الراعي
الوداع إذن، يا سيلڤ-;-يا الجميلة، اذكريني مِن حين لآخر.
سيلڤ-;-يا
أجل، أجل
Email1: [email protected]
Email2: [email protected]
#شركة_أوما_غيت_للنشر_والترجمة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟