أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بوشن فريد - تونس و المثالية السياسية














المزيد.....

تونس و المثالية السياسية


بوشن فريد

الحوار المتمدن-العدد: 4672 - 2014 / 12 / 25 - 16:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تونس و المثالية السياسية:
فعلاً لا تُقاس الانجازات العظيمة برحب صدور أهلها و حجم أشكالهم, و لا تُكتسب الأمثلة الديمقراطية إلا بسعي الراغبين في تأسيسها إلى تفضيل مصالح الأمة قبل إغراءات الذات, برغم ضيق حدود تونس الشقيقة و صغر مساحتها الجغرافية, تمكنت في ظرف قصير بصناعة مفاهيم الديمقراطية ذات أبعاد عالمية, و ربما قد تكون التجربة التونسية بعد تخطيها مرحلة الفوضى السياسية و خروجها منتصرة من انحرافات الربيع العربي, نموذجاً جديراً بالوقار الدولي و الإقليمي و العربي بوجه الخصوص, و سيكون التاريخ رحيماً و للمرة الأولى بمختلف التشكيلات السياسية التي تزخر بها تونس الخضراء, لحرصها الشديد و الصادق على تفسير مكتسبات ثورة الياسمين تفسيراً سياسياً غير منغلق التخمينات و الإيديولوجيات, و السر الأعظم من نجاح الطبقة السياسية في تونس راجع بالأساس إلى حنكتها و قراءتها اللاحبة و المنطقية التي تتماشى مع جميع أشكال الحساسيات الفكرية و الثقافية و السياسية المتوغلة داخل المجتمع التونسي الآبي.
بغض النظر عن النتيجة النهائية التي منحتها صناديق الاقتراع, و بعيداً عن الميولات السياسية و التعاطف الشخصي, أعطت التجربة التونسية لهذا الحدث الانتخابي بعداً سياسياً لدول الجوار, كالجزائر و المغرب و ليبيا, و منحت لهذه الدول صفعة قوية مليئة بالعبر و عظمة في الممارسة السياسية, إذ استطاعت تونس برجالها و نسائها أن تخطو مليون خطوة نحو حصد المكتسبات و إنقاذ أمنها و سلامة أفكار نخبها من السقوط في حضيض الشتيمة و النزاعات الأهلية, و بذلك بينت للرأي الدولي و العربي خاصةً, طبيعة و أخلاقية العمل السياسي في ظل تواجد توافق جماعي وطني, و أن زمن كسب الانتصارات الديمقراطية عن طريق بحر من الدماء و زهق الأرواح البريئة قد ولى عهده, و أن عصر استباق الذات و الأنانية الحزبية لم يعد ممكناً اليوم.
تونس صغيرة من حيث الخريطة الجغرافيا و لكنها سيدة الدأب السياسي و الشأن الديمقراطي من حيث ما حققته في ظرف وجيز, و رغم الوعيد و التهديد الإرهابي خرجت سليمة معافة. و لكن من خلال المكتسب التونسي هذا, يأتي مثل هذا الطرح عندنا كجزائريين مسرورين بنجاح الشقيقة تونس, متى يأتي الدور على الأمة الجزائرية؟.
إن الجزائر التي تعيش أزمة حكم و شغور في منصب الرئيس و شلّل كلّي في المؤسسات الجمهورية جراء مرض الرئيس بوتفليقة منذ 2005 إلى يومنا هذا, و استحواذه المفرط و الغير الديمقراطي على جّل الصلاحيات الدستورية, ترفض السلطة الحقيقية فيها, التخفيف عن وجع الأمة و ذلك بقبولها التنازل عن الفرعونية و التعنت لمحاورة الشركاء السياسيين الفاعلين في المجتمع الجزائري, على غرار التنسيقية الوطنية من أجل الحريات و الانتقال الديمقراطي, و اختارت زاوية الصمت و اللامبالاة و الاحتقار إزاء كل ما يصدر عن المعارضة من أطروحات متعددة الجوانب و الميادين, رغم تفوق المعارضة في التكتيك السياسي و التخطيط المستقبلي, إلا أن آذان السلطة في الجزائر مصنوعة ببقايا الصدأ و الحجر, لا تسمع و لا ترى إلا من يطبل لها و ينشد عن أمجادها الورقية و الكاذبة.
و أعتقد أنه الوقت الملائم و الطبيعي, لإنشاء مجموعة من المصطلحات السياسية الفعالة, لإخراج الجزائر من الضياع السيادي الوشيك, خاصة أن السلطة بالجزائر تعتمد على سعر النفط للحفاظ على تموقعها و نظامها, و أن أسعار النفط في البوصة العالمية انخفضت بإشارات خليجية – غربية, لذلك يتوجب عليها بالإسراع في إنشاء لجنة وطنية مستقلة تشرف على الانتخابات النزيهة و بعدها التحضير لمرحلة الرئاسيات المسبقة, عملاً بنفس الوتيرة و الطبيعة التي قامت بها تونس الشقيقة, لإنقاذ الجزائر من السياسية الانطوائية و الفرعونية من طرف جماعة الرئيس بوتفليقة.
بقلم: بوشن فريد.



#بوشن_فريد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لم يتغير الفكر العربي بعد؟
- كمال داود... الحضارة تحميك.
- لا يجب أن نحلم أحلاماً أكبرمن مستوى أفكارنا
- لماذا التعنت في زمن التشتت؟
- هل الرئيس بوتفليقة من سلالة الأنبياء؟
- المعارضة الجزائرية لم تبلغ سن الرّشد بعد
- من هنا تبدأ الصحوة العربية...
- ماذا ورثنا من الاستقلال؟


المزيد.....




- -تطور جديد- و-الثابت في السياسة متغير-.. أبرز التعليقات على ...
- الجيش الروسي يحرر بلدة جديدة في دونيتسك
- المبادرة المصرية تطالب بتعيين قاضي تحقيق مستقل في وقائع النج ...
- -حان الوقت لحماية أمريكا من رئيسها-- نيويورك تايمز
- رحلت فاطمة حسونة وبقيت أعمالها.. مقتل مصورة فلسطينية بعد يوم ...
- صورة طفل فلسطيني مبتور الذراعين تفوز بجائزة -صورة العام 2025 ...
- خبراء الصحة يناقشون التحديات العالمية
- رئيس مكتب زيلينسكي يكشف عن تفاصيل لقاء باريس اليوم
- الخارجية الأمريكية تصف الوضع في أوكرانيا بـ -مفرمة اللحم-
- استمرار التحقيق في قضية دوروف بفرنسا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بوشن فريد - تونس و المثالية السياسية