حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 4670 - 2014 / 12 / 23 - 12:35
المحور:
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
بينما كنت جالسة في الغرفة الصغيرة كما كنا نسميها في جريدة الفجر المقدسية، غرفة ترجمة الصحف العبرية الأسرائيلية، وصحيفة الجيروسليم بوست، عند زميلي حسن ابو حشيش، سألني عن محمد عليان أحد ابناء بلدتي، اذا ما كنت أعرفه، فأجبت بالايجاب، وحدثني عن حكايته مع صديق طفولته محمد عليان، الذي كانت أسرته تقطن في بلدتهم دير جرير قضاء رام الله، وكيف أمضى معه طفولة رائعة، لعبا وضحكا معا، في ربوع وحقول القرية، وأمضيا سنين جميلة فيها، وكيف شاءت الأقدار أن تعود أسرة محمد عليان الى بلدتهم الأصلية جبل المكبر بالقدس، ولكن شاءت الأقدار مرة ثانية أن يلتقي محمد وحسن مرة أخرى في ريعان شبابهما بعد سنوات طويلة، لكن في هذه المرة كان اللقاء مخلتفا، ولم يكن أحد منهما يفكر أو يحلم في يوم من الأيام أن يلتقي رفيق طفولته بهذه الطريقة، كان لقاؤهما هذه المرّة خلف القضبان في أحد السجون الاسرائيلية، لقد سعدا كثيرا بهذا اللقاء بعد فراق طويل، رغم سوء المكان، تحرّر الاثنان عام 1985 في عملية تبادل للأسرى، "النورس"، ولم يلتقيا بعدها، نظرا لتقسيم الوطن الى "كانتونات" صغيرة متباعدة، تفصلها عن بعضها البعض المستوطنات، والحواجز العسكرية. والقدس محاصرة بجدار التوسع الاحتلالي، وممنوعة من التواصل مع محيطها الفلسطيني، ولا يسمح لفلسطينيي المناطق المحتلة عام 1967 من غير مواطنيها من دخولها، وعن طريق الصدفة علمت أن زميلي السابق في صحيفة الفجر حسن أبو حشيش قد حصل على تصريح لدخول القدس، فاغتنمت الفرصة لأجمعه بلقاء مع صديق طفولته وسجنه محمد عليان الذي درس الحقوق بعد تحريره، وأصبح محاميا، وافتتح مكتبا في شارع الزهراء في القدس، لقد كانت فرحة اللقاء هذه المرّة جميلة جدا، رسمت البسمة على وجهيهما، وفرحت أنا بلقائهما هذا وهما على ابواب الستين من العمر يودّعان العام 2014. فهل سيلتقيان مرّة أخرى في القدس المحرّرة عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة؟ فهذا ما نتمناه.
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟