عامر هشام الصفّار
الحوار المتمدن-العدد: 4672 - 2014 / 12 / 25 - 16:56
المحور:
الادب والفن
أقاصيص كرسمسية
1
تطبع الشمسُ قبلةً هذا الصباح على جدار قصر المدينة الذي زيّنته مصابيح زرقاء تعطيه ليلاً منظراً جميلاً. يمشي هو في شارع الملكة في مركز المدينة. الناسُ في كل مكان يشترون هدايا عيد الميلاد. يومان قبل العيد، وهو يبحثُ الآن عن هدية سيقدّمها لفريق العمل في ردهة رقم 9 في المستشفى. سيضع الهدية جنب شجرة الأرز الكبيرة التي نصبتها ممرضة الردهة البارحة ووضعت عليها أجراساً ذهبية اللون صغيرة مع لعبة الدب الكبير وهو يلبس طربوشا أخضرا حيث أتخذ موقعه بجانب الشجرة وهو يغني كلما مسكت يده، أغاني كرسمس الهادئة.
الشارع يبدو مثل خشبة مسرح كبير ألتّم عليه جمهور الحاضرين، وكأن كل واحد منهم قد أتقن دوره الذي يؤديه. لم يقرّر بعدُ ما سوف يشتريه. على بُعد خطوات منه توقّف بابا نؤيل لابسا جلبابه الأحمر بلحيته البيضاء، واضعا عوينات فضية تملأ وجهه الضاحك. مدَّ يده بورقة إعلان عن تنزيلات موسمية. أخذ الورقة وبادله الفرح، ثم أنطلق داخلا محلا لبيع الحلوى.
2
وصل ردهة المستشفى متأخرا بعض الشيء. مرضاه في حالة مستقرة. زميلة العمل قد قررّت اليوم أن تأخذ إجازة مفاجئة. شجرة عيد الميلاد في مكانها نهاية ممر الردهة الرئيس قرب قاعة الإجتماعات. موسيقى العيد تُسمع من مذياع صغير. فجأة سمع صرخة المريضة ماركريت وقد تعثّرت بعصاها فسقطت أرضا.
غداً سيكون عيد كرسمس وهو يعلم الآن أن نهاره هذا سيكون أطول نهار.
3
تبادل بطاقات العيد مع جيرانه الطيبين. صباحات العيد كلها جميلة فكيف اذا كانت مشمسة بلا ثلوج ولا أمطار كان قد تعوّد عليها في ويلز.
يتذكر العام الماضي وكيف أن شوارع المدينة كانت خالية عندما قرّر أن يأخذ أقرباءه الذين يزورون المدينة لأول مرة في جولة سريعة. مرَّ على الدار القريبة عليه، تلك التي أضاءها صاحبها بآلاف المصابيح، ومرَّ على قصر كارديف ومتحفها الرئيس ومنطقة الميناء حيث ترسو زوارق الأغنياء.
ينتظر أصدقاءه اليوم الذين أعدَّ لهم برنامجا خاصا سيلقي فيه قصائده الجديدة. الجميع مشغول الآن في إعداد الطعام الذي سيكون جاهزا مع موعد بثّ كلمة العيد للملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا من على شاشة التلفزيون.
#عامر_هشام_الصفّار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟