أين تقع وزارة الامتصاص؟

توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4671 - 2014 / 12 / 24 - 19:40
المحور: كتابات ساخرة
    

اليكم هذا اللغز:
ما اسم الوزارة التي لا توجد إلا في إسرائيل؟
ولتسهيل الإجابة:
تسمى حرفيا وفق الترجمة الآلية: وزارة الامتصاص أو الابتلاع Absorption Ministry))
أما مجال اختصاصها، فهو استيعاب المهاجرين الجدد ، والغريب أنَّ هذه الوزارة هي الوحيدة أيضا التي يتم تعيين وزرائها في إسرائيل بدون ضجَّة ومشكلات، ولم أجد خلال متابعاتي خلافا عليها، فهي وزارة تعيش في الظل، على الرغم من أنها استُحدثت عام 1951.
هذه الوزارة مسؤولة عن المهاجرين الجُدد إلى إسرائيل، وهم (العوليم)، ومن مسؤوليات الوزارة: متابعة شؤون المهاجرين الجدد، اجتماعيا، واقتصاديا، ومهنيا، وتساعدهم في الحصول على وظائف وبيوت، وتعلمهم اللغة العبرية، وتوصى بتخفيف وإلغاء الضرائب على مشاريعهم، وتساعدهم في جلب أمتعنهم من البلاد التي قدموا منها، وتوفّر لهم التعليم .
ونظرا لأهميتها المستترة، فقد تولى أمرها وزراء كبار، منهم:
شمعون بيرس ، رئيس الدولة السابق، وحكيم إسرائيل عام 1970
وكذلك رئيس الوزراء السابق، إيهود باراك 1999
ورئيس الوزراء السابق أيضا، أريل شارون 2001
وزيرة العدل أيضا، تسبي ليفني 2006
وتسيِّرها حتى اليوم الوزيرة، صوفا لاندفر
أما سببُ كتابتي عنها فهو أنني أعتبرها من أخطر وزارات إسرائيل بعد وزارة الدفاع، فهي مسؤولة عن جلب القدرات البشرية اليهودية في كل أنحاء العالم، ولا سيما الشباب والأطفال، حتى يتامى زلزال جزيرة هايتي جرى امتصاص عدد منهم عام 2010 وتهويدهم.
وإليكم بعض إنجازات هذه الوزارة:
"نشرت وزارة الاستيعاب في إسرائيل إحصاءً بعدد المهاجرين الجدد خلال العام المنصرم 2014 ، فبلغ عددهم 24،800 مهاجرٍ جديد من كل أنحاء العالم، وهي أعلى نسبة منذ خمس سنوات، وتبلغ نسبة الزيادة عن الأعوام الفائتة 28% .
"تستعد إسرائيل لاستقبال عدد كبير من يهود دونتسك، في أوكرانيا كما تقول وزيرة الاستيعاب صوفا لاندفر، وفي هذا الإطار عقد مؤتمر الهجرة في منهاتن، الاثنين 17/11/2014الذي نظمته جمعية (نفس بنفس) المتخصصة في الهجرة وحضره خمسمائة يهودي ، بالتعاون بين وزارة الاستيعاب والمهاجرين، والوكالة اليهودية، وأعرب المشاركون عن رغبة كثير من اليهود في الهجرة لإسرائيل، بسبب موجة اللاسامية، وبخاصة الشباب. أُسِّستْ جمعية نفس بنفس على يد الحاخام يهوشوع فاس2002، ورجل الأعمال توني غلبرت، تمكنت المؤسسة من تهجير 40000 يهودي من أمريكا الشمالية. قال رئيس الجمعية، إيرز هالفون: هناك رغبة كبيرة في الهجرة لإسرائيل، للدراسة في الجامعات الإسرائيلية، ولعل سبب الأقبال الأكبر هو رغبة الشباب المهاجرين في الانخراط في الجيش الإسرائيلي. بخاصة بعد الأحداث الأخيرة في العالم. وعُرضتْ في المؤتمر سيرةُ ستةٍ من المهاجرين الناجحين في إسرائيل"
أما في فلسطين ، فلم أسمع حتى اليوم عن ملف دعوى قضائية ضد جلب المهاجرين الجدد، من كل بلدان العالم، من الهند والصين وأمريكا الشمالية والجنوبية وإسكانهم في أرضنا المغتصبة، أمام أعيننا!!
مع العلم أنه ما تزال هناك عشرة قبائل يهودية مفقودة حتى اليوم، أما دولة إسرائيل ففيها فقط قبيلتان فقط!!!
وفي عامنا العربي الجديد 2015 فإن معظم دول العرب بحاجة ماسَّة إلى وزارات جديدة باسم، وزارات الطرد والنفي، أو الإقصاء والإبعاد، أو وزارات السمسرة للحصول على جنسيات الدول الأوروبية!!!
ولكنني احترتُ في مواصفات وزراء هذه الوزارات،
فما الكفاءات المطلوبة فيهم؟
يبدو أن أول الصفات المطلوبة في الوزير، أن يكون قد عمل في شبابه (بودي غارد) لإحدى الشخصيات العربية الكبيرة، أو سائقا من سائقيهم!!
وأن يكون حاصلا على دبلوم عالٍ في فن الكذب، وبكالوريوس في النفاق!!
أما رسالة الماجستير فيجب أن تكون في فن إدارة الأعمال السرية، كامتلاك الأسهم في البورصات والشركات، والمشاركة في مقاولات الاستيراد والتصدير، أو شراء العقارات في بلدان العالم، أو تهريب الذهب والمال، في الداخل والخارج!!
أما شهادة الدكتوراه، ففي فنون الرشاوى وتسهيل الأعمال، أو في فنون تمليك الأقارب والأبناء للشركات الكبرى، أو منحهم قيادة وحدات النخبة العسكرية !!!
أما شهادة الأستاذية، فيجب أن تكون في فنون العلاقات مع رجال المخابرات الأجنبية في كل دول العالم!!!!

#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات