أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - تونس تمد لسانها لشهداء سورية














المزيد.....

تونس تمد لسانها لشهداء سورية


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 4670 - 2014 / 12 / 23 - 20:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في لقاء إعلامي من أحد قادة حزب نداء تونس الذي يتزعمه الباجي قائد السبسي المنتصر في انتخابات الرئاسة التونسية يقول: (سنعيد علاقاتنا الدبلوماسية مع النظام السوري..)
في البدء لا بد من تهنئة الاشقاء التوانسة على نجاح الاستحقاق الرئاسي و البدء بطريق طويلة لبناء دولة الحرية و الديمقراطية التي ما تزال وهماً و ليست واقعاً.
وصول حزب نداء تونس البورقيبي إلى الحكم لن و لم يكن هدف ثوار تونس و ملهمهم الشهيد البوعزيزي و لكن التصحر السياسي النسبي الذي اصاب تونس نتيجة لحكم الدكتاتور الرخيص زين العابدين بن علي, كان من المنطقي وصول أحزاب عريقة في تجربتها للسلطة بينما تجربة الثوار متواضعة و جنينية, فوصل حزب النهضة الاخواني لحكم الفترة الانتقالية و من ثم بعد أول انتخابات يصل حزب نداء تونس المشكل حديثاً من شخصيات و رموز النظام السابق بعد أن استغل الباجي قائد السبسي الثمانيني حادثتي اغتيال السياسيين المعارضين اليساري شكري بلعيد و العروبي محمد البراهمي ليتزعم حملة احتجاجات شاركت بها قوى علمانية و يسارية و نقابية و ليبرالية صيف 2013 ضد حكومة الترويكا بقيادة حزب النهضة, أدت تلك الاحتجاجات إلى عقد جلسات الحوار الوطني فحقق السبسي بذلك حلم العودة للسلطة من باب ثورة الشباب التونسي.
حديث إعادة تموضع جديدة داخلية و خارجية لتونس بعد خسارة المرزوقي ليست مشكلة أو أزمة مستقبلية طالما هناك حراك و حيز سياسي تعمل به التنظيمات الثورية الصاعدة و قوى معارضة و نقابية لا تسمح بتطرف استبدادي جديد حسب المعلومات المتوافرة, كذلك العمل خارجياً على بناء شبكة علاقات دولية لصالح تونس.
المؤسف حقاً, أن تونس السبسي تضع إعادة العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد ضمن أولوياتها مع أن تونس لا تربطها مع سورية حدود مشتركة أو مصالح اقتصادية أو سياسية كما هي مع ليبيا أو الجزائر أو مصر أو السعودية حيث من مصلحة تونس أن تحسن موقعها و تعمل لمصالحها المباشرة في التغلب على الوضع الأمني غير المستقل تماماً بها و على الوضع الاقتصادي المتدهور بعد تهريب أموال الخزينة العامة و ذهبها على متن طائرة زوجة الرئيس السابق إلى السعودية.
أن يكون هدف حزب نداء تونس إعادة العلاقات الدبلوماسية مع نظام بشار الأسد المجرم بكل المقاييس الدولية و الاخلاقية و الانسانية فهذا مؤشر خطير و رسالة مباشرة سوداء نحو شهداء تونس و شهداء سورية و معتقليها و نازحيها, تمد لهم لسانها و تقول: راحت عليكم و المجرم انتصر على سمو أخلاقكم و وطنيتكم و انسانيتكم.
بنفس القدر, هي رسالة خطيرة للتونسيين أن من يريد الحرية و الديمقراطية عليه أن ينظر لسورية كدليل على الاستحالة و العبثية في تحقيق ذلك على ارض بلداننا العربية المثقلة بالدكتاتوريات المجرمة و بالتطرف و الاسلاموية المتصلبة و بإرث تشوهات التاريخ و خراب الأمم و الأوطان و خراب الشخصية العربية و تحولها لإحدى منقرضات العصر.
تونس السبسي تقول لنا جميعاً أنكم بعبوديتكم تحافظون على أرواحكم و بلادكم و إلا فلكم الدمار و القتل و الاجرام و النزوح لبلاد ستعاملكم كعبيد لديها و تتسول على أوجاعكم.
تونس السبسي عندما تعيد علاقات تونس مع الأسدية تخبرنا بوهم البوعزيزي و بثورة تونس و بالربيع العربي كله و تقول أن الحكم في بلادنا العربية هو للبسطار و للقتلة و للصوص و للاستبداد و ليس لكم سوى القبول أو الرحيل عبر المتوسط سباحةً و انسوا شهدائكم لأنهم ذهبوا بلا ثمن.
ليس بمستغرب أن يمد لنا الأشقاء ألسنتهم لنا قبل الأعداء طالما أننا أعداء انفسنا. تركنا ثورتنا للأفكار السلفية و الأصولية و التطرف و التطيف و صفقنا لكل من حمل السلاح دون فكر و عقل و اختصرنا أهداف الثورة من تحقيق الحرية و الكرامة و دولة المواطنة إلى اسقاط النظام و لو بتحالف مع الشياطين, و ما أكثرهم.
صحيح أننا نعيب على نداء تونس الحكم الجديد لتونس نكرانه لشهدائنا و تضحيات شعبنا البطل الطيب الصامد و لكن علينا أن نعيب على انفسنا استمرار قبولنا باحتكار الثورة من قبل اللصوص و الاقزام و امراء الحرب و سجناء حررهم النظام لقتل الثورة و أحلامها.
لن ينقذ الثورة سوى ابناءها الأحرار و علينا جميعاً إعادة حساباتنا و إسقاط أعداء الثورة من بين صفوفها و دعم المخلصين و الوطنيين و إلا ستكثر الألسنة الممدودة لنا و لسورية و للثورة و لشهدائنا.



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خراب لعبة الأمم
- شهادة وفاة
- تركيا, دروس في السياسة
- بيضة القبان
- من أورشليم إلى دمشق
- من فكرة الأصفار إلى مبدأ المعادلات
- محاكمة العصر
- سوريون دائماَ و لا نخجل
- عيد جيش الوطن
- رجال الغوطة
- -لابد من فعل شيء-, ديغول سورياً
- مبروك لمخيم اليرموك الصامد
- باسل و محطات من السفرجل الأسدي
- افتتاح مونديال الشعوب الفقيرة
- الحرية تليق بكم
- عودوا, الأرض حنت لكم
- الثورة السورية و بعدها الوطني و الأخلاقي
- الدكتوراه قبل القيادة و المناصب
- سورية: إقليمياً, دولياً بعد 38 شهر من الثورة
- ثورة من أجل الثورة


المزيد.....




- الولايات المتحدة: إطلاق نار في حرم جامعة فلوريدا يسفر عن مقت ...
- بوشكوف: ترامب غير معجب بأوروبا ولا يريد تحمل مسؤولية الغرب ب ...
- مقتل طفل بهجمات مسيرة أوكرانية على جمهورية دونيتسك الشعبية
- موقع كويتي ينشر تقريرا -مثيرا- عن سوري اكتسب الجنسية وأمه أص ...
- قائد بريطاني: الضمانات الأمنية التي ستقدمها أوروبا لأوكرانيا ...
- الخطوط الجوية السورية تعلن رسميا عودة رحلاتها إلى الإمارات
- مقتل شخصين وإصابة 5 في حادث إطلاق النار بجامعة فلوريدا والسل ...
- اليمن: الولايات المتحدة تقصف ميناء نفطيا في الحديدة وتجمد أص ...
- حماس تستنكر -الانتقام الوحشي- من سكان غزة وتحذر بشأن الأقصى ...
- الجيش الفرنسي يعلن تدمير مسيرة في البحر الأحمر


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - تونس تمد لسانها لشهداء سورية