تطورات السباق الإنتخابي في تونس :خطة الطوارئ لمرشح الإخوان إعداد أم إلتفاف ؟

بسام الرياحي

الحوار المتمدن-العدد: 4670 - 2014 / 12 / 23 - 23:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

وأخيرا أفصح السباق الإنتخابي في تونس عن مكنونه ، فاز المرشح محمد الباجي قايد السبسي .صراع طويل ، مسار من الإغتيالات والتقلبات والتحالفات والقذف السياسي والتهديد ... عقول الجمهور الآن منمذجة نحو إنتهاء الرهان وإكتمال التشكل السياسي في دولة الجذوة الأولى لما يسمى بالربيع العربي .التجربة كانت فريدة من نوعها إذا ما إعتبرنا تطورات الأوضاع في بلدان آخرى بدايتا بصراع الجيش مع الإخوان في مصر ، فوضى المليشيات في ليبيا والحرب الأهلية في سوريا وإسقاط اليمن في دوامة السلاح واللادولة أخيرا وليس آخرا .تجربة تعود بالأذهان إلى نجاح مسار الاقرن ال19 قبل قلبه من طرف ثوار القبائل في 1864 . من الواضح جدا أن الرهان كان جسيما ، المرزوقي الذي راهن على قواعد الإخوان وحشد الأنصار بفوبيا النظام السابق وبدعم قطري واضح ترجمه هو في خياراته الخارجية بعد طرد السفير السوري وتشنج العلاقة مع مصر السيسي في الفتر الإنتقالية ، إنتقل بسرعة إلى خططة الطوارئ وهي الإعلان الضمني عن توجهاته السياسية في الفترة القادمة.
ما سماه "حركة شعب المواطنين" في غمار الإحتفال من قبل المنافس وتشنج أنصاره مرر بشكل ذكي مشروعه الجديد وأعطى تموقعه السياسي ، حركة شعبية كما يقول بعيدة عن التنظير الإيديولوجي والشعارات وهدفها محاسبة المتجاوزين . هو سعى لخطف نق
اط من المنافس وإرباكه مستقبلا ثم معاقبة لمعارضة خاصة اليسارية التي رفضت دعمه وعلى رأسها رفاق النضال في العهد السابق مثل الجبهة الشعبية . مرشح الرئاسة واضح أنه أعدّ هذا النهج حتى تبقى هياكل دعمه وفريق مستشاريه ومموليه حوله من جهة ثم هي عملية تعبوية سياسيا ربما تؤرق حتى حليفه"حركة النهضة" التي ستخشى من نزيف أنصارها نحو هذا النموذج الجديد الذي يحاكي صدمة ظهور حركة"نداء تونس" .إلتفاف سريع وقياسي لرجل يكاد يصل إلى نهاية المطاف في البراكسيس السياسي .التشكل سيصبح أكثر تعقدإذا ما إكتملت هذه الفكرة في الكواليس وستطرح أكثر تحديات في صراع ألوية سياسية برمتها لديها قاعدتها ومواردها وأفقها في علاقاتها الخارجية وسياستها الداخلية . هذ الصراع سينهي الصغار الذين سيوضعون في قلب هذه الآلات وستخلو الساحة للأنداد وسيظهر التوافق إستراحة المحاربين الزائفة ...

#بسام_الرياحي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات