محمد المثلوثي
الحوار المتمدن-العدد: 4674 - 2014 / 12 / 27 - 23:43
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
هناك من يعتقد أن المشكلة في النظام الرأسمالي المعاصر تكمن فقط في ما يسمى "توزيع الثروة"، و لا يضعون الأسلوب الانتاجي لهذه "الثروة"، ولا طبيعة هذه "الثروة"، موضع السؤال. فمن ناحية فإن "توزيع الثروة" (أي أسلوب التوزيع) هو في نفس الوقت أساس وحصيلة الأسلوب الانتاجي، فأول توزيع "للثروة" هو توزيع وسائل الانتاج بين طبقات المجتمع، حيث فيما تعود ملكية هذه الوسائل الانتاجية الى طبقة اجتماعية فإن بقية المجتمع يتحول الى مجرد بائعي قوة عمل (سواء وجدوا لها رواجا أم أزيحوا من دائرة الانتاج بسبب المنافسة). هذا التوزيع الاجتماعي لوسائل الانتاج ستكون نتيجته الطبيعية أن الجزء الأعظم من "الثروة" ستعود لطبقة دون أخرى. ومن ناحية أخرى فإن "الثروة" في أسلوب إنتاج قائم على الانتاج من أجل الربح هي مجرد كدس متعاظم من البضاعة لا علاقة له بالحاجات الفعلية للمجتمع، بل أحيانا وغالبا بالضد عن هذه الحاجات. وطالما أن "الثروة" لا تتخذ إلا شكل البضاعة فإنها ستخضع في توزيعها لا لمنطق "التوزيع العادل للثروة" بل لمنطق المنافسة والعرض والطلب، وهذا ما يقود حتميا الى توزيع طبقي (غير عادل طبعا) للانتاج الاجتماعي. وهكذا فإن "التوزيع العادل للثروة" يستوجب مسبقا "توزيعا عادلا" لوسائل الانتاج، أي تغييرا في أسلوب الانتاج وليس أسلوب التوزيع فقط.
#محمد_المثلوثي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟